إسبانيا بالعربي ـ فرنسا، أو على الأقل فرنسا السياسية التي تشكل تقريبا الكل، ستتوقف عما تفعله لبضع ثوانٍ صباح الاثنين عند العاشرة صباحا وتتجه نحو شاشات التلفاز. ستظهر على الشاشة زعيمة حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، مارين لوبان، وهي تدخل قاعة المحكمة في باريس حيث تُحاكم هي و24 آخرين من أعضاء حزبها بتهمة تحويل أموال الاتحاد الأوروبي المخصصة لمستشاري الحزب في بروكسل إلى صندوق الحزب (الذي كان يُسمى آنذاك “الجبهة الوطنية”).
سيقرأ القاضي حينها حكماً سيُحدث صدعا في المشهد السياسي الفرنسي، خاصة إذا نُفذ طلب النيابة العامة في الجلسة الأخيرة للمحاكمة: سجن لوبان مع حرمانها من الحقوق السياسية لمدة خمس سنوات، بما يمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2027 — وهي الانتخابات التي يُتوقع أن يكون حزبها الأقرب للفوز فيها بعد مسيرة سياسية طويلة وبعد أن تقدم على حساب ماكرون.
ثلاثة سيناريوهات محتملة
تواجه لوبان ثلاث احتمالات أمام القضاء:
- البراءة (سيناريو غير مرجح)، وسيكون تأثيره محدودا على الخريطة السياسية.
- إدانة قاسية (سجن + حرمان سياسي) ولكن مع تعليق التنفيذ لحين استئناف الحكم، مما يسمح لها بالترشح في 2027.
- تنفيذ العقوبة فورا، وهو السيناريو الذي دعت إليه النيابة، وسيُحدث زلزالا سياسيا بمنع زعيمة الحزب الأكثر تصويتا في الانتخابات التشريعية الأخيرة ضد ماكرون (11 مليون صوت) من خوض السباق الرئاسي.
“مؤامرة لاستبعادي”
علقت مارين لوبان على المحاكمة بقولها: “هدفهم الوحيد منعني من الترشح للرئاسة عام 2027. يجب أن تكون أعمى وأصم كي لا ترى ذلك!”. بينما يرى لويس أليو، نائب رئيس الحزب والمتهم في القضية ذاتها، أن الناخبين سيرون في الحكم “مؤامرة”، وسيزيد ذلك من حماسهم لانتخاب الحزب.
البديل: جوردان بارديلا
إذا نُفذ الحكم، سيتجه الحزب إلى خليفة مارين لوبان المُعلن، النائب الأوروبي الشاب (29 عاما) ورئيس الحزب الحالي جوردان بارديلا، الذي يتمتع بشعبية متزايدة حتى فوق شعبية لوبان نفسها. يقول محللون إن ناخبي الحزب لا يخشون التغيير، فالأفكار التي يروج لها الحزب تبقى جذابة بغض النظر عن القائد.
لكن السؤال الأكبر: هل تستطيع مارين لوبان أن تصبح وزيرة إذا فاز بارديلا بالرئاسة؟
القانون الفرنسي يمنع المُحرم سياسيا من تولي المناصب العامة، لكن الخبراء يشككون في شمول هذا المنع لمنصب الوزير. ومع ذلك، حتى لو أمكن ذلك، فسيظل حلم عائلة لوبان بالوصول إلى قصر الإليزيه بعيد المنال.
المصدر: إسبانيا بالعربي.