هذه هي الجنسية الأكثر حصولا على تصريح إقامة الدراسة في إسبانيا
من بين الإحصاءات الرسمية التي تقيس الهجرة البشرية، تبرز إحصائية واحدة في أحدث تقرير: فقد شهد عدد القادمين إلى إسبانيا للدراسة زيادة ملحوظة. لكن هناك فئة محددة، بلغ نموها 41.8%، وهو رقم مذهل، لا يتصدر الإحصاءات فحسب، بل يتجاوز ضعف نمو ثاني أكبر فئة. هذه الزيادة المفاجئة تثير تساؤلات حول تحول خفي في المسار، هجرة تتخذ من الكتب والفصول والدراسة جواز سفر لها.
ويُعدّ التناقض كاشفا بنفس القدر: فبينما تنمو هذه الفئة، تتراجع فئة أخرى، لطالما كانت أعدادها وفيرة في الجامعات، بنسبة 40.2%. إن الأنماط تتغير. لا تزال الوجهات هي المدن الكبرى، لكن الأصول تحكي قصة مختلفة، تتسم بروابط جغرافية، وربما بظروف تدفع الناس إلى البحث عن مستقبل بعيدا عن أوطانهم.
يخفي التقرير، بدقته الرقمية الجافة، بين نسبه المئوية آثار الأزمات العالمية، والتحولات الاقتصادية، وآلاف القرارات الشخصية التي ترسم مجتمعة خريطة بشرية جديدة. وراء نسبة 41.8% تكمن قصة تستحق أن تُروى. قصةٌ تُعرّف بهم، وتُبيّن دوافعهم لاختيار هذا المسار، وما يعنيه هذا التدفق المفاجئ للبلد الذي يرحب بهم. بدأت الإجابات، بعيدا عن النسب المئوية الجامدة، تتضح في شوارع مدريد وبرشلونة وفالنسيا.

ارتفاع عدد الحاصلين على تصريح إقامة الدراسة
ارتفع عدد المواطنين الفنزويليين الحاصلين على تصاريح دراسة في إسبانيا بنسبة 41.8% هذا العام، وهي أعلى نسبة بين جميع الجنسيات مقارنةً بالسنوات السابقة. وكانت الجنسية المغربية ثاني أعلى جنسية من حيث الزيادة في هذا الصدد (+31.1%)، بينما انخفض عدد الطلاب الروس بنسبة 40.2%.
جمع هذه البيانات المرصد الدائم للهجرة (OPI) ونشرتها وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة يوم الثلاثاء في بيان ضمن تقرير يغطي الفترة حتى 30 سبتمبر.
تأشيرات الدراسة حسب الأقاليم
ارتفع إجمالي عدد الحاصلين على هذه التصاريح بنسبة 8.6%، ليصل إلى 56,327 شخصا. 97% منهم طلاب (54,589)، والباقي أفراد عائلات.
أما بالنسبة لنوع الدراسة، فإن 68% (36,935 شخصا) يتابعون دراساتهم العليا، بينما تمثل التصاريح لبرامج غير التعليم العالي 4% فقط، ومشاريع البحث والتدريب 2%.
يختار معظم الأجانب الحاصلين على تأشيرات دراسية مدريد (31%)، أو برشلونة (20%)، أو فالنسيا (11%) وجهةً لهم. أما أكثر الدول التي يقصدها الأجانب فهي كولومبيا (14%)، وبيرو (10%)، والمغرب (8%)، والصين (6%).

الإقامة في إسبانيا
يبلغ إجمالي عدد الأجانب الحاصلين على تصاريح إقامة في إسبانيا 7,426,481 شخصا، بزيادة قدرها 4.5% عن العام الماضي. ومن بين هؤلاء، 54% مواطنون أوروبيون، غالبيتهم من الرومانيين والإيطاليين والبريطانيين.
ومن بين جميع المهاجرين الحاصلين على تصريح إقامة في إسبانيا، يحمل 54% منهم شهادة تسجيل مواطن من الاتحاد الأوروبي، أو شهادة من الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة (EFTA)، أو بطاقة هوية أجنبية (TIE) صادرة بموجب اتفاقية الانسحاب لمواطني المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). يمثل هذا زيادة بنسبة 1.5% (60,011 شخصا) مقارنةً بشهر سبتمبر 2024.
الجنسيات الأكثر تمثيلا في هذه المجموعة هي الرومانية والإيطالية والبريطانية، حيث تشكل أكثر من نصف العدد الإجمالي (51%).
أما فيما يتعلق بخصائصهم الاجتماعية والديموغرافية، فيبلغ متوسط أعمار هؤلاء الأفراد من أوروبا 44 عاما. وتُعدّ المملكة المتحدة وبلجيكا وألمانيا وهولندا الدول التي تضم أعلى متوسطات أعمار، حيث تبلغ 57 و53 و50 و49 عاما على التوالي.
الهجرة
يبلغ إجمالي عدد الحاصلين على تصاريح إقامة بموجب نظام الهجرة (جنسيات أخرى) 3,418,133 شخصا، بزيادة قدرها 8.3% مقارنةً بالعام الماضي.
على مدى السنوات الخمس الماضية، شهدت هذه المجموعة نموا تراكميا بنسبة 47.4%، ويعود ذلك بشكل كبير إلى تطبيق توجيه الحماية المؤقتة، الذي سهّل منح أكثر من 236,000 تصريح إقامة للأوكرانيين عقب الغزو الروسي.
مع ذلك، تباطأ نمو هذه التصاريح مؤخرًا. فبينما بلغ التغير السنوي 180.5% حتى 31 ديسمبر 2022، انخفض إلى 8.3% بحلول 30 سبتمبر 2025.
أما بالنسبة للمهاجرين من جنسيات أخرى غير مواطني الاتحاد الأوروبي أو الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، فيبلغ متوسط أعمارهم 37 عاما، مع غلبة طفيفة للرجال (53%).
وتتميز الإكوادور والأرجنتين وبيرو وبوليفيا بمتوسط أعمار أعلى، يتراوح بين 41 و43 عاما، مع تسارع في شيخوخة السكان خلال السنوات العشر الماضية في الإكوادور وبوليفيا. وفيما يخص من هم دون سن 16 عاما، تبرز أوكرانيا (19% من الإجمالي)، تليها المغرب والصين (18%).
إسبانيا بالعربي.












