ماذا تعرف عن الجزيرة الواقعة بين إسبانيا وفرنسا التي تتغير السيادة عليها كل 6 أشهر؟

في نهر بيداسوا، على الحدود بين إسبانيا وفرنسا، تقع الجزيرة التي تعرف باسم جزيرة الفزان (Isla de los Faisanes)، أصغر ملكية مشتركة في العالم بمساحة 2000 متر مربع فقط. لكن غرابتها لا تكمن في حجمها، بل في تغيير سيادتها كل 6 أشهر بين البلدين!
جزيرة بلا قانون… أو بكل القوانين!
- منذ 1659، حين وُقِّع عليها “اتفاقية السلام” بين إسبانيا وفرنسا، أصبحت الجزيرة رمزا للسلام.
- اليوم، يتم تسليمها في طقوس عسكرية كل 1 فبراير (إسبانية) و1 أغسطس (فرنسية).
- لكن ماذا لو وُجد جثة على الجزيرة أثناء “تغيير الحرس”؟ من سيتحمل المسؤولية؟
هذا السؤال المحوري هو ما ألهم المخرج آسير أوربيتا لفيلمه الجديد “جزيرة الفزان”، الذي يحوّل هذه القصة الغريبة إلى إدانة صارخة للعنصرية وأزمة الهجرة في أوروبا.
الفيلم: جثة لا تريدها إسبانيا ولا فرنسا
يطرح الفيلم سيناريو صادمًا:
- شاب أفريقي يغرق أثناء محاولته عبور النهر إلى فرنسا.
- جثته تظهر على الجزيرة بالضبط أثناء تغيير السيادة.
- السلطات الإسبانية والفرنسية تتجاهلان الجثة، لأنها “مشكلة الآخر”.
“للأسف، هناك موتى من الدرجة الأولى وموتى من الدرجة الثانية، حسب المصالح السياسية للإعلام” — آسير أوربيتا
هل أنت شاهد صامت؟
الفيلم يركز على ثنائي من إرون (إسبانيا):
- هي (جون لياسبور، الحاصلة على جائزة غويا) تُنقذ مهاجرا.
- هو (سامبو ديابي، أسود البشرة) يتجمد في مكانه خوفًا من بطش الشرطة.
هذا الاختيار ليس عشوائيا:
“أردت أن يكون الشخص الذي لا يقفز لمساعدة الغريق هو الرجل الأسود… لتعميق الفكرة عن الخوف من العنصرية المؤسساتية” — المخرج
النهر الذي يبتلع الأحلام
وراء القصة الخيالية، تكشف التحقيقات أن:
- 60 ألف مهاجر حاولوا عبور نهر بيداسوا منذ 2018.
- 10 وفيات مسجلة في 2021 (بعضهم دهسًا بقطار الحدود).
- المنطقة مهملة إعلاميًا رغم خطورتها، لأن أوروبا تفضل التركيز على حدود أخرى (مثل المتوسط).
لماذا هذا الفيلم مهم الآن؟
- يذكرنا بأن الحدود الأوروبية تقتل يوميًا، حتى في الأماكن “الهادئة”.
- يكشف العنصرية الخفية: مثل مشهد يُطلب فيه من رجل أسود دفع ثمن القهوة مقدمًا، بينما البيض لا يُطالبون بذلك.
- يطرح سؤالًا أخلاقيًا: “ماذا كنت ستفعل لو رأيت إنسانًا يغرق؟”.
هل يمكن للسينما تغيير الواقع؟
يعتقد أوربيتا أن الفن يجب أن يكون محركا للتغيير:
“نحن نتعامل مع البيانات الإعلامية ببرود، لكن السينما تستطيع إثارة المشاعر ودفع الناس للتفكير”.
الفيلم ليس مجرد قصة درامية، بل صرخة ضد اللامبالاة الأوروبية… لأن جزيرة الفزان، رغم صغرها، تكشف كيف تتحول الحدود إلى مقابر جماعية.