شؤون إسبانية

هذه هي ظروف العمال الأجانب في الحقول الإسبانية وهكذا يتم التحايل عليهم

يعتمد المهاجرون في إسبانيا منذ أكثر من 20 عاما، على الرغم من حصولهم على وثائق الإقامة القانونية منذ فترة طويلة، على وسطاء للعمل في الحقول الزراعية، لأن المزارعين، الذين يتعرضون أحيانا لضغوط بسبب الحاجة الفورية للعمالة لقطف المحاصلين، يفضلون التعامل مع وسطاء، وليس مع العمال بشكل مباشر.

ظروف العمال المهاجرين

وفي هذا السياق، ينقل اليوم موقع “الدياريو” الإسباني جانبا من معاناة العمال المهاجرين في الحقول الإسبانية. وتقول خوليا أورتيغا، رئيسة منظمة “أكسيم” في إقليم أراغون، في إشارة للعمال المهاجرين: “إنهم أشخاص لا يزالون في بعض الأحيان لا يتحدثون اللغة ويتم منحهم العمل مقابل أن يحصل الوسيط على جزء من راتبهم، لذلك هم يعيشون في ظروف سيئة، محرومون من الحاجيات الأساسية، مع مشاكل أمنية وصحية”.

كورونا تضاعف المعاناة

ويضيف الموقع أنه “يمكن أن يزداد الوضع سوءا إذا تحدثنا عن العمال الذين لا يملكون وثائق الإقامة”. ويعرض الموقع كمثال الشكوى المقدمة من طرف منظمة الباسيتي لدعم المهاجرين حول الانتهاكات التي ارتكبها بعض هؤلاء الوسطاء ضد العمال المهاجرين.

وتقول الصحيفة أن “الظروف الاجتماعية وظروف العمل القاسية للعمال المهاجرين في قطف الفاكهة والخضروات في إسبانيا واضحة بشكل خاص في المواسم الزراعية لهذا العام بسبب تفشي فيروس كورونا”.

الحقول.. بؤر متنقلة

ووفقا لآخر تقرير صادر عن وزارة الصحة الإسبانية، تذكر الصحيفة، أنه “على الرغم من تحسن الوضع، إلا أنهم لا يزالون ثاني أكثر مجموعة يتفشى الوباء وسطها (حوالي 18٪ من المحالات تحدث في الحقول)، مع ما لا يقل عن 30 بؤرة محددة ونحو 500 حالة إصابة بفيروس كورونا نشطة”.

الحملات الزراعية المقبلة

وفي الأشهر المقبلة، هناك حملتان رئيسيتان قادمتان في الحقول الإسبانية، هما حملة قطف العنب والزيتون، اللتان وضعتا الحكومة والأقاليم على أهبة الاستعداد.

ووافقت الأقاليم على بروتوكول عمل خاص بعمال الحقول، رغم أنه يشير في المقام الأول إلى العمال الذين يملكون وثائق ويعملون بشكل قانوني.

بروتوكلات خاصة بعمال الحقول

وبموجب البروتكولات الصحية، يجب على أرباب العمل الزراعيين الاحتفاظ بسجل للعمال وأرقام الاتصال بهم وعدد العمال في الحقل وطبيعة السكن.

وسيتعين على أرباب العمل أيضا التأكد من أن أي عامل يعاني من الأعراض يمكنه عزل نفسه عن البقية. وستقوم الشركة بتسجيل بيانات العمال الذين سافروا خارج الأقاليم في آخر 14 يوما.

تبرير جمعيات المزارعين

وتؤكد جمعيات أرباب العمل والمنظمات الزراعية أنها تحترم بشكل عام شروط توظيف العمالة بشكل قانوني، حيث تذكر المنظمات بعمليات التفتيش التي يواجهونها والغرامات المفروضة على أرباب العمل الذين لا يلتزمون بالقانون وحقوق العمال الأجانب.

وفاة عامل بالحقول يكشف المستور

ويضيف الموقع “أن آلاف العمال الأجانب يتنقلون خلف المحاصيل في إسبانيا، ويعيشون في ظروف صعبة، أو في الشارع مباشرة. ظروف قاسية للغاية تم الكشف عنها أيضا مع وفاة عامل من نيكاراغوا بضربة شمس في الحقل في مورثيا، الذي كان في إسبانيا في وضع غير نظامي والذي تم التخلي عنه على أبواب صحي في مورثيا بعد العمل في فترتين في الصباح وبعد الظهر قطف الثمار تحت أشعة شمس وصلت إلى 44 درجة مئوية دون أية حماية. وبعد وفاة العامل، تم إلقاء القبض على مالك الضيعة الزراعية”.

من هم هؤلاء الوسطاء؟

الوسطاء أو رؤساء العمال هم أشخاص يقودون طاقما من العمال في الميدان ويتعاملون مع مالكي أو مديري المزارع.

ووفقا لإيميليو تيرون، سكرتير القطاع الزراعي في نقابة اتحاد العمال الإسبانية، يتم استخدام صيغتين في هذا المجال: إما أن يكوّن الوسطاء مجموعة من العمال ويعرضونها على الشركة الأم التي تمتلك الحقل مباشرة، أو يقومون بتأسيس شركة للعمل المؤقت التي تقوم بالأعمال المطلوبة في الحقول.

ويضيف تيرون: “يتم تأسيس شركة زراعية بسرعة كبيرة ويغيرون اسمها كثيرا”. ويوضح أن لوائح العمال التي يتم تسليمها للشركة الفلاحية تحتوي على أسماء أشخاص ليسوا متواجدين في بعض الأحيان، وهو ما من شأنه أيضا أن يعقد تعقبهم بشكل خاص في حالة تفشي العدوى”.

التحايل في الضمان الاجتماعي

ومن الممارسات الأخرى التي يتم فيها التحايل على العمال المهاجرين هي التسجيل في الضمان الاجتماعي، حيث يتم تسجيلهم لأيام أقل بكثير مما يعملون في الواقع، مما يعقد وصول هؤلاء العمال إلى المزايا في الضمان الاجتماعي.

ويقول المسؤول في اتحاد العمال: “إذا طلب العمال الأجانب من أرباب العمل تسجيلهم في الضمان الاجتماعي بعدد الأيام والساعات التي عملوها، فقد يتم طردهم وبالتأكيد لن يتم استدعاؤهم للعمل مجددا، وهذا ينطبق على كل من العمال الإسبان والأجانب”.

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *