وداعا لختم جواز السفر: سيتعين على الأجانب الذين يدخلون إسبانيا القيام بهذه الخطوة ابتداءً من 12 أكتوبر المقبل
ابتداءً من 12 أكتوبر، سيُطلب من الأجانب من دول خارج منطقة شنغن، ممن يزورون إسبانيا أو يسافرون إلى أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي للسياحة أو العمل، الخضوع لنظام جديد لمراقبة جوازات السفر. وسيُطلب من المسافرين القادمين بحرا إلى موانئنا أو جوا إلى مطاراتنا تقديم وثائق هويتهم إلى نظام آلي يُسجل كل دخول وخروج لمواطني الدول الثالثة بدقة أكبر من أي وقت مضى. وقد أوضح محامي الهجرة، إيثامار أمونداراين، كيف سيُطبق الاتحاد الأوروبي نظام الدخول والخروج (EES).
سيُستبدل نظام الدخول والخروج (EES) الختم اليدوي بسجل رقمي يتضمن صورة للوجه وبصمة الإصبع والتاريخ والوقت الدقيقين لعبور الحدود. وفي كل مرة يدخل فيها مسافر إلى إسبانيا أو أي دولة من دول شنغن أو يغادرها، سيتم تسجيله تلقائيا في قاعدة البيانات المشتركة للاتحاد الأوروبي بأكمله. ويهدف هذا التغيير إلى تعزيز الأمن والقضاء على الأخطاء الشائعة في الختم اليدوي، حيث قد لا تُسجل بعض الإقامات بدقة. وسيُتيح النظام تطبيق قاعدة التسعين يوما المعروفة تلقائيا خلال فترة 180 يومًا للسياح من خارج الاتحاد الأوروبي. مع نظام EES، “انتهت محنة الزائر. فإذا تجاوز مدة إقامته، سيرصد النظام ذلك فورا ويُسجل في سجله”، كما تقول أمونداراين.
السياح والإسبان
سيؤثر هذا الإجراء بشكل مباشر على السياح، سواءً من يحتاجون إلى تأشيرة لدخول الاتحاد الأوروبي أو من لا يحتاجونها. ابتداءً من أكتوبر، سيتعين على جميع الوافدين توخي مزيد من الحذر بشأن مدة إقامتهم، حيث لن يسمح لهم النظام بتجاوز المواعيد النهائية.
من ناحية أخرى، لن يتأثر الأجانب المقيمون في إسبانيا أو أي دولة أخرى من دول شنغن، حيث ستظل تصاريح إقامتهم الوثيقة الرسمية لإثبات وضعهم. مع ذلك، وتحذر أمونداراين من ضرورة توخي الحذر الشديد من هم في وضع غير نظامي. ويحذر المحامي قائلاً: “إذا غادر شخص إسبانيا بشكل غير قانوني، فسيُسجل النظام تاريخه بالكامل، مما سيُعقّد طلبات الحصول على تأشيرة أو تصريح إقامة مستقبلية”.
تشديد الرقابة على حدود إسبانيا
وسيُفعّل الاتحاد الأوروبي نموذجه الجديد لمراقبة الحدود يوم الأحد 12 أكتوبر، ليبدأ العمل به تدريجيا حتى يصبح جاهزا للعمل بكامل طاقته، والمقرر في 10 أبريل 2026.
نظام EES الأوروبي هو نظام حاسوبي آلي جديد يُسجِّل دخول وخروج مواطني الدول الثالثة من منطقة شنغن غير المشمولين بهذه الاتفاقية الأوروبية بشأن حرية تنقل الأشخاص. علاوة على ذلك، سيُلغي هذا السجل الرقمي الجديد شرط ختم جوازات السفر للمسافرين الداخلين إلى الأراضي الأوروبية أو المغادرين منها.
ستبقى مراقبة المعابر الحدودية الأوروبية في إسبانيا، سواءً في الموانئ أو المطارات أو الحدود البرية، من مسؤولية الشرطة الوطنية، بينما سيُواصل الحرس المدني مهامه في منع وملاحقة التهريب والاحتيال وغيرها من الجرائم الضريبية والجمركية.
استثمرت وزارة الداخلية 83 مليون يورو لتكييف جميع المعابر الحدودية الإسبانية مع المتطلبات الفنية لنظام EES. جميع الحدود البرية والجوية جاهزة الآن للبدء في العمل بالنظام الجديد.
لم تكتمل عملية تطبيق نظام EES على الموانئ البحرية بعد، لأن سلطات الموانئ المختلفة لم تُكمل بعد عملية طرح العطاءات ولم تُركّب البنية التحتية اللازمة لتلبية متطلبات نموذج الحدود الأوروبي الجديد.
التطبيق التدريجي
خلال الفترة التجريبية التي تمتد لستة أشهر لنظام EES للاتحاد الأوروبي، سيبدأ العمل به تدريجيا على المعابر الحدودية الإسبانية، بدايةً في المطارات، ثم على الحدود البرية، وأخيرا على الحدود البحرية. يوم الأحد 12 أكتوبر، سيُجرى أول اختبار على ركاب رحلة ستهبط في مطار مدريد-باراخاس-أدولفو سواريز صباح اليوم.
