وداعًا لإعادة هيكلة ريال مدريد: فلورنتينو بيريز يبيع 10% من أسهم النادي من خلال أداة استثمارية ثانية

في 24 نوفمبر الماضي أبلغ فلورنتينو بيريز أعضاء ريال مدريد أن النادي يجب أن يمتلك هيكلًا تنظيميًا يحميه كمؤسسة، ويحمي الجميع بصفتهم مالكي ريال مدريد.
وقال بيريز يومها: أؤكد أننا سنقدم إلى هذه الجمعية اقتراحًا لإعادة هيكلة النادي، بما يضمن مستقبلنا، ويحمينا من التهديدات التي نواجهها، والأهم من ذلك يضمن أن يكون الأعضاء هم المالكون الحقيقيون لنادينا وأصوله المالية”.
ورغم التسريبات العديدة حول النموذج المحتمل من وسائل إعلام مقربة من الرئيس في الأشهر الأخيرة، واجه الرئيس التنفيذي واقعًا لا يُحتمل: إما أن يُحوّل ريال مدريد إلى شركة رياضية مساهمة عامة (Sociedad Anónima Deportiva)، أو أن يُضطر إلى تركه كما هو، “النموذج الألماني” أو “نموذج بايرن”، الذي يُفضّله فلورنتينو بيريز، يتعارض مع قيود القانون الإسباني.
الرافعة الثانية لريال مدريد
ويحتاج بيريز إلى مستثمرين لضخّ الأموال في النادي، الذي بسبب النفقات الهائلة لتجديد سانتياغو برنابيو، مُضطرٌّ إلى البحث عن استثمارات سبق أن ضخّها في ريال مدريد.
وتطلبت عملية تجديد الملعب، التي بلغت قرابة 1.5 مليار يورو، عدة قروض، وللتخفيف من وطأة ذلك فعّل “رافعة” أولى: بيع 20% من أرباح أعمال برنابيو إلى شركة “سيكث ستريت آند ليجندز” لمدة 20 عامًا مقابل 360 مليون يورو، ولا تزال الشركة نفسها (وبالطبع الملعب) مملوكة بالكامل لريال مدريد.
زفي عام 2021، أنشأ ريال مدريد شركة تُدعى “ملعب ريال مدريد” لإدارة مختلف الجوانب المتعلقة بسانتياغو برنابيو، على سبيل المثال تمتلك هذه الشركة أيضًا “متنزه سانتياغو برنابيو” (Aparcamientos del Santiago Bernabéu SL)، المُنشأة لإنشاء مواقف السيارات التي رُفضت منحتها من قِبل مجلس مدينة مدريد مرتين من قِبل المحاكم.
وهذا هو الحل الذي دعا إليه أنس لغراري، المستشار المالي الموثوق لفلورنتينو بيريز، مُؤيدًا إنشاء شركات تابعة لتوجيه أعمال النادي.
هذا هو الحل الذي سيسعى إليه فلورنتينو بيريز لجذب مستثمرين مستعدين لضخ مبلغ من المال،
وفقًا لمصادر في النادي تحدثت إلى صحيفة “إل بيريوديكو”، سيبلغ حوالي 10% من قيمة النادي، سيسمح له هذا بالحفاظ على طبيعة النادي وهيكله، بالإضافة إلى هيئاته الإدارية التقليدية.
وسيبقى الهيكل القانوني الحالي “للنادي الرياضي”، وسيتم إنشاء شركة تابعة، دون سيطرة أو صوت في هيئات النادي التاريخية.
ويسمح قانون الرياضة للأندية بممارسة أنشطة تجارية أو إنشاء شركات فرعية طالما يُعاد استثمار الدخل في الأغراض الرياضية ولا تُوزع الأرباح (المادة 13 من القانون 10/1990، المادة 2 من القانون 39/2022). وبالتالي، لن يكون هناك بيع مباشر لـ 10% من النادي، بل بيع شركة أنشأها النادي ويمتلك أغلبيتها، مما يسمح بالاستثمار المحدود الذي يحتاجه ريال مدريد دون فقدان نموذج ملكية أعضائه أو التحول إلى شركة رياضية مساهمة عامة (SAD).
ويبقى أن نرى أي أجزاء من أعمال النادي (تشغيل الملعب، حقوق البث التلفزيوني، حقوق التسويق، إلخ) سينقلها ريال مدريد إلى هذه الشركة.
الطريق المختصر لبرشلونة ومشروع برنابيو بقيمة 1.347 مليار يورو
في هذه الحالة سيتم توزيع الأسهم الناتجة تلقائيًا ودون أي تكلفة على الأعضاء الحاليين، مع تحديد العدد بناءً على قائمة الأعضاء وقت موافقة ريال مدريد على إنشاء الشركة الفرعية، بدلاً من الأسهم التقليدية ستكون هذه الأسهم أقرب إلى حقوق العضوية.
هذا النموذج ليس بعيدًا عن النموذج الذي استكشفه خوان لابورتا في السنوات الأخيرة لإنقاذ نادي برشلونة من الإفلاس. يمتلك النادي الكتالوني شركات Barça Innovation Hub SL، وBarça Produccions SL (المعروفة باسم Barça Studios)، وBarça Licensing & Merchandising SL (التي أُنشئت خلال عهد بارتوميو).
ريال مدريد يُخفف من وطأة الإصابات
تجاوزت تكلفة تجديد ملعب سانتياغو برنابيو التوقعات، ووفقًا لأحدث الأرقام الرسمية الصادرة عن ريال مدريد بلغ إجمالي الاستثمار 1.347 مليار يورو حتى 30 يونيو 2025. وكانت الميزانية الأولية لعام 2019 تبلغ 575 مليون يورو، ولكن تم الحصول على قروض إضافية: على سبيل المثال، 225 مليون يورو للعشب القابل للطي، و370 مليون يورو لتغطية التكاليف المتزايدة (التضخم، وتأثير الحرب في أوكرانيا، وغيرها).
واعتبارًا من 30 يونيو 2025، بلغ الدين المستحق المتعلق بالقرض المخصص للتجديد 1.132 مليار يورو، ولا يزال هناك بعض العمل الذي يتعين القيام به، وخاصة التحسينات الصوتية للسماح بالحفلات الموسيقية، مما أدى في الوقت الحالي إلى زيادة التكلفة النهائية إلى 1.347 مليار يورو.
المصدر: سبورت
إسبانيا بالعربي






