شؤون إسبانيةسلايدرمتفرقات

ممثل إسباني شهير بعد منحه جائزة: “لا يمكنني الاحتفال حزنا على ما يجري في غزة”

إسبانيا بالعربي ـ غم حصوله على جائزة دونوستيا المرموقة في مهرجان سان سيباستيان السينمائي، أكد الممثل الإسباني الشهير، خافيير بارديم، أنه لا يستطيع الاحتفال أو الفرح في وقت يعيش فيه العالم مثل هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.

وانتقد بارديم بشدة تصرفات الحكومة الإسرائيلية ودعا المجتمع الدولي، مع التركيز على الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى الضغط من أجل إنهاء العنف في فلسطين. ووصف بارديم ما يحدث في غزة بأنه “أمر فظيع ومهين للإنسانية”. وأضاف: “لا يمكننا أن نغض الطرف بينما ترتكب الفظائع ضد السكان المدنيين”.

انتقاد إسرائيل ليس معاداة للسامية

وعلى نحو مماثل، انتهز بارديم الفرصة للتمييز بين انتقاد الحكومة الإسرائيلية ومعاداة السامية، مؤكدا أن كلا الأمرين غير متوافقين، في إشارة إلى محاولة إسرائيل إسكات أي صوت في الغرب يناهض الحرب التي تشنها على قطاع غزة بلصق تهمة “معاداة السامية”.

وقد استغل بارديم موقعه المتميز كأحد أشهر الممثلين الإسبان للتنديد بالرعب الذي يعيش سكان قطاع غزة وإدانة “الجرائم ضد الإنسانية” التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في القطاع.

وقال بارديم إن “ما يحدث في غزة غير مقبول على الإطلاق، إنه أمر فظيع ومهين للإنسانية”، معتبرا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو هي “الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، وترتكب جرائم ضد الإنسانية مخالفة للقانون الدولي رغم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية”.

واستطرد بارديم بالقول أن هجمات 7 أكتوبر “لا تبرر العقاب الشامل والواسع النطاق الذي يخضع له الشعب الفلسطيني بأكمله”.

وبهذا المعنى، أدان بارديم “الإفلات من العقاب” الذي تتمتع به الحكومة الإسرائيلية رغم سياساتها في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية. وذكّر بارديم أن دولا مثل الولايات المتحدة وألمانيا وإنجلترا يجب أن تفكر في منطق سلوكها ودعمها غير المشروط لإسرائيل عندما نشهد جرائم في مجال حقوق الإنسان وضد الشرعية الدولية، مثل حظر إدخال الأدوية والغذاء والمياه والكهرباء، أو استخدام الحرب ضد الأطفال، كما تشير اليونيسيف، والصدمة التي يسببها ذلك لأجيال عديدة”.

ويرى بارديم أن المجتمع يجب أن يفهم أن “الحق المشروع في انتقاد أي حكومة أو دولة” لا علاقة له بـ “الاتهامات الكاذبة بمعاداة السامية”.

وأشار الممثل الإسباني الشهير إلى أن الحكومة الإسرائيلية التي وصفها بالمتطرفة واليمينية، “لا تمثل المجتمع اليهودي، ولا حتى المجتمع الإسرائيلي بأكمله”. وأشار إلى الأصوات الناقدة داخل البلاد التي رفعت صوتها منذ أشهر ضد تلك الحكومة. وقال: “من مسؤوليتنا كمواطنين أن نندد حتى تتم إدانة المسؤولين الإسرائيليين ومحاكمتهم”.

جوائز عالمية

وخافيير بارديم هو أحد أشهر الممثلين الإسبان، وهو حاصل على جوائز عالمية بما فيها الأوسكار، وله تأثير كبير في عالم السينما الإسباني. وينحدر من عائلة فنية معروفة بمواقفها المبدئية المتضامنة مع القضايا العادلة، حيث عانت والدته الممثلة الراحلة بيلار بارديم من قمع نظام فرانكو الدكتاتوري. وحصد بارديم أكبر وأهم الجوائز السينمائية العالمية مثل الأوسكار عن فيلم “ليس بلدا للعجائز” سنة 2008، وجائزة مهرجان كان لأفضل ممثل عام 2010 لدوره في فيلم “جميل”، فضلا عن عدد كبير من الجوائز في أهم مهرجانات السينما الأخرى.

ومهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي هو أحد أهم مهرجانات السينما في إسبانيا، وهو معتمد من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام. يتم تنظيمه سنويا في نهاية شهر سبتمبر في سان سيباستيان، إقليم الباسك، إسبانيا.

وتنبع أهمية تصريحات الممثل الإسباني الشهير، خافيير بارديم، من الشخصية بحد ذاتها، وكذا الفضاء الذي أدلى فيه بتلك المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية.

المصدر: الجزيرة مباشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *