اشترك في قناتنا على الواتساب
انقر هنا
شؤون إسبانيةسلايدر

مدينة إيرون الإسبانية: آخر الحدود للمهاجرين الأفارقة الذين يعبرون إلى فرنسا

ينزل الشاب من الحافلة، حاملا حقيبة حمراء بسيطة وكيسا بلاستيكيا. يُدعى “آلو”، ويقول إن عمره 18 عاما، لكنه قد يكون أصغر. قطع أكثر من 5000 كيلومتر منذ مغادرته مالي، مرورا بجزر الكناري، قادش، ميريدا، وأخيرا إيرون على الحدود الفرنسية الإسبانية. وجهه يعكس التعب والخوف والحيرة، حتى طمأنه أحد المتطوعين بأنه سيُؤوي في مركز للصليب الأحمر لتناول العشاء والراحة. يسأل ببراءة: “لماذا تساعدونني؟ هل هذا مجاني؟”.

هذه قصته، وقصة آلاف المهاجرين الأفارقة الذين يصلون إلى إيرون كل عام، حاملين حلم عبور “الحدود الأخيرة” إلى فرنسا. إنها بوابة العبور إلى باريس، ألمانيا، أو بلجيكا. لكنها أيضا قصة “قمع إنساني” خفي، أقل شهرة من نقاط العبور الأخرى مثل مليلية أو مضيق جبل طارق.

إيرون: الحدود غير المرئية في أوروبا

منذ عام 2018، مع تشديد إيطاليا لسياسات الهجرة، ازداد تدفق المهاجرين إلى إيرون، المدينة الباسكية الصغيرة التي تفصلها جسران فقط عن فرنسا. لكن الشرطة الفرنسية (PAF) تفرض رقابة صارمة، خاصة على ذوي البشرة السمراء، مستندة إلى اتفاقية مالقة 2002 التي تسمح بـ”الترحيل السريع” خلال 4 ساعات.

“الأمر أشبه بعنصرية مؤسساتية”، يقول “جون أرانغورين”، أحد متطوعي شبكة استقبال المهاجرين في إيرون. “أنا أعبر الحدود يوميا، ولم يوقفني أحد قط. لكنهم يوقفون كل شخص أسود البشرة”.

فتح الحدود فرنسا اسبانيا. نقاط مراقبة الشرطة

المخاطر: بين النهر واليأس

في عامي 2021 و2022، غرق 10 مهاجرين في نهر بيداسوا أثناء محاولتهم عبور الحدود. آخرون قُتلوا جراء دهسهم بقطار في زيبورو الفرنسية. تقول الشبكات المحلية إن السبب هو اليأس: “بعد رحلتهم الطويلة عبر الصحراء والبحر، يجدون أنفسهم عالقين أمام شرطة ترفض حتى النظر إلى أوراقهم”.

كيف يحاولون العبور؟

  1. عبر الجسور: الأكثر خطورة، حيث تنتشر دوريات الشرطة الفرنسية.
  2. بالقوارب: عبر نهر بيداسوا، رغم التيارات القوية.
  3. بمساعدة “مهربين”: يدفع المهاجرون 50-200 يورو للاختباء في سيارات.

مركز الصليب الأحمر: الملاذ الأخير قبل المحاولة

في مركز “هيلانديراس” التابع للصليب الأحمر، يستقبلون حوالي 100 مهاجر يوميا، معظمهم من مالي والسنغال وغينيا. تقول “آنا غيريرو”، منسقة المركز: “نقدم لهم الدعم النفسي أولا، لأن الكثيرين يعانون من صدمات عنيفة”.

لكن الإقامة قصيرة: 10 أيام كحد أقصى، قبل أن يُجبروا على المغادرة—إما إلى فرنسا، أو إلى الشوارع.

الحدود
الحدود الإسبانية الفرنسية: سيارات الشرطة للبلدين في نقطة تفتيش مشتركة

فرنسا تشدد الرقابة… والاتحاد الأوروبي يتفرج

منذ تعيين “برونو ريتايو” وزيرا للداخلية الفرنسية في 2024، زادت عمليات الترحيل. حتى أن المدافع الفرنسي عن حقوق الإنسان وصفها بـ”الانتهاك الجماعي”. لكن السؤال الأكبر: لماذا لا توجد سياسة أوروبية موحدة للهجرة؟

تقول “كريستينا لابوردا”، عمدة إيرون: “هذه ليست مشكلة إسبانيا أو فرنسا فقط، بل فشل أوروبي”.

المصدر: إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *