يوم سحقت حسناء مدريد كل منافسيها
اخبار اسبانيا بالعربي / انسجاما مع كل التوقعات، لم تأت انتخابات إقليم مدريد بأي مفاجأة باستثناء هزيمة الحزب الاشتراكي وخسارته نصف مقاعده تقريبا، والفوز الكاسح لرئيسة الإقليم وزعيمة الحزب الشعبي الصاعدة، إيسابيل دياث أيوسو. وكانت المفاجأة الثانية هي خروج زعيم حزب بوديموس، بابلو إغليسياس، بعد أن حل أخيرا في لترتيب، رغم تحسين نتائج حزبه بشكل طفيف. وكان أكبر الخاسرين هو الحزب الاشتراكي بزعامة رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، الذي دفع بأسماء وازنة في قائمة حزبه للترشح لانتخابات الإقليم من بينها وزيرة الاقتصاد والسياحة، رييس ماروتو، التي كانت ستكون النائبة الاقتصادية لرئيس الإقليم في حال فوز القائمة الاشتراكية وكذا كاتبة الدولة لشؤون الهجرة، هناء جلول، التي جاءت ثانية في القائمة.
وحصلت إيسابيل دياث أيوسو على 65 مقعدا، بعد فرز مائة بالمائة تقريبا من الأصوات (99.89٪). وحل ثانيا كل من حزب “ماس مدريد” اليساري مع 24 مقعدا، و 614،477 صوتا، ثم الحزب الاشتراكي الذي حصل على نفس العدد من المقاعد لكن بإجمالي 609،979 صوتا. وحل حزب اليمين المتطرف “فوكس” ثالثا بحصوله على 13 مقعدا، بينما جاء بوديموس في المرتبة الأخيرة بـ 10 مقاعد، فيما اختفى حزب اليمين الليبرالي “ثيودادانوس” من الخارطة السياسية لمدريد.
أسباب النجاح
وتتعدد أسباب نجاح حسناء مدريد، إيسابيل دياث أيوسو، لكن المراقبين يجمعون على أن شخصيتها كان لها دورا مهما في قيادة الحملة الانتخابية، وكذا طريقة إدارة الحملة الانتخابية، حيث اختارت لحملتها شعار “الحرية”، وهي الكلمة التي يبدو أنها دغدغت مشاعر مئاف الآلاف الذين يتوقون إلى إنهاء القيود ورفعها بعد أن سئموا كثرة الإغلاقات وأصبحوا يبحثون عن الحرية وليس مناصب الشغل أو تحسين الاقتصاد أو العيش الكريم.
وأظهرت أيوسو قربها من المواطنين طيلة الحملة، ففي بعض المقابلات الإعلامية تحدثت بطلاقة عن حياتها الخاصة بشكل عفوي، وركزت على يأس الناس من حالة الطوارئ.
طالع أيضا: رئيسة إقليم مدريد: “ما زلت عازبة، وسوق مدريد خالية من الرجال”
معارضة للإغلاق
واشتهرت أيوسو برفضها الإغلاق وسماحها بهامش حرية لأصحاب الأعمال والمقاهي والمطاعم من خلال تساهلها معهم، وهو ربما عامل ساعدها في جذب الآلاف إليها.
رهان خطير
ورغم أن رئيسة الإقليم كانت تحكم في إطار تحالف مستقر نسبيا مع أحزاب اليمين، إلا أنها جازفت وقررت إجراء انتخابات راهنت فيها على تحسين وضعها، حيث كان لحزبها 30 مقعدا فقط، وبعد نجاح رهانها ارتفع العدد إلى 65، وهو ما قربها من الأغلبية المطلقة المقدرة بـ 69 مقعدا.
وهذه هي أول انتخابات منذ تفشي كورونا في مارس من العام 2020 في مدريد التي تضررت بشدة جراء الوباء، وجاء تصويت سكان مدريد وضواحيها، لتجديد