نظام EES هو نظام تكنولوجي متطور مُصمم لتسجيل معلومات المسافرين غير الأوروبيين الذين يعبرون الحدود الخارجية لمنطقة شنغن. ولهذا الغرض، جُهزت المعابر الحدودية بأجهزة حاسوبية لمسح بيانات جواز سفرك، والتقاط صورتك، وتسجيل بصماتك، بالإضافة إلى تاريخ ومكان الدخول أو الخروج. في حال منعتك السلطات الوطنية من الدخول، سيُسجل النظام هذه المعلومات أيضا.
يعني تطبيقه التدريجي على مدى ستة أشهر أن المعابر الحدودية ستُطبّق عناصر نظام البصمة الإلكترونية (EES) المختلفة على مراحل. لذلك، قد لا تُجمع البيانات البيومترية للمسافرين (صورة الوجه وبصمات الأصابع) فورا، وقد لا تُسجّل معلوماتهم الشخصية في النظام.
خلال هذه الأشهر الستة، سيعمل نظام البصمة الإلكترونية جنبا إلى جنب مع ختم جوازات السفر اليدوي التقليدي، والذي سيتم إلغاؤه تدريجيا بمجرد تشغيل النظام بالكامل في 10 أبريل 2026، نظرا لطول مدته، وعدم توفيره بيانات موثوقة عن المعابر الحدودية، وعدم سماحه بالكشف المنهجي عن الأشخاص الذين تجاوزوا الحد الأقصى المسموح به للإقامة.
سيُسجّل نظام البصمة الإلكترونية المسافرين من دول ثالثة غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي في كل مرة يعبرون فيها حدودا خارجية لإحدى الدول الأوروبية الـ 29 الأعضاء في منطقة شنغن لمدة إقامة أقصاها 90 يوما خلال أي فترة 180 يوما.
إذا احتاج المسافر إلى تأشيرة دخول، فسيُخزّن النظام بيانات جواز سفره وصورة وجهه فقط، حيث سُجّلت بصمات أصابعه بالفعل عند تقديم طلب التأشيرة. إذا لم يكن المسافر بحاجة إلى تأشيرة، فسيجمع النظام أيضا أربع بصمات أصابع.
نظام رشيق وآمن
يُعد نظام الدخول والخروج أحد التدابير المُعتمدة لتحقيق أهداف أجندة الأمن والهجرة الأوروبية في إدارة الحدود ومنع الجرائم العابرة للحدود. قدمت المفوضية الأوروبية مقترحها بشأن “الحدود الذكية” في أبريل 2016. وبعد مفاوضات مع البرلمان الأوروبي والمجلس، تمت الموافقة عليه في يوليو 2017. دخلت لائحة الحدود الذكية الأوروبية، إلى جانب تعديل خاص على قانون حدود شنغن، حيز النفاذ في 29 ديسمبر 2017.
اختار الاتحاد الأوروبي نظام الحدود الذكية الأوروبية، من بين أسباب أخرى، لأنه يُسهّل تحديد هوية الأشخاص الذين يبقون على الأراضي الأوروبية لفترة أطول من المسموح بها، والذين يستخدمون هويات أو جوازات سفر مزورة، أو الذين، لأسباب مختلفة، لا يحق لهم دخول الدول الأوروبية.
بالنسبة لصانعي السياسات في الاتحاد الأوروبي، يوفر نظام EES بيانات موثوقة وآنية، مما يساعد السلطات الوطنية على تحديد الأفراد الذين يشكلون تهديدا أمنيا، بالإضافة إلى حالات تزوير الوثائق والهويات. كما يساعد على كشف الهجرة غير النظامية من خلال تحديد المخالفين لشروط الإقامة أو من يحاولون دخول أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي بشكل غير نظامي.
لذلك، يُحدّث نظام EES إدارة الحدود لجعل السفر أكثر أمانا وسلاسة وكفاءة، من خلال تقليل أوقات الانتظار في مراقبة الجوازات من خلال إدخال ضوابط حدودية آلية، تعمل دائما تحت إشراف موظفي مراقبة الجوازات.
على الرغم من أن جمع البيانات البيومترية قد يؤثر على خصوصية المسافرين، إلا أن التكنولوجيا المستخدمة في نظام EES تضمن حماية الحقوق الأساسية للأفراد من خلال تلبية جميع المتطلبات المنصوص عليها في اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.
كما قدم مديرو النظام ضمانات لضمان حقوق المسافرين فيما يتعلق بحماية خصوصيتهم وبياناتهم الشخصية، والتي لن يتم الاحتفاظ بها في النظام إلا للمدة اللازمة وللأغراض التي جُمعت من أجلها.
إسبانيا بالعربي/ وزارة الداخلية الإسبانية.
