هل توجد مقبرة إسلامية في مدريد لدفى موتى المسلمين؟
أخبار إسبانيا بالعربي/ في العديد من مناطق إسبانيا، توجد مقابر للمسلمين لدفن موتاهم، لا سيما الذين لا يتم نقل جثامينهم إلى بلدانهم الأصلية. ما يقرب من 300000 مسلم يعيشون في إقليم مدريد ليس لديهم مقبرة إسلامية لدفن موتاهم. أقرب مقبرة إسلامية يمكن للمسلمين دفن موتاهم فيها تبعد أكثر من 250 كيلومترا. لأشهر، لم يكن لدى مسلمي مدريد أي مقبرة إسلامية في الإقليم يمكن دفن موتاهم فيها وفقا لمعتقداتهم، وهو الوضع الذي دفع العديد من المواطنين إلى نقل رفات موتاهم بعيدا عن المكان الذي عاشوا فيه طوال حياتهم.
مقبرة غرينيون في مدريد
وفي السابق، كان يمكن للمسلمين من مدريد الذين يرغبون في أن يتم دفنهم وفقا للطقوس الإسلامية القيام بذلك في مقبرة غرينيون الإسلامية، وهي من بقايا الحقبة الديكتاتورية، حيث شيدها فرانكو لدفن أفراد حرسه المغاربة.
ومع ذلك، أُخطِر المسلمون بامتلاء المقبرة في نهاية عام 2022. وعلى الرغم من أن هذا الظرف كان متوقعا منذ فترة، إلا أنه لم يتم إعداد خطة بديلة للبحث عن مقبرة إسلامية لدفن موتى المسلمين.
وتمتثل مقبرة غرينيون لمتطلبات العقيدة الإسلامية، بما في ذلك اتجاه المقابر نحو مكة، باستثناء وجوب استخدام التوابيت، كما هو مطلوب من قبل مديرية الصحة الجنائزية في إقليم مدريد.
ونظرا لتقاعس مؤسسات مدريد والمفوضية الإسلامية الإسبانية عن اتخاذ أي إجراء، فقد تم إطلاق مطالب مختلفة، بصفة خاصة، للمطالبة بحماية حق المواطنين المسلمين في دفن موتاهم في مقبرة إسلامية.
مقبرة إسلامية.. المشروع المعلق
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها مناقشة هذه المشكلة في العاصمة مدريد. بالفعل في عام 2016، نظرت حكومة مانويلا كارمينا في إنشاء قطعة أرض في المقبرة الجنوبية لمدريد، في كارابانشيل، لإيواء مدافن المسلمين، ولكن لم يتم إحراز أي تقدم في المفاوضات.
استعاد حزب العمال الاشتراكي المبادرة العام الماضي، ووافق المجلس العام للبلدية على اقتراح في يوليو لإعداد قطعة أرض في مقبرة كارابانشيل.
ومع ذلك، امتنع الحزبان في حكومة المدينة (الحزب الشعبي وثيودادانوس)، عن التصويت، وهو المقترح الذي مضى قدما بأصوات الجناح اليساري للمعارضة، ماس مدريد والاشتراكي والمجموعة المختطة.
وزعم المتحدث باسم السلطة التنفيذية، إنماكولادا سانث، أنه كانت هناك بالفعل اتصالات مع “ممثلين عن الجالية الإسلامية”، لكنه لم يرغب في تحديد الحل لإيجاد منطقة لبناء مقبرة إسلامية في مدريد.
مقبرة إسلامية في طي النسيان
من بين الأشخاص الذين يكافحون من أجل بناء مقبرة إسلامية في مدريد، ميسون دواس، مستشار حزب ماس مدريد في مجلس المدينة بالعاصمة، والذي أوضح لوكالة الأنباء الإسبانية حالة النسيان التي يواجهها المسلمون الذين يموتون في المنطقة منذ شهور من دون وجود مقبرة إسلامية لدفن موتاهم.
البدائل في اسبانيا قليلة، ومبتاعدة، وغالبا ما يتعذر الوصول إليها، نظرا لأن معظم المقابر العامة لا تستوعب سوى قبور سكان المقاطعة التي توجد فيها، بمعنى انعدام أي مقبرة إسلامية.
حدد الفريق الذي يرأسه حزب ماس مدريد ثلاثين مقبرة إسلامية مناسبة لدفن المسلمين في جميع أنحاء الأراضي الإسبانية.
لا توجد أي مقبرة إسلامية على بعد أقل من 250 كيلومترا من مدريد، والعقبة التي تضع أقل العوائق لاستقبال المتوفين من أي مكان في اسبانيا هي مقبرة خاصة تقع في شيفا (فالنسيا)، على بعد أكثر من ثلاث ساعات بالسيارة من العاصمة.
وبالتالي، يجدر التفكير في إعادة الجثة إلى بلد آخر به غالبية مسلمة حيث يمكن للمتوفى أن يرقد بسلام في مقبرة إسلامية.
والخيار الرئيسي للجالية المغربية مثلا هو إعادة الجثمان إلى المغرب، البلد الأصلي لمعظم المهاجرين من معتنقي الديانة الإسلامية في اسبانيا. لكنها عملية مكلفة، يصل مقدارها إلى آلاف اليوروهات.
بالإضافة إلى ذلك، يصر حزب ماس مدريد على أن الشيء المنطقي بالنسبة لهم هو دفنهم في المكان الذي عاشوا فيه، أي في مدريد في مقبرة إسلامية، حيث يمكن لأقاربهم الذهاب لزيارة قبورهم.
على أي حال، لم يتم الإبلاغ عن أي تقدم ملموس سواء من قبل مجلس المدينة أو من قبل المفوضية الإسلامية الإسبانية، والتي أشار إليها حزب ماس مدريد مباشرة: “إنها لا تفعل شيئا على الإطلاق”، كما يقول عضو المجلس البلدي لمدريد، الذي كان يحاول الاتصال منذ شهور، دون نجاح مع المنظمة.
مع الأخذ في الاعتبار معدل الوفيات في إقليم مدريد، يقدر الحزب أنه سيكون هناك ما لا يقل عن 1500 حالة وفاة بين المسلمين في مدريد هذا العام. 1500 وفاة، إذا لم يتغير شيء، فسيتعين دفنهم بعيدا عن المنزل نظرا لغياب أي مقبرة إسلامية.
تابعوا آخر أخبار إسبانيا على جوجل أخبار