“من المرجح أن يكون هجومًا إلكترونيًا”

أدى انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي إلى انقطاع 
الكهرباء وخدمة الواي فاي عن المنازل والشركات في جميع أنحاء إسبانيا، بالإضافة إلى مناطق كبيرة من البرتغال وأندورا، اليوم الاثنين.

وبحسب تقارير، شهدت بعض المناطق في جنوب فرنسا أيضًا حوادث مماثلة. ومع ذلك، حافظت جزر البليار والكناري على الإمدادات، وفقًا لمصادر رسمية.

بدأ المعهد الوطني للأمن السيبراني (إنسيبي) ووزارة الداخلية تحقيقات لتحديد ما إذا كان سبب الانقطاع قد يكون مرتبطًا بهجوم إلكتروني. على الرغم من أنه لا يوجد حتى الآن تأكيد رسمي بشأن هجوم محتمل على البنية التحتية للكهرباء.

وفي الوقت نفسه، أعلنت شركة Red Eléctrica Española (REE) حوالي الساعة 1:30 ظهرًا. (بعد ساعة واحدة من تسجيل الانقطاع)، بدأت الكهرباء بالتعافي في مناطق شمال وجنوب شبه الجزيرة. وبحسب المشغل، فإن هذه العملية “مهمة لمعالجة مشكلة إمدادات الكهرباء بشكل تدريجي”، نظرا لأنها تنطوي على “التنشيط التدريجي لشبكة النقل” مع تشغيل مجموعات التوليد المختلفة.

من المرجح أن يكون هجومًا إلكترونيًا!

وحذر خبراء الأمن السيبراني من أنه من السابق لأوانه التوصل إلى استنتاجات قاطعة. ومع ذلك، في تصريحات أخيرة نقلتها صحيفة دياريو دي إشبيلية، صرّح رئيس حكومة إقليم الأندلسي، خوانما مورينو، بأنه “من المرجح أن يكون الأمر هجومًا إلكترونيًا”. وكان مورينو يشارك في المؤتمر الرابع عشر للجان العمال في الأندلس، الذي عقد في فندق ريناسيمينتو في إشبيلية، عندما وقع الانقطاع. وبعد أن تأكدت أن انقطاع التيار الكهربائي لم يكن حادثا معزولا، أكدت الحكومة الأندلسية أنه انقطاع للتيار الكهربائي على مستوى البلاد. قام وزير الرئاسة أنطونيو سانز على الفور بتفعيل بروتوكولات الطوارئ وسافر إلى مقر الوكالة الرقمية الأندلسية لتنسيق الإجراءات ذات الصلة.

ويسلط هذا الحادث الضوء على المخاطر المتزايدة التي تشكلها الهجمات الإلكترونية التي تستهدف البنية التحتية الحيوية. ويشير خبراء الصناعة إلى أن إسبانيا شهدت في السنوات الأخيرة زيادة بنسبة 43% في هذا النوع من التهديدات، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى التوترات الجيوسياسية المتزايدة. وتشمل العواقب المحتملة لهذه الهجمات شلل المستشفيات، وانقطاع الإمدادات الغذائية، وانقطاع الخدمات الأساسية مثل إمدادات مياه الشرب.

إيران تحبط هجوماً إلكترونياً على بنيتها التحتية

على سبيل المثال، ادعت السلطات الإيرانية يوم الأحد الماضي أنها صدت هجوما إلكترونيا واسع النطاق استهدف البنية التحتية الحيوية لها. صرح بذلك بهزاد أكبري، رئيس شركة البنية التحتية للاتصالات الإيرانية، في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء.

ووقع الحادث بعد يوم من انفجار قوي ألحق أضرارا بالغة بميناء الحاويات الرئيسي في البلاد، وسط استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

وأشار أكبري إلى أنه “تم اكتشاف واحدة من أوسع الهجمات الإلكترونية تعقيدا على الإطلاق ضد البنية التحتية الوطنية”، مضيفا أنه تم تنفيذ “تدابير وقائية” لاحتواء الهجوم. لكن المسؤول لم يقدم تفاصيل أخرى بشأن نطاق الهجوم الإلكتروني أو مصدره المحتمل.

ويظل التحقيق مستمرا في حين تحاول السلطات تحديد الأسباب الدقيقة للحادث واستعادة الكهرباء بشكل كامل.

إسبانيا بالعربي.