ما الذي فعله قدّيس بلنسية بالموريسكيين في الأندلس؟
يعتبر البطريرك خوان دي ريبيرا أسقف بلنسية “فالنسيا” الرجل الأول وراء قرار طرد الموريسكيين، وقد ألقى خطاب “شكر لله” في كتدرائية بلنسية عند إعلان القرار، نبه فيه إلى المصاعب التي ستواجه البلاد نتيجة الطرد، ووعد بالتغلب عليها، وقال بأن كل هذه المصاعب تهون أمام القضاء على هذه “البذرة الخبيثة – يعني المسلمين- الموجودة بيننا”.
كان ريبيرا واحدًا من أهم الشخصيات التي ساهمت في مأساة طرد الموريسكيين، وشغل العمل الذي ساهم به في هذا الطرد جزءاً عظيماً من رئاسته الطويلة لأسقفية بلنسية، والتي تم ترقيته إليها عام 1568م، بعد أن تم تعيينه من قبل الملك فيليب الثاني الذي أراد وضع حد لعشرات السنين من عدم الاستقرار في أسقفية بلنسية، ومع تعيين هذا الشاب كان سيضمن الاستمرارية والعمل الجاد العميق من أجل إيجاد حلول للمشكلات الخطيرة التي كانت تعاني منها تلك المملكة والتي طالما تم تأجيلها.
وكانت قضية الموريسكيين على رأس الموضوعات التي تضمنها جدول أعمال ريبيرا فور انتقاله إلى بلنسية، والتي توافق وصوله لها زمنياً مع حرب غرناطة، التي جعلت قضية الشعب الموريسكي واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً أمام الملكية، وقد وقف ريبيرا بكل ثقله إلى جانب الحلول القاسية، وقام طوال خمسة وعشرين عاماً بدور الملهم الروحي لسياسة أخذت تسير نحو طرد الموريسكيين.
من هو ريبيرا؟
ولد خوان دي ريبيرا في 27 ديسمبر سنة 1532م في مدينة إشبيلية والده بير أفان دي ريبيرا كان دوق الكالا “القلعة” دي لوس خازوليس وماركيز طريفة “طريف” ماتت أمه وهو طفل صغير، وتربى في بيئة قاسية محافظة على الرتابة والقوالب الجامدة، فأصبح شخصية منعزلة تميل إلى البعد عن الناس، حتى أن البعض قد وصفه بأنه خطير جدًا، ومتعجرف، لا يمكن التحدث معه.
أعفى ريبيرا من صفة فساد المولد “حيث أن ميلاده غير شرعي” وذلك للحفاظ على دوره في الترقي والحصول على مناصب أخرى كنسية في المستقبل، وقد كان ميلاده غير الشرعي يشكل جرحاً أليماً جعله يشعر بالمهانة وفقاً لما ذكره رامون روبريس.
درس خوان دي ريبيرا في جامعة سالامانكا رسامة الكهنوتية في عام 1557م، وعينه البابا بيوس الرابع أسقف بطليوس في عام 1562م، ثم تم تعيينه رئيس أساقفة بلنسية في سنة 1568م، ثم تولي منصب نائب الملك عن بلنسية سنة 1602م.
تسلم البطريرك ريبيرا زمام الأمور في الأسقفية رسمياً في مارس من عام 1569م، وقد تبع ذلك حملة من التعاليم والمواعظ تصادفت بعد ذلك بقليل “12 أكتوبر 1571م” مع هدنة من عنف محاكم التفتيش والتي كانت في ذلك الوقت قد عبرت واحدة من أقصى مراحل القمع والعنف المناهض للإسلام.
في عام 1574م، قدم ريبيرا الدعم المادي لرؤساء الأديرة الذين كانوا يبشرون بالمسيحية بين الموريسكيين، وقد قام كذلك بعمل كل ما يستطيع لجذب اهتمام اليسوعيين والفرنسيسكان لهذه المهمة التبشيرية الصعبة، وقدم معونة مالية لحملات الوعظ الخاصة، وحتى في بعض الأحيان عرف عنه قيامه هو شخصياً بتلك الحملات، ومع ذلك فقد كانت نتائج تلك الحملات إما عديمة القيمة وإما محبطة، والحق أن التبشير بين الشعب الموريسكي كان مهمة صعبة وقد عمل واجتهد الكثيرون فيها دون أي أمل، وكان ريبيرا بالرغم من انه قد ألزم واعظيه بالإيمان الكامل بقدرة الكلمة الإلهية إلا أنه كان يعتبر منذ وقت طويل أن الموريسكيين غير قابلين للإصلاح فأخذ يدعو إلى نفيهم وإلى حلول اخرى عنيفة.
جرى العرف على الربط دائماً بين البطريرك ريبيرا وطرد الموريسكيين، وكان ذلك سبباً فى تسليط الضوء على الدور الذي قام به من خلال الأسقفية البلنسية، ومع ذلك فإن واقع الأمر يبدو أكثر تعقيدًا فالفكرة لم تكن فكرته ولم يرتب لتنفيذها فريبيرا لم يصرح بوقوفه إلى جانب طرد الموريسكيين حتى عام 1582م، فقد ظهرت هذه الفكرة في اجتماع تم في لشبونة في نهايات عام 1581م، وتمت مناقشة قراراته فيما بعد في المجلس الملكي الذي صوّت لصالح طرد الموريسكيين في نفس المدينة في 19 يونيو عام 1582م، وقد لعبت التقارير التي تم تسليمها من قبل ريبيرا حول إلحاد الموريسكيين دوراً في غير صالحهم، وفي التاسع عشر من سبتمبر لذلك العام كان لدى النظام أسباب قوية كي يبدأ مع هؤلاء تنفيذ عملية الطرد، ولم يشارك البطريرك في هذه الاتفاقيات والمشاورات ولم يكن له صوت مباشر فيها، ولكنه انحاز انحيازاً كاملاً وبكل ثقله إلى جانب الاتجاه الأكثر تشددًا، وعندما طلب منه الإدلاء برأيه حول اقتراح الكاردينال كيروغا مطران طليطلة ومسؤول محاكم التفتيش، رد البطريرك بمذكرة أبدى فيها اقتناعه العميق بالنسبة للمظاهر الحاسمة للقضية الموريسكية، ومما جاء في هذه المذكرة:
إن الضرورة تدعو من أجل الجانب الروحي ومن أجل الجانب الدنيوي إلى تطهير إسبانيا من المسلمين الذين اتخذوا من التعميد سبباً للبقاء فيها“، وكان ريبيرا يعتقد أن الموريسكيين ليسوا مسيحين بل هراطقة مرتدين وخونة.“
نصح بأن يبدأ الطرد من مملكة بلنسية حيث يعيش موريسكيوها الخونة مسلحين بالقرب من الماء واتصالهم السهل بالجزائر وانتقد انتقادًا شديدًا للسادة المالكين للعبيد الموريسكيين في بلنسية.
ووسط سلسلة لا تنتهي من الاجتماعات والمذكرات والمراسيم والمنشورات وانتظار لرسائل البابا واجتماعات للبلاط الملكي ومداولات لمجلس الدولة، طلب ريبيرا تأييد الملك كي يقوم بحملة أخيرة من الوعظ والتبشير ستكون فرصة أخيرة للموريسكيين، ولم تكن فكرة النفي أثناء ذلك قد ماتت بل تم حفظها حتى حين.
كان ريبيرا بالإضافة إلى عدائه الشديد للموريسكيين، ينظر بعين العداء لكل ما له علاقة باللغة العربية والتي كان يراها دليل المروق والإلحاد، ولذلك كان يعارض دائًما الوعظ بهذه اللغة أو مجرد معرفة الموريسكيين بها، لأن الكثير من الموريسكيين لم يكونوا يعرفون لغة أخرى غير العربية، فكانت هناك اقتراحات بتوزيع كتب تبشيرية باللغة العربية ووعظ الموريسكيين بالعربية، ولكن قام البطريرك ريبيرا بإقناع الملك فيليب الثاني بألا تطبع كتب تعليم الديانة المسيحية باللغة العربية أو القيام بتدريسها في بلنسية.
الملك فيليب الثالث
مع تولي الملك فيليب الثالث العرش كان هناك تزايد الشعور المتشدد والمناهض للإسلام وبدأ يظهر الانشقاق بين مدريد التي استمر مجلس الدولة بها يميل نحو الخط المتشدد تجاه الموريسكيين، وبين بلنسية حيث المناصب الدينية ومحاكم التفتيش ورجال الدين والتي كانت تقف إلى جانب الأفكار التوفيقية.
هنا أدرك ريبيرا أن عليه أن يعمل بقوة ضد أي محاولة لمد اليد نحو الموريسكيين، وضد أي بديل سلمي يمكن أن يسمح به تجاه هذه القضية، وقد اعترف بذلك بوضوح في أول المذكرات التي أرسلها إلى الملك فيليب الثالث في نهايات عام 1601م، وقد علق ريبيرا على موقف الموريسكيين الذين يرغبون في العيش في ظل حكم يكفل لهم الحرية الدينية، ولهذا فهم على استعداد للتحالف مع أي سلطة غريبة تكفل لهم هذه الحرية، وعند ازدهار التيار السياسي فسوف يسمح هذا التيار لرعاياه ولأبنائه أن يعتنقوا الدين الذي يرغبون فيه فيه (فقد ظهر في ذلك العصر تيار من رجال يحملون على عاتقهم حل المشاكل السياسية وقد كان ماثلاً في عقولهم النموذج الذي قدمته فرنسا عندما استطاعت أن تعثر على مخرج سياسي للمشكلة التي لا حل لها لحروبها الدينية وذلك عن طريق حرية العقيدة التي طالب بها مرسوم نانت في عام 1598م)
وقد أضاف ريبيرا في هذه الشكوى شديدة اللهجة أن المسلمين الذين يخفون إسلامهم والذين عند الحديث عنهم لا يجب أن نطلق عليهم لقب موريسكيين بل مسلمين، فالخيانة وروح التآمر لديهم تقودهم للسلوك كأعداء طبيعيين مستعدين للتحالف مع أي عدو خارجي للديانة المسيحية ولإسبانيا، كما أن شعب بلنسية المسيحي الطيب يعيش تحت وطأة القلق من أن يذبح على أيدي الموريسكيين في أي وقت، بينما يخشى هو نفسه من أن يرى في شيخوخته ضياع اسبانيا، ثم ذكر في تلك الوثيقة أن سلبية الملوك الإسبان السابقين لا تفسير لها، فإذا كانت الحملة ضد إنجلترا في الماضي وكذلك ضد الجزائر في الوقت الحالي قد فشلتا، فذلك لأن الله قد أراد أن تُحارب الهرطقة في عقر دارها قبل أن تحارب في الخارج. ولقد عمل ريبيرا كل ما يستطيع من أجل الإسراع والتعجل في وضع حل نهائي لكل هذه الأخطار القاتلة وقد استخدم البطريرك لغة مناسبة يعرف الجميع مغزاها الحقيقي.
وقد هنأه الملك فيليب الثالث على غيرته ومدح دوق ليرما هذه الوثيقة كأفضل شئ رأته عيناه، أما ريبيرا فقد تناولت مذكرته الثانية في عام 1602م، حلول اقتصرت فقط وبشكل صريح على الطرد، أو على إجراء بديل وهو الإبادة، فهم مجرد شجرة هرمة مليئة بالخيانة والهرطقة.
وكان ريبيرا يرى أن الموريسكيين القشتالين يشكلون خطراً أعظم وذلك لانتشارهم وتمتعهم بالحرية، ولذا وجب نفيهم إلى الخارج دون تمهل فهم الخميرة الشريرة لكل الشعب الموريسكي، وعلى الرغم من أن الأرغوانيين كانوا مثلهم متهمين إلا أنهم كانوا واعدين بالنسبة للعمل التبشيري، خاصة عند رؤيتهم الإجراءات المشددة التي استخدمت مع أقاربهم الموريسكيين.
في ذلك الوقت كانت بلنسية مركزاً للقضية الموريسكية وكان واضحاً أنه دون طرد الموريسكيين الذين يعيشون فيها لن يكون هناك معنى لطرد غيرهم من الممالك الأخرى وأنه لا بد من أن يتم طرد الموريسكيين وفقاً للنموذج الصارم الذي اتخذه الملوك الكاثوليك مع اليهود بالرغم من امتثال الموريسكيين للتعميد.
كان خوان دي ريبيرا على علاقة وثيقة بالراهب خايمى بليدا، المولود في عائلة متواضعة تمتد بعض جذورها إلى مدينة سلمنكا وقد كلفه البطريرك ريبيرا بالعمل كرئيس لأسقفية موريسكي قرطبة وهو لا يزال شماساً وذلك في عام 1585م وبعد فترة وجيزة أصبح بليدا راهباً دومينيكياً، وكان يكن عداء خفياً للمسيحين الجدد “الموريسكيون” قبل تنصيبه كاهناً، ولما لم تحقق مواعظه أثراً فى نفوسهم، تحولت مشاعر العداء لديه إلى كره غير عقلاني تجاه الشعب الموريسكي الذي كان يراه حالة ميئوساً من علاجها. قام بالعديد من الزيارات لدوق ليرما وللعاهل الإسباني، وقدم العديد من الرسائل والتضرّعات كلها كانت تهدف إلى ضرورة طرد الموريسكيين.
دخل بليدا فى تشكيل “الفريق” المعادى للموريسكيين الذى ترأسه البطريرك ريبيرا وقد تلقى معاملة مميزة نظراً لانضمامه لهذا الائتلاف، وألف كتابه “الدفاع عن العقيدة” بناء على طلب ريبيرا الذي كانت تربطه به علاقة وثيقة حتى أن بليدا كان يزهو بأنه احتفظ دائماً بعلاقة شخصية وثيقة مع ريبيرا بل أنه ايضاً يعطي انطباعاً وكأنه الملقن الشخصي لأوراق ريبيرا التي ظهرت بين عامي 1601 و1602م، وقد كان بليدا مقتنعاً بما يسببه موضوع الموريسكيين من غيره في نفوس الإسبان لذا فقد كرّس مجهوداته لإقامة جمعية أو جماعة من النشطاء أطلق عليهم لقب الصليبيين وكان قائد هذه الجماعة فى بلنسية هو المطران خوان دي ريبيرا.
ويتذكر بليدا بأسي كيف أن الملك فيليب الثالث وهو في زيارة إلى بلنسية عام 1604م لعقد جلسة البلاط الملكي لم يرغب في الاستماع إلى ريبيرا الذي كان وقتها نائباً للملك هناك، وهو يحدثه في أمر الموريسكيين بينما انصت على العكس من ذلك إلى أسقف سيغوري فيليثيانو دي فيغيروا الذي كان واحدًا من المؤيدين للحلول السلمية.
الموريسكيون خارج ديارهم
وفي الرابع من أبريل عام 1609 تقرر رسمياً الانتقال إلى المرحلة التنفيذية للطرد وقد قام ليرما ومعه من يشبهه من رجال الحكم في مجلس الدولة بالإعداد للمهمة بسرية تامة ولم يعط الملك أوامره لريبيرا حتى الرابع من أغسطس من عام 1609م عن طريق خطاب حمله السيد أغوستين ميخيا بنفسه، وهو المكلف بالشئون الحربية في عملية الطرد والذي وصل إلى المدينة في العشرين من أغسطس وقد قام بزيارة البطريرك ريبيرا والتقى بنائب الملك في بلنسية كاراثينا وقد أبدى ريبيرا استياءه وأظهر تشدده لساعات طويلة وألح كثيراً في أن القرار يجب أن يطبق أولاً على موريسكي قشتالة مما أدهش نائب الملك وميخيا، وجاء رفض ريبيرا نتيجة رغبته التي لم يصرح بها لأحد لإنقاذ أهل بلنسية من الرعب والدمار الذي سوف يخلفه طرد الموريسكيين، وقدم البطريرك ريبيرا علاوة على ذلك في تلك اللحظات أسباباً أخرى من أجل الحفاظ على موريسكي هذه المملكة مثل أنهم يحصلون على أقل دخول، ومثل الضرر الذي سيتعرض له أسيادهم بسبب نقص الموارد إلى جانب قلة الأمدادات التي سوف تحصل عليها الكنيسة، وربما كان ريبيرا يحاول كسب الوقت حتى تصل الأخبار من البابا ويعلم بما يحدث.
ربما كان موقف ريبيرا بسبب أن قرار الطرد قد تحول إلى سياسة مملكة طرد يتم بالأمر وبعيدًا عن أي دور للكنيسة أو كأنه رأى أن وضعه الخطط على الورق شيء ورؤية هذه الخطط تتحول أمام عينيه إلى حقيقة رهيبة شئ آخر وأرسل مرة أخرى سكرتير الملك يعلن فيه عدم موافقته على الطرد الذي لا يبدأ بموريسكي قشتالة وأراغون حيث أنهم أكثر استعدادًا وأكثر ميلاً للخيانة فهم يستحقون الطرد أما أهل هذه المملكة فهم بصفة عامة أكثر تواضعاً ولا يدركون الأشياء جيدًا.
هذا التقلب الذي لم يتوقف كبار رجال الدولة عن التعليق عليه بنوع من الدهشة ورغم هذه الإزدواجية عند ريبيرا إلا أنه بدأ بمهمته بنشاط لتنفيذ الطرد وكان ما يشغل باله في ذلك الوقت ليس الموريسكيين بل هؤلاء البارونات وسادة الموريسكيين الذين سيتأثروا من إجلاء هؤلاء الموريسكيين عن المملكة رغم أنه كان يصف هؤلاء السادة بأنهم مستبدون وأنهم يدافعون بشكل غير مباشر عن مروق عبيدهم كما أنهم مستعدين للدفاع بكل ما أوتي لهم من قوة عن مصالحهم الشخصية وامتيازاتهم.
حاول البارونات في بلنسية إرسال مندوبين عنهم للملك للعدول عن قرار الطرد ولكن لم يجد هؤلاء السفراء لدى الملك سوى الكلمات الطيبة الإصرار القاطع على المضى قدماً نحو الطرد.
في البداية لقى قرار الطرد ترحيباً جيدًا من جانب الطبقة العاملة وطبقة صغار رجال الدين الذين كانوا دائماً يضمرون الكراهية للسادة لتكافلهم مع الموريسكيين وعندما أعلن عن قرار الطرد في الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1609م لم تشكل طبقة النبلاء الفالنسيين عقبة حقيقية أمامه ربما لأنهم كانوا يعانون من أزمة اقتصادية والتي جعلتهم في حاجة إلى دعم من الملك.
وتابع البطريرك ريبيرا يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة إجراءات الاستعداد لقرار نفي مسلمي بلنسية وتنفيذه بعد ذلك وألقى موعظة بنفسه في الكاتدرائية يوم الأحد السابع والعشرين من سبتمبر عام 1609م على جمع عظيم من الشعب متحدثاً فيها عن تأييد الطرد.
أراد خوان دي ريبيرا الاحتفاظ بأطفال المسلمين الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة لتربيتهم على النصرانية، لكن مجلس الدولة قرر الاحتفاظ فقط بالأطفال دون ست سنوات من العمر لكي لا يحتفظوا بأي ذكرى للتربية الإسلامية بعد بقائهم.
ولم يعش كثيراً بعد آخر موعظة له في اغسطس سنة 1609م، فقد مات في يوم السادس من يناير سنة 1611م، بعد أن ظل يعمل بلا هوادة في مهمته لدعم النفي، وفي سنة 1960 منحه البابا يوحنا الثالث والعشرون لقب قديس.
المصدر: موقع أندلسي.