قراءة في مطامح إسبانيا لقيادة وتصميم استراتيجية الاتحاد الأوروبي في إفريقيا
يعتزم رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشيث، إعطاء دفعة للعلاقات الثنائية مع إفريقيا والتي لا تؤدي فقط إلى زيادة التبادلات والتفاهم بين مدريد والقارة السمراء، بل تقود إسبانيا أيضا لقيادة استراتيجية الاتحاد الأوروبي مع هذه القارة.
وسجل سانتشيث أولويات السياسة الخارجية الإسبانية في يناير الماضي وأشار إلى أن “هذا العقد يجب أن يكون عقد إسبانيا في إفريقيا”.
ولإظهار الرهان الإسباني على القارة السمراء، سيرأس رئيس الحكومة عرض خطة Focus Africa 2023 يوم الإثنين في قصر “المونكلوا” وسيقوم برحلة من 7 إلى 9 أبريل ستقوده إلى أنغولا والسنغال.
مبادرة Focus Africa عبارة عن خطة تحدد سلسلة من الإجراءات التي تستعد الحكومة للقيام بها في القارة.
وتسعى الحكومة إلى التأكيد على أن إفريقيا هي منطقة ذات أولوية للدبلوماسية الإسبانية والتي تهدف إلى بناء شراكة استراتيجية لمواجهة تحدياتها بشكل مشترك.
تعاون ثنائي
وتشير مصادر حكومية إلى شراكة بين الأنداد لمواكبة إفريقيا في عملية التصنيع، وتعزيز الاستثمار والمساواة بين الجنسين وتعزيز السلام والأمن، والاقتصادات الخالية من الكربون والتنمية المستدامة والرقمنة وخلق فرص العمل.
مع كل هذا، لا تنوي الحكومة فقط تعزيز علاقة إسبانيا مع إفريقيا في جميع المجالات، ولكنها تريد أيضا المضي أبعد من ذلك من خلال تعزيز حضورها بالقارة.
ووفقا للمصادر المذكورة، تطمح إسبانيا إلى قيادة استراتيجية الاتحاد الأوروبي مع إفريقيا والتأثير على سياسات الاتحاد لتصميم وتعريف الإجراءات للقارة بأكملها.
وتهدف مدريد إلى أن تكون إسبانيا أكثر نشاطا مما هي عليه الآن فيما يتعلق بأفريقيا وأن تدمج القارة السمراء في سياستها للعمل الخارجي.
وعملت عدة وزارات إسبانية في التخطيط للمبادرة: الخارجية، والاقتصاد، والداخلية، والدفاع، والصناعة، والإدماج الاجتماعي، والهجرة.
تم تكليف كل من هذه الإدارات بسلسلة من الإجراءات الملموسة لتطوير هذه الاستراتيجية لتطبيق تدابير وآليات لتعزيز التعاون.
العلاقة مع غانا
وكان سانتشيث قد دعا رئيس غانا، نانا أكوفو-أدو، لحضور عرض هذه الخطة، حيث سيؤدي زيارة رسمية إلى إسبانيا لمدة يومين يتم خلالها، بالإضافة إلى عقد اجتماعات مع الملك ورئيس الحكومة، ولقاء مع رجال الأعمال.
وتمنح السلطة التنفيذية الإسبانية غانا دورا مهما للغاية في إفريقيا والتي تعتبر معيارا للاستقرار الديمقراطي والرؤية الاقتصادية والتغلب على حالة الفقر التي عانت منها في الماضي.
وتذكر الحكومة أنها ثاني أغنى دولة وأكثرها اكتظاظا بالسكان في غرب إفريقيا، بعد نيجيريا، وثالث أكثر اقتصاد جنوب الصحراء نموا في عام 2019.
وتحتضن غانا مقر الأمانة العامة لاتفاقية التجارة الحرة الأفريقية ورئيس دولتها هو أيضا للمرة الثانية رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
سيكون تقديم الخطة على مرحلتين، حيث أنه بالإضافة إلى العرض الذي سيقدمه سانتشيث في مونكلوا، سيكون هناك آخر في قصر فاينا حيث ستعقد مائدتان مستديرتان تتناولان الاستثمار، من بين أمور أخرى وفرص ثنائية.
من بين المشاركين في الحدث، بالإضافة إلى سانتشيث والرئيس الغاني، ستحضر وزيرة الشؤون الخارجية، أرانشا غونثاليث لايا؛ نظيريها من السنغال وغانا، أيساتا تال سال ومونيك نسانزاباجانوا، على التوالي؛ وزير التجارة الكيني بيتي ماينا؛ ورئيس بنك التنمية الإفريقي، أكينوومي أ. أديسينا.
جولة في أنغولا والسنغال
وستتاح لسانتشيث الفرصة لتوضيح بعض جوانب الخطة بالتفصيل خلال الزيارة التي سيقوم بها إلى أنغولا والسنغال في الفترة من 7 إلى 9 أبريل، وهي رحلة تؤكد الحكومة أنها لا ترغب في تأجيلها بعد الآن على الرغم من ظروف جائحة فيروس كورونا.
بالإضافة إلى لقائه مع رئيسي البلدين، فإن جدول أعماله سيكون له طابع اقتصادي ملحوظ، بحضور رجال الأعمال الإسبان، وتحليل الوضع فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية.
في السنغال، سيزور العسكريين الإسبان في مفرزة مارفيل لدعم عملية برخان ضد الجهاديين في مالي.
كما سيلتقي بأفراد من الحرس المدني والشرطة الوطنية الذين يتعاونون في داكار مع السلطات السنغالية للتعامل مع شبكات الهجرة غير الشرعية.