لماذا زار رئيس الحكومة الإسبانية سبتة ومليلية؟ ولماذا تم إخراج الجيش خلال الأزمة؟
اخبار اسبانيا بالعربي/ بعد قرار المغرب، بشكل مفاجئ، فتح حدوده مع إسبانيا ودخول ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف مواطن مغربي إلى إسبانيا عن طريق مدينة سبتة، تفاجأت إسبانيا الرسمية والشعبية من هذا القرار، إذ لم تكن البلاد مستعدة ولا تتوقع اتخاذ تلك الخطوة من طرف الجار الجنوبي. والدليل على عدم استعداد مدريد ميدانيا هو عدم قدرة رجال الشرطة والحرس المدني المنتشرين في مدينة سبتة.
ويعود السبب المباشر في عجز قوات الشرطة والحرس المدني عن التصدي للمهاجرين إلى أن إسبانيا كانت تحافظ على وجود منخفض للغاية لرجال الشرطة ومختلف الأجهزة الأمنية، كما تفرض شروطا صارمة على الجيش الإسباني إذ يكاد يُمنع على الجنود الخروج من الثكنات بالزي العسكري، فما بالكم بإخراج الآليات العسكرية أو أي مظاهر للعسكرة. وبعد عجز أجهزة الأمن في معالجة دخول آلاف المهاجرين المغاربة، تم توجيه الأوامر للجيش بالخروج من الثكنات وحتى إخراج دباباته وعرباته للمرة الأولى التي تظهر في الشارع في سبتة لمساعدة أجهزة الأمن. وكانت إسبانيا تخفي الجيش ولا ترغب في إظهاره مخافة إغضاب المغرب، الذي يتحسس من تواجد الجيش الإسباني بمدينتي سبتة ومليلية.
وكان بإمكان مدريد إرسال تعزيزات شرطية ومن الحرس المدني من إقليم الأندلس المجاور، حيث لا تزيد مدة الرحلة في السفينة بين سبتة والأندلس عن ساعة واحدة فقط، لكن أرادت إسبانيا من خلال إخراج الجيش القطع مع التقليد المتبع وإخراج الجيش إلى الشوارع للسيطرة على الوضع في المدينة، في رسالة سياسية رمزية تتعلق بالسيادة على المدينة.
ومن بين الرسائل الرمزية البالغة الأهمية التي ردت بها إسبانيا هي إيفاد رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، الذي لم يكتفِ بزيارة سبتة فقط التي دخل إليها آلاف المهاجرين، لكن قرر أيضا زيارة مليلية رغم أنها لم تتأثر بظاهرة هجرة المغاربة التي اقتصرت حينها على سبتة فقط.
وبزيارة رئيس الحكومة إلى المدينتين، تكون إسبانيا قد قطعت مع تقليد سياسي قطعته على نفسها والتزمت به طيلة 16 سنة بالامتناع عن إرسال أي مسؤول سياسي بارز ولا حتى الملوك، حيث كان من المقرر أن يزور الملك المدينتين سنة 2020 في إطار جولة إلى جميع أقاليم إسبانيا، لكن الحكومة ارتأت إلغاء الزيارة تفاديا لإغضاب الرباط.
ولم يزر أي رئيس حكومة إسباني مدينتي سبتة ومليلية طيلة 16 سنة للسبب ذاته، لكن اليوم بيدرو سانتشيث رأي أن الوقت قد حان للقطع مع ذلك التقليد والرد على الخطوة المغربية بزيارة المدينتين لإرسال رسالة للرباط حول السيادة على المدينتين. لهذا السبب كان الرد الإسباني الأول على خطوة المغرب رمزيا من خلال إخراج الجيش وزيارة رئيس الحكومة للمدينتين.
المصدر: موقع إسبانيا بالعربي.