هذا ما يجب فعله خطوة بخطوة في حال رفض مكتب الهجرة منحك بطاقة الإقامة أو تجديدها
أخبار إسبانيا بالعربي – ترفض مكاتب الهجرة في إسبانيا سنويا آلاف طلبات حصول الأجانب على تراخيص الإقامة، سواءً تعلّق الأمر بالطلب الأولي لتصريح الإقامة أو تجديد بطاقة الإقامة.
وإذا كانت أسباب الرفض مبررة وواضحة بالنسبة للمعني في معظم الحالات، فإنها قد لا تكون كذلك في بعض الحالات الأخرى، كما أن معظم الأجانب لا يدرون كيف يتصرفون في مثل هذه الحالات.
في هذا الموضوع سنتحدث بالتفصيل خطوة بخطوة عمّا يجب أن يفعله من رُفِضت طلباتكم للحصول على الإقامة في إسبانيا سواء للتقدم أول مرة أو التجديد.
ما هو الطعن في قرار الرفض؟
الاستئناف هو إخطار يتم إرساله إلى مكتب الهجرة يعلن فيه المعني أنه لا يوافق على القرار المتخذ فيما يتعلق بملفه، ويطلب بشكل واضح إعادة دراسته بعناية مرة أخرى.
قرار الطعن هو رسالة احتجاج، يُظهر فيها صاحب الملف عدم قبوله بقرار مكتب الهجرة القاضي برفض طلب الإقامة أو التجديد، ويطلب مراجعة ملفه بناءً على سبب وجيه ومتوخى بموجب القانون.
وبعبارة أكثر تقنية، يكفل الدستور الإسباني حق الاستئناف للمواطن الأجنبي الذي بموجبه يمكنه الطعن في قرارات الإدارة العامة، مهما كان وضعه القانوني.
أنواع الطعن
وحسب لوائح وقوانين الهجرة الإسبانية، نجد نوعين مختلفين من الطعون التي تسمح للأجنبي باستئناف قرار رفض الطلب:
استئناف إعادة الطلب: وهو الذي يتم تقديمه إذا كانت الجهة المختصة التي نرفع لها الطعن هي نفسها التي رفضت الطلب (أي على نفس المستوى الهرمي الإداري). ويمكن تقديم هذا الطعن عبر الإنترنت (بالضغط هنا).
استئناف الاستئناف: وهو الذي يتم تقديمه إذا كانت الهيئة المقدم لها الطعن هي المسؤولة مباشرة على المستوى الهرمي للجهة التي رفضت الطلب (ومن هنا جاء اسمه “استئناف الاستئناف”). أي، أنه إذا تقدمنا بطلب للحصول على الإقامة وتم رفضه من قبل مكتب الهجرة، فسيتم توجيه الاستئناف إلى مندوبية الحكومة سواء بالمحافظات أو الأقاليم التي تم فيها رفض الطلب. ويُقدم هذا الاستئناف في حال استنفاد الاستئناف السابق.
ومع ذلك، يجب أن نضع في الحسبان أن كلاهما هو طعن إداري؛ أي أن السلطة التنفيذية هي التي تقرر (الإدارة العامة).
رفض الطعن
وفي حالة تم رفضه الاستئناف، في هذه الحالة نكون قد استنفدنا المسار الإداري، وسيكون بإمكان الأجنبي التوجه إلى المسار القضائي لإنصافه فيما يعرف بالطعن الإداري الخلافي.
وبما أن الإجراءات تتعلق بالقضاء، فإن الحسم في الملف قد يستغرق ما يصل إلى 3 أشهر، وستكون السلطة القضائية هي التي تقرر (المحاكم).
ومن المهم الإشارة هنا إلى أنه لا يمكننا رفع الطعن إلى القضاء حتى استنفاد الطريق الإداري. ويعني ذلك أنه لا يمكن القفز مباشرة لتقديم طعن أمام القضاء دون القيام باستئناف إداري أولا.
هل يجدي تقديم استئناف؟
إذا تم رفض الطلب الأولي أو تجديد بطاقة الإقامة، فإن محامي الهجرة ينصحون دائما بالشروع في الاستئناف للأسباب التالية:
أولا، لا توجد رسوم أو تكلفة يجب دفعها لتقديم الاستئناف والطعن أمام الإدارة أو القضاء، والقيام بذلك مجاني تماما.
ثانيا، خلال فترة الاستئناف، سيتمتع الأجنبي بحماية قانونية ولن يتم ترحيله من البلاد، لأن ذلك سيكون غير قانوني، وفي في حالة استلام ملف الطرد، يمكن استئنافه.
ومن النقطة السابقة يتضح أن الأجنبي أثناء فترة الاستئناف، يمكنه الاستمرار في التمتع بالحق في العيش بشكل قانوني في إسبانيا؛ ومواصلة التمتع بنفس حقوق الإقامة السابقة.
ثالثا، معظم الحالات التي يتم فيها الاستئناف تمنحها الإدارة أو المحكمة حق الإقامة، وهو ما يعني أنه بعد شهر أو بضعة أشهر سيعود الأجنبي إلى وضعه السابق (إما الإقامة قيد المعالجة أو قيد التجديد)؛ حتى يتمكن من الإقامة أو العمل بشكل قانوني مرة أخرى.
