هل يشمل القرار الأخير لكتابة الدولة الإسبانية للهجرة طالبي وثيقة “بلا وطن أو أباتريذا”؟
أصدرت وزارة الضمان الاجتماعي والإدماج والهجرة قبل يومين قرارا تؤكد فيه أنه أصبح بإمكان طالبي اللجوء في إسبانيا طلب بطاقة إقامة لظروف استثنائية (Arraigo Social) على سبيل المثال أو بأي طريقة أخرى للحصول على وثائق الإقامة في إسبانيا في الفترة التي تتم فيها معالجة طلبات اللجوء.
ويعني ذلك أنه وبالتوازي مع تقديم طلب اللجوء أو الحماية الدولية لدى مكاتب الهجرة الإسبانية، يُمكن أيضا تقديم طلب الحصول على تصريح إقامة لظروف استثنائية.
وفي السابق، كان يتعين على طالبي اللجوء أو الحماية الدولية في إسبانيا التخلّي عن طلب اللجوء من أجل تقديم ملف الحصول على تصريح إقامة عن طريقArraigo Social باعتباره الأكثر شيوعا، لكن يمكنه أيضا طلب الحصول على ترخيص إقامة عن طريق عقد العمل أو بأي من الطرق القانونية المتاحة للحصول على وثائق الإقامة في البلد.
وبعد حصول الأجنبي على تصريح الإقامة، يمكنه الاختيار بين مواصلة طلب اللجوء أو الحماية الدولية أو التخلّي عنه.
ماذا يعني هذا القرار؟
ولشرح حيثيات هذه القرار الجديد، اتصل موقع “إسبانيا بالعربي” بالمحامي، الولي بن طالب، المختص في شؤون الهجرة بإسبانيا، والذي أكد أن القرار يأتي “من خلال شكوى قدمها أمين المظالم في عام 2017، وبعد التأخير الكبير في معالجة الملفات، إذ لم تتم تتجاوز نسبة التراخيص التي منحها، المقدمة قبل عام 2020، سوى 5٪ تقريبا، وهو ما يعني أنه يوجد حاليا أكثر من 119000 ملف في الانتظار بسبب الإجراءات البيروقراطية المطولة”.
ويضيف المحامي أن “استجابة كاتبة الدولة الإسبانية للهجرة لهذا الطلب، جاءت وفقا للمادة 123.3 من قانون الهجرة”.
وحول الطرق القانونية المتاحة أمام طالبي اللجوء في إسبانيا بعد هذا القرار، فإنه “يمكن طلب تخيص الإقامة لظروف استثنائية بوسائل مختلفة Arraigo Social, Familiar o Laboral”، يشرح المحامي المختص في شؤون الهجرة.
ما هي طبيعة الظروف الاستثنائية؟
وبخصوص طبيعة الظروف الاستثنائية التي يمكن بموجبها لطالبي اللجوء والحماية الدولية طلب تراخيص الإقامة، يضيف المحامي، الولي بن طالب، أن ذلك يتم من خلال منحهم “الإقامة التي تأخذ في الاعتبار الظروف الإنسانية للنازحين الفارين من الحروب أو عدم الاستقرار السياسي أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض تفاقمت في إسبانيا ولم يتلفقوا العلاج في بلدهم الأصلي، من بين أمور أخرى”.
متى يمكن طلب الإقامة؟
أما بشأن الفترة الزمنية التي يمكن بعدها لطالبي اللجوء طلب تراخيص الإقامة المذكورة، يقول المحامي أنه “لا توجد فترة زمنية محددة يمكن بعدها لطالبي اللجوء طلب تراخيص الإقامة لأسباب إنسانية، كما تم إعفاء طالبي اللجوء والحماية الدولية من شرط إحضار جواز السفر”.
هل يشمل القرار عديمي الجنسية أو أباتريذا؟
وفي سؤال حول وضع عديمي الجنسية المعروفة باسم (بلا وطن أو أباتريذا) بناءً على اتفاقية نيويورك الموقعة في 28 سبتمبر 1954، يذكر المحامي المختص في شؤون الهجرة أن “المشرّع الإسباني ترك هؤلاء في حالة فراغ قانوني، لأنه أثناء صياغة قانون الهجرة في إسبانيا، لم تكن هناك طلبات للحصول على وضع عديم الجنسية (أباتريذا)، وهو ما تسبب في بقاء الأشخاص عديمي الجنسية في طي النسيان، بما في ذلك أيضا الفترة الزمنية اللازمة لطلب الحصول على الجنسية الإسبانية”.
وفي ذات السياق، يخلص المحامي، الولي بن طالب، إلى أن ترخيص الإقامة المؤقت أو المعروف بـ”البطاقة الخضراء” لا تسمح لحامليها بالولوج إلى سوق العمل في إسبانيا، بينما يُسمح لحامل بطاقة اللجوء أو الحماية الدولية “البطاقة الحمراء” بالعمل في إسبانيا بشكل قانوني خلال فترة انتظار ترخيص الإقامة.
ويعني ذلك أن هذا القرار لا يشمل طالبي الحصول على الإقامة عن طريق أباتريذا.
تابعونا على
إنستغرام