مدريد تتمرد على سانتشيث: رئيسة الإقليم تلاحق الحكومة قضائيا والمتاجر الكبيرة ترفض إطفاء الأنوار
اخبار اسبانيا بالعربي/ لم تعد المعركة ضد مرسوم بيدرو سانتشيث لقطع الكهرباء والغاز مجرد مسألة تخص رئيسة إقليم مدريد، إيسابيل دياث أيوسو، بصفتها شخصية قوية ومؤثرة في المشهد السياسي الإسباني، وأحزاب اليمين بشكل عام. ورفضت المتاجر الكبرى في العاصمة مدريد أمس في تمام الساعة 10:00 مساءً إطفاء الأنوار وإغلاق نوافذها رغم مطالب ومناشدات رئيس الحكومة الذي قرر، في خضم الحملة السياحية، أن تغلق شوارع التسوق الإسبانية الكبيرة متاجرها عند الساعة العاشرة ليلا، على الرغم من عدم تطبيق أي دولة أوروبية أخرى لمثل هذا الإجراءات.
فوت لوكر، بارفوا، سبرينغفيلد، بيبي جينز، هافياناس أو وومن سيكريت. هذه فقط بعض الأمثلة من المتاجر التي رفضت أمس إغلاق نوافذها في الساعة العاشرة ليلا، كما أمر بيدرو سانتشيث في استعراض للقوة من طرف رئيس الحكومة وتجاوز لصلاحياته وتدخل في شؤون الأقاليم المستقلة وحتى صلاحيات الاتحاد الاوروبي نفسه.
كانت العديد من التحذيرات من الشركات حول التأثير الخطير والقاتل الذي يمكن أن يحدثه إغلاق نوافذ المتاجر على النشاط التجاري الذي لا يزال يحاول التعافي من كوفيد والزيادات في التكاليف المالية والاجتماعية التي فرضها بيدرو سانتشيث.
وأصرت رئيسة إقليم مدريد من أنها ستتوجه إلى المحكمة الدستورية ضد مرسوم يطالب المواطنين بشد الحزام والتقشف في حين تواصل الحكومة التبذير دون قيود وإغلاق محطات الطاقة النووية بشكل متسارع، في حين ترفض تقليص الوزراء أو الاستغناء عن أي من الوزارات الـ 22 للحصول على هامش مالي، أو رفض أي إجراء من التخفيض الضريبي العميق لمساعدة السكان على مواجهة التصعيد دون السيطرة على التضخم.
في الواقع، أعلن سانتشيث نفسه عن المرسوم في خضم سباق محتدم لاستخدام طائرته الخاصة “فالكون” ومروحية “سوبر بوما” وأسطول السيارات الرسمية بالكامل للتجول، وحرق الوقود كما لو أن إسبانيا لا تعيش أزمة طاقة.
ورفضت المتاجر في مدريد الامتثال لقرار سانتشيث، حيث أبقت على الأنوار في نوافذها. وأمرت الحكومة بموجب مرسوم وعلى طريقة حالة الطوارئ أنه اعتبارا من الساعة 00:00 يوم الأربعاء، كانت إسبانيا الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي بأكملها التي يتعين فيها إغلاق نوافذ المتاجر في الساعة 22:00.
وفي ألمانيا، التي تعتمد كليا على الغاز الروسي، لم يتم إجبار المحلات على إطفاء الأنوار وغلق النوافذ. إيطاليا التي هي الأخرى لم تأمر بذلك. وفرنسا، المليئة بالطاقة النووية، تفعل ذلك في الواحدة صباحا، عندما يكون التأثير البصري والسياحي وحتى التجاري غير موجود عمليا.
لكن سانتشيث أراد أن يظهر بمظهر الأوروبي أكثر من المفوضية الأوروبية نفسها. وأصر سانتشيث على إيقاف الطاقة النووية عندما طلب الاتحاد الأوروبي الحفاظ عليها وتشجيعها في البلدان التي تقع ضمن ميزانية الطاقة الخضراء؛ وقررت حكومة سانتشيث عدم زيادة روابط الغاز مع شمال أوروبا؛ كما فرطت في عقود الغاز مع الجزائر والتي يتقاتل عليها جميع الأوروبيين.
وبعد كل هذا أعلن سانتشيث عن مرسوم يزعم أنه سيكون حلا لأزمة الطاقة بإجراءات لها أولوية التأثير على القطاع الخاص. والدرس قدمته المتاجر التي تبقي نوافذ المحلات مضاءة في مدريد.
المصدر: ليبيرتاد ديخيتال/ إسبانيا بالعربي.