لماذا لا يتعلم الإسبان اللغة الإنجليزية بسرعة كبقية شعوب أوروبا؟
وضع تقرير حديث من شركة تعليم اللغات الأجنبية Education First، والذي صنف مستوى إتقان اللغة الإنجليزية، لدى الإسبان في أسفل التصنيف مقارنة ببقية دول الاتحاد الأوروبي.
يعتقد بعض الأكاديميين أن بروز الدبلجة التقليدية في الحياة الثقافية هو سبب من الأسباب التي تجعل الإسبان يجدون صعوبة في تعلم اللغة الإنجليزية، حيث تلعب الدبلجة دورا مهما في إسبانيا ويتم دبلجة العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية أو حتى الإعلانات التجارية باللغة الإسبانية ولا يتم بثها بلغتها الأصلية.
ويرى البعض أن اللغة الإنجليزية حديثة العهد في إسبانيا بما أنها أدرجت في الفصول الدراسية سنة 1972 وأن الأجيال المتتالية قطعت مع النظرية السائدة. وتذكر إذاعة صوت أمريكا رئيس الوزراء، بيدرو سانتشيث، الذي يتحدث الإنجليزية بمستوى عال كمثال.
درجات سيئة
وقد منح التقرير السنوي الإسبان تقييمات ضعيفة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تقارير مماثلة من يوروستات، عن المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي.
ما يقرب من 45.8 ٪ من الإسبان الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 64 عاما لا يستطيعون التحدث بلغة أجنبية، وفقا لتقرير يوروستات لعام 2016. في المقابل، 31٪ فقط في البرتغال لا يستطيعون التحدث بلغة أجنبية، بينما في اليونان كانت النسبة 33٪ وفي إيطاليا 34٪.
وفقا للخبراء، يمكن تفسير الصعوبات التي يواجهها الإسبان في تعلم اللغة الإنجليزية جزئيا بحجم الدولة وناتجها المحلي الإجمالي المنخفض نسبيا وعدد الأشخاص الذين يتحدثون الإسبانية في جميع أنحاء العالم.
وترجع بعض الانتقادات الأخرى أسباب هذه الصعوبات إلى عيوب في نظام التعليم وخصائص ثقافية أخرى مثل دبلجة الأفلام والبرامج التلفزيونية.
ويقول تقرير Education First: “الفجوة في إتقان اللغة الإنجليزية مقلقة لأن كلاً من إيطاليا وإسبانيا تعانيان من معدلات بطالة أعلى، لا سيما بين الشباب، ويمكنهما استغلال الفرص الاقتصادية الجديدة التي من شأنها أن تجلب اتصالا أسرع مع بقية أوروبا”.
أرجع الأستاذ بجامعة كارلوس الثالث في مدريد، أنطونيو كابراليس، -الذي حقق في كيفية تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس ثنائية اللغة في إسبانيا- النتائج إلى الوضع الاقتصادي السيئ نسبيا في إسبانيا وحجم البلاد.
وقال في مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا: “تؤثر الحالة الاجتماعية والاقتصادية على المهارات اللغوية لأنه كلما كانت أعلى، كلما زاد عدد الأشخاص المطلوبين لتعلم اللغة الإنجليزية للوظائف المعروضة والسفر”.
عامل آخر هو حجم البلد إذ تعتمد البلدان الأصغر مثل البرتغال واليونان وهولندا بشكل أكبر على الصادرات، مما يعني أنه سيتعين على السكان السفر وسيحتاجون إلى اللغة الإنجليزية للقيام بأعمال تجارية. وأضاف كابراليس أن الدول الأكبر التي لديها سوق محلي أكبر لن تقلق كثيرا بشأن هذا الأمر.
المعهد الثقافي البريطاني في إسبانيا
قال مارك ليفي، رئيس برنامج اللغة الإنجليزية في المعهد الثقافي البريطاني في إسبانيا، إنه يعتقد أن مستويات إتقان اللغة الإنجليزية قد تحسنت بشكل كبير بين الإسبان الأصغر سناً.
وأشار إلى أن امتحانين أجراهما المجلس الثقافي البريطاني في عام 2017 بين من هم في سن 15 عاما وجد أن 72.5% في مدريد و 66% في كاتالونيا حصلوا على درجة B (أو 90) أو أعلى.
وتلعب اللغة الإسبانية كرابع أكثر اللغات انتشارا في العالم دورا حيث يتحدث بها 580 مليون شخص بمستويات متفاوتة من الطلاقة، وفقا لتقرير نشره العام الماضي معهد ثرفانتس الذي تسعى إسبانيا من خلاله لنشر اللغة والثقافة الإسبانية في جميع أنحاء العالم.
يعتقد الكاتب إغناثيو بيرو، مدير المعهد في لندن، أن وجود لغة عالمية، نتيجة ثلاثة قرون من القوة الاستعمارية، ربما أعاق الاهتمام بإتقان لغة أخرى ما يعني “أن أجزاء كبيرة من العالم بها أماكن يمكننا فيها التحدث بلغتنا الخاصة دون مشاكل… لغتنا هي لغتنا التي يتحدث بها الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم كما هي اللغة الإنجليزية”.
المصدر: إذاعة صوت أمريكا