وفي نفس الوقت الذي تتم فيه مراجعة الاستئناف، يمكن للأجنبي إعادة إرسال ملفه لمكتب الهجرة أو تقديم طلب آخر جديد؛ وهو ما سيزيد من فرصه في الحصول على الإقامة.
كيف يمكن تقديم ملف الطعن؟
كما ذكرنا سابقا، إنها وثيقة رسمية يجب على الأجنبي إعدادها وتسليمها للجهة التي سيقدم الاستئناف أمامها.
أمام الأجنبي مهلة شهر واحد لتقديم الاستئناف إلى الهيئة التي أصدرت الرفض أو أمام الهيئة الأعلى في الهرم الإداري اعتبارا من اليوم التالي لتلقيه إشعار الرفض.
وهنا يجب التنويه على أمر مهم للغاية وهو أنه يجب التمييز بين تاريخ إصدار الرفض وتاريخ تبليغ الأجنبي به.
وعلى سبيل المثال، إذا تم تصنيف طلب الأجنبي الأولي أو لتجديد بطاقة الإقامة على أنه مرفوض في 30 يناير/ كانون الثاني، لكنه لم يستلم الإخطار من الإدارة حتى 15 فبراير/ شباط، فلن تبدأ فترة الشهر في الاحتساب حتى 16 فبراير/ شباط. وتنتهي في 16 آذار/ آذار، أي أن مهلة الشهر تبدأ من تاريخ استلام القرار وليس من تاريخ إصداره.
من ناحية أخرى، ولمواصلة الإجراءات القانونية، حتى إذا أرسل الأجنبي الاستئناف إلى مكتب الهجرة، فستكون الهيئة الأعلى هي التي ستحل المشكلة، أي القضاء، وهذا حسب آلاف الحالات المعالجة في إسبانيا.
وسيصدر هذا القاضي حكما ويرسله إلى مكتب الهجرة. بمجرد الاطلاع عليه، وإذا كان القرار إيجابيا، فسوف يرسل مكتب الهجرة رسالة للمواطن الأجنبي ليخبره بذلك. وحينها تبدأ إجراءات مشابهة عندما تحصل على تصريح لأول مرة: يجب تحديد موعد لبصمات الأصابع واستلام بطاقة الإقامة.
ما هي الوثائق المطلوبة؟
من المهم جدا أن يدرك الأجنبي أنه لا توجد صيغة سحرية أو قالب او استمارة موحدة صالحة لجميع الطعون.
يجب معالجة كل حالة على أنها فردية ومختلفة تماما عن باقي الحالات، وعليه، يتعيّن على المعني تكوين ملف طعن فردي بناءً على احتياجات الحالة المعنية وخصوصيتها.
ومع ذلك، ينصح موقع “إينميغرانتيس سباين” المختص في شؤون الهجرة بأن يتضمن ملف الطعن العناصر التالية:
اسم ولقب الأجنبي.
رقم التعريف (NIE).
السبب الذي دفعه لتقديم لطعن وشرح لكل الأسباب التي يراها تصب في مصلحته.
الاسم الصحيح للهيئة أو المؤسسة التي نرسل إليها الطعن.
جميع الخصوصيات التي تتيح له استئناف القرار بشكل معقول وعلى أساس الافتراضات القانونية.
التاريخ والتوقيع ومكان التواجد.
وعلى الرغم من أنه يمكن للأجنبي إعداد ملف الطعن وتقديمه بنفسه أمام الجهات الإدارية أو القضائية، إلا أن خبراء الهجرة ينصحون بتوكيل الأمر لمحامٍ مختص في شؤون الهجرة لما يتطلب ذلك من معرفة بالقانون لاكتشاف الثغرات القانونية وتعزيز الملف.
ويجب وضع في الاعتبار أنه إذا لم يتلق المعني ردا بعد فترة شهر واحد من تاريخ تقديم الطعن، فسيتم اعتبار الاستئناف مرفوضا بسبب الصمت الإداري السلبي.
في هذه الحالة، يكون المسار الإداري الخلافي مفتوحا أمام المعني، أي أنه يمكنه استئناف قرار الإدارة العامة أمام المحكمة.
الرد السلبي على الطعن من المحكمة
إذا تم رفض جميع الطعون التي قدمها المعني، فيجب عليه أن يغادر إسبانيا وهو ما سيفقده إمكانية الإقامة فيها.
لكن مثل هذه الحالات نادرا ما تحدث ويجب أن يكون المعني متورط في جرائم كبيرة ومسار قضائي أو قضايا الإرهاب أو الاتجار بالمخدرات أو القتل أو ما نحو ذلك.
وحتى في حالة ورود اسم المعني في محاضر الشرطة بسبب جرائم ارتكبتها دون أن تصل للقضاء، فإنه يحق له تجديد بطاقة الإقامة كما أكدت ذلك محكمة في مدريد قبل أيام.
موقع إسبانيا بالعربي