قصة سيفورا، أول مهاجرة يوضع اسمها ولقبها على قبرها
استقرت سيفورا الصغيرة أخيرا بسلام في قبرها في مقبرة سان رافائيل أركانخيل، في فيثينداريو (غران كناريا) كأول مهاجرة غير نظامية في جزر الكناري يحمل قبرها هويتها وصورتها. توفيت الرضيعة غرقا منذ سنة ونصف، قبل أن تأخذ العدالة مجراها منذ أسبوعين.
وبخصوص تفاصيل الحادثة الأليمة، انزلقت الرضيعة البالغة من العمر 13 شهرا، من منديل كانت والدتها تحملها به مقيدة إلى ظهرها -كما اعتادت العديد من النساء الأفريقيات حمل أبنائهن- عندما اصطدم القارب الذي كانتا متنه بحجر على بعد 20 مترا من شاطئ أرغينيغين.
لقيت الضحية حتفها إلى جانب امرأتان آخرين وظهرت اثنتان من الجثث الثلاث، بما في ذلك جثة القاصر، بعد مرور ساعات.
بشار النحاس.. شاب يرسم قصة نجاح خلال وقت قياسي في ألمانيا!
والدة سيفورا صعدت إلى القارب مخدوعة
نددت والدة سيفورا بتصرفات مشغّل القارب المغربي عبد الله وازني البالغ من العمر 29 عاما، قائلة أنها صعدت على متن القارب مخدوعة ومعنفة.
وأصدرت المحكمة الإقليمية لجزر الكناري حكما يقضي بالسجن ثماني سنوات في حق وازني لارتكابه جريمة ضد مواطنين أجانب وسنتين بتهمة القتل في 30 أكتوبر.
وصل القارب الذي كانت تسافر على متنه الوالدة وابنتها، من أصل إيفواري، إلى شاطئ مارانيويلاس، بالقرب من أرغينيغين، في 16 ماي 2019. وكان القارب قد غادر الصحراء الغربية قبل حوالي خمسة أيام من التاريخ المذكور.
كان يحمل في المجمل 30 شخصا بالكاد يأكلون أو يشربون خلال تلك الفترة. تم تحذيرهم قبل مغادرتهم من عدم قدرتهم على إحضار الطعام أو الشراب حتى لا يزيدوا الوزن الذي يتعين على القارب تحمله.
تجنب القائد إرساء القارب في شاطئ آمن خوفا من ضغط الشرطة، وقفز في البحر قبل عملية الاصطدام التي أدت إلى غرق معظم الركاب، الذين لم يتمكنوا من السباحة وكانوا بالكاد قادرين على الحركة لمدة خمسة أيام.
حاولت والدة سيفورا مساعدة صديقتها التي تعتبرها أختا لها لكنها لم تستطع إنقاذها، لتنزلق الرضيعة بعد ذلك من على ظهر أمها وتبتلعها الأمواج.
بندقية وتهديدات بالقتل وقصة عشق: مفاتيح اختفاء الشاب المغربي سعيد بمايوركا
أجبرت والدة سافورا، روث، من قبل عائلتها، على ترك المدرسة عندما كانت تبلغ من العمر 15 عاما لتزويجها لرجل يبلغ من العمر 42 عاما وله زوجتان، هرب زوجها إلى شمال افريقيا بعد ان تركها حاملا ووقع في شبكات المتاجرين المغاربة بالبشر.
أرادت روث العبور إلى أوروبا، ولكن ليس عن طريق قارب. كانت فكرتها شراء تذكرة للسفر على متن سفينة
فدفعت 1000 يورو وذهبت إلى النقطة المتفق عليها. وما إن رأت قاربا يقترب من الشاطئ لاحظت أنه غير آمن فتراجعت في البداية لكن تم إجبارها على الصعود لاحقا.
المصدر: الإسبانيول