إسبانيا بالعربي ـ في تصعيد جديد يعكس الخطاب المعادي للإسلام، يفرض حزب فوكس اليميني المتطرف شروطا جديدة على حزب الشعب (PP) لدعم ميزانية إقليم مورثيا، أبرزها إلغاء برنامج اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM) – وهو مبادرة تعليمية تطوعية تمولها الدولة منذ 15 عاما وتستهدف الطلاب المغاربة في الفترة غير الدراسية.
تفاصيل الأزمة
مطالب فوكس: إصدار قرار برلماني بإلغاء البرنامج، مدعيةً أنه “يُعيق اندماج المهاجرين” و”يهدد الهوية المسيحية-اليهودية لأوروبا”.
رد الحكومة المحلية (PP): أكدت أن البرنامج خارج اختصاصها (حسب الاتفاقية الثنائية بين إسبانيا والمغرب)، وأنه لا يُكلّف المنطقة “سنتا واحدا”.
الأرقام: من أصل 700 مدرسة في مورثيا، فقط 10 تقدم البرنامج (348 طالبا من أصل 320,000، أي 0.1%).
خطاب كراهية في البرلمان
في جلسة 21 مارس، استخدمت النائبة فرخينيا مارتينيز (فوكس) خطابا عنصريا:
زعمت – خطأً – أن البرنامج يمول من أموال الإقليم (رغم تمويله من الحكومة المركزية).
وصفت البرنامج بأنه “مختبر لاستبدال الثقافة الإسبانية”، متجاهلةً دوره في التوسط الأسري وخفض التسرب المدرسي بين أبناء الجالية المغربية.
حقائق يُغيبها حزب فوكس
البرنامج يعمل في معظم مناطق إسبانيا بدون جدل، حتى عندما شارك فوكس في حكومة مورثيا (2021-2023).
مورثيا لديها برامج مماثلة لطلاب من رومانيا وأوكرانيا، وكانت قد قدمتها سابقاً لطلاب فرنسيين وألمان.
البرنامج لا يُدرّس خلال الحصص الدراسية، بل كنشاط خارجي اختياري.
تكتيكات حزب فوكس والردود
يسعى الحزب لاستنساخ سيناريو اتفاق فالنسيا(حيث فرض شروطاً على PP)، لكن PP في مورثيا يرفض التخلي عن البرنامج، مؤكداً أن القرار ليس بيده.
رئيس المنطقة فرناندو لوبيز ميراس (PP) وصف المفاوضات بـ”الصعبة”، لكنه أشار إلى أن قضايا مثل الهجرة والبيئة (حيث تتوافق مواقف PP وفوكس) يجب ألا تُربط بالميزانية.
خلفية سياسية
يحاول حزب فوكس تحويل البرنامج إلى ورقة ضغط، رغم عدم امتلاك المنطقة صلاحية إلغائه.
سبق أن أيد PP في مارس مطلب فوكس بـ”ترحيل القاصرين غير المصحوبين” (قرار غير قابل للتطبيق قانوناً).
توظيف الهوية في السياسة
المعركة حول البرنامج تعكس استغلال حزب فوكس للهوية الثقافية كأداة سياسية، بينما يُظهر PP مرونةً تكتيكيةً للحفاظ على تحالفه الهش. الجالية المغربية في إسبانيا (أكبر الجاليات المسلمة) تبقى الأكثر تضرراً من هذا الخطاب المُعادِ للأجانب.
“البرنامج جسر للتفاهم، ليس تهديداً للهوية” – فيكتور مارين، وزير تعليم مورثيا.
