مدن أندلسية: أولبيرا من أهم المدن التي أسسها المسلمون بداية الفتح الإسلامي
أخبار إسبانيا بالعربي – تعتبر مدينة أولبيرا (olvera) من المدن التي أسسها المسلمون في بداية الفتح الإسلامي للأندلس تقع في مقاطعة قادش، شمال مدينة رندة وتبعد عنها بحوالي 30 كلم، كانت من أعمال الدولة العبادية في عهد ملوك الطوائف، وقد سيطر عليها العديد من الملوك إبان التقلبات السياسية التي عرفتها الأندلس إلى أن استقرت في أيدي النصريين (بنو الأحمر) ملوك غرناطة بعد أن سيطر ملوك قشتالة على أغلب الأندلس.
وقد كانت أولبيرا تشكل حدود مملكة غرناطة مع مملكة قشتالة، فكان التهديد لها دائم ومستمر مما دفع ببني الأحمر أن يشيدوا حصنا شاهقا بهذه المدينة في أواخر القرن الثاني عشر للدفاع عنها وعن غرناطة في الشرق وكان هذا الحصن هو حصن أولبيرا الذي شيد على أعلى نقطة ارتفاع في المدينة.
لكن هذه المدينة كانت من بين خطط القشتاليين الذين عزموا على ضمها لمملكتهم، فقرر ملك قشتالة ألفونسو 11 في شهر يوليو من سنة 1327 أن يحاصر المدينة، فعلا انطلق من إشبيلية اتجاه أولبيرا وفي طريقه بدأ يحرق المحاصيل الزراعية ويقتل الماشية، ويقطع الأشجار ويخرب الديار ويقتل الأبرياء كعادتهم الوحشية والهمجية – تماما كما يفعل الصهاينة في مدن وقرى فلسطين الحبيبة – فحاصر المدينة وقطع عليها الإمدادات، مما اظطر معها والي المدينة إبراهيم بن عثمان أن يسلم المدينة في مقابل حفظ نفوس المسلمين وأملاكهم، فسقطت المدينة وسقط الحصن في أيدي النصارى. وأمام هذا الوضع المزري غادر الكثير من المسلمين المنطقة في اتجاه غرناطة.
بعد سقوطها أصبحت تحت سيطرة عائلة جوزمان، الذين مُنحوا السيطرة على جزء كبير من المنطقة لدورهم في الدفاع عن طريفة أثناء الاسترداد. انتقلت فيما بعد إلى أيدي دوقات أوسونا. من المحتمل أن يكون ابنها الأكثر شهرة هو نيكولاس دي ريبيرا، الذي ولد هنا عام 1487، وأحد قادة الغزو الإسباني للبيرو. تم تعيينه عمدة لعاصمتها ليما عام 1535.
ومن أجل إعادة إعمار المدينة وإخلائها من سكانها الأصليين أصدر الملك ألفونسوا الحادي عشر مرسوما ملكيا في الأول من أغسطس 1327م يسمى مخطط الإعمار (carta puebla) ينص على العفو على كل مجرم أو مسجون من رعايه شريطة أن يسكن سنة و يوم واحد في أولبيرا وبذلك استوطن في المدينة كل الأشرار، حتى انتشرت بين سكان المدينة مقولة: << أقتل الرجل واهرب إلى أولبيرا >>.
ملاحظة: أولبيرا مدينة تابعة إداريا الآن لمدينة قادش، ولا علاقة لها بمدينة إلبيرة التابعة لمدينة غرناطة.
المصدر: خزانة الأندلس/ إسبانيا بالعربي.