اشترك في قناتنا على الواتساب
انقر هنا
شؤون إسبانيةسلايدر

من هي فاطمة أوفقير؟ الشابة الإسبانية التي حُكم عليها بالمؤبد وعفا عنها سلطان عمان؟

إسبانيا بالعربي ـ كانت فاطمة أوفقير تحمل لقبا مأساويا: أصغر إسبانية يُحكم عليها بالسجن المؤبد في سجن أجنبي. وصل بها اليأس إلى حد التفكير في استبدال عقوبتها بالإعدام، نظرا لغياب أي أمل في الحياة. لكن اليوم، بعد سبع سنوات من سجنها في عمر الـ18 بتهمة الاتجار بالمخدرات في عُمان، هبطت فاطمة في مطار برشلونة، منهيةً كابوسها بعد أن شملها العفو السنوي الذي يمنحه السلطان العُماني هيثم بن طارق بمناسبة شهر رمضان.

“أخيرا، عدت إلى بيتي”

بهذه الكلمات عبّرت الشابة المنحدرة من مدينة أوسبيتاليت دي يوبريغات بالقرب من برشلونة عن فرحتها بعد تجنبها لوسائل الإعلام وأفراد عائلتها الذين انتظروها بفارغ الصبر في صالة الوصول بمطار برات. بناءً على توصية طبية، ووسط ذهول والدتها روزاريو التي لم تُخطر بالتفاصيل، غادرت فاطمة مع محاميها من مخرج جانبي، لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

قبل الظهر، وبعد لقاء عاطفي مع أحبائها، التقطت فيديو قصيرا من مكتب محاماة “فوسيلر” في برشلونة، وعدت فيه بكشف تفاصيل قصتها المؤلمة للرأي العام بمجرد تعافيها من الصدمة: “سأتحدث عندما أستعيد استقراري”.

بداية الكابوس: مهمة قاتلة

تعود تفاصيل المأساة إلى أغسطس 2018، عندما استدرجتها شبكة مخدرات لنقل حزمة تحتوي على 7 كيلوغرامات من المورفين من عُمان إلى إسبانيا. نفّذت فاطمة الجزء الأول من المهمة، وسافرت بعد بلوغها سن الرشد لتسلم المخدرات، لكنها تراجعت وحاولت إلغاء عودتها. إلا أن الشرطة العُمانية اقتحمت غرفتها بالفندق وعثرت على المخدرات مخبأة في خزانتها.

أُودعت فاطمة سجن النساء في مسقط، وحُكم عليها بالسجن المؤبد بعد محاكمة زعم محاموها أنها “مليئة بالمخالفات القانونية”. لاحقا، عُرض عليها تبديل العقوبة بالإعدام، وهو خيار رهيب فكرت فيه أثناء معاناتها من اكتئاب حاد.

سجن قاسٍ وتحول قسري

تحت ظروف اعتبرتها غير إنسانية، حسب وصفها، قالت إنها اضطرت فاطمة لاعتناق الإسلام كمسألة بقاء، كما أوضحت محاميتها الحالية مونيكا سانتياغو. فرضت عليها السلطات ارتداء البرقع، كما تذكر، مما حدّ من رؤيتها وحريتها، كما أُجبرت على الصلاة خمس مرات يوميا. وكان اتصالها بالعالم الخارجي مقيدا بدقيقة واحدة كل أسبوعين.

رغم ذلك، واصلت فاطمة أوفقير تعليمها داخل السجن، وكانت على وشك إنهاء المرحلة الثانوية عند الإفراج عنها.

جهود دبلوماسية وعفو سلطاني

ولعبت وساطة رجل الأعمال الكتالوني أنطونيو سانيير والقاضي بالتازار غارثون دورا حاسما في إطلاق سراحها. كما أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن وصول فاطمة أوفقير إلى إسبانيا تم في الساعة 7:25 صباح الأحد، وشكر سلطان عُمان على “التصرف الإنساني والصداقة تجاه إسبانيا”.

وكانت الحكومة الإسبانية قد تقدمت بطلب العفو منذ ثلاث سنوات، ووُفق الطلب الجمعة الماضي بتنسيق دقيق بين السلطات العُمانية والسفارة الإسبانية.

نهاية العذاب وأمل جديد

قال ألباريس: عليها الآن استعادة حياتها الطبيعية. إنها شابة، والجميع قد يخطئ. المهم أنها حصلت على العفو وانتهت محنتها.

بهذه الكلمات، يُطوى فصل مظلم من حياة فاطمة، لتبدأ صفحة جديدة مليئة بالأمل والتحديات.

من هي فاطمة أوفقير؟

فاطمة أوفقير رييس، من مدينة أوسبيتاليت دي يوبريغات (برشلونة). معروفة بشخصيتها المرحة والمنفتحة، كانت فاطمة فتاة نشيطة ومتميزة بين أقرانها، تشارك في العديد من الأنشطة المجتمعية والفنية والرياضية:

  • موهوبة موسيقيا: كانت تعزف في المدرسة البلدية للموسيقى.
  • ناشطة طلابية: شاركت بشكل فاعل في اتحاد طلاب المدينة وجمعية إيتاكا التعليمية.
  • لاعبة كرة لينة (سوفتبول) متميزة: مثلت نادي هيركوليس.
  • رائدة في حقوق الأطفال: أصبحت أول رئيسة للمجلس الوطني للطفولة والمراهقة في كاتالونيا، حيث دافعت عن حقوق الشباب.

في مقابلة سابقة (باللغة الكتالونية)، كشفت فاطمة عن طموحها وتفانيها في خدمة مجتمعها.

الانزلاق نحو الكارثة

للأسف، مرّت فاطمة أوفقير بفترة صعبة في حياتها، وفي سن الـ18 فقط، قررت السفر إلى عُمان، حيث اعتُقلت بتهمة حيازة 7 كيلوغرامات من المورفين في غرفتها بالفندق. قررت الانخراط في بيع المخدرات لصالح عصابة وتم القبض عليها في عمان وبحوزتها 7 كلغ من المخدرات.

المصدر: إسبانيا بالعربي.

أخبار جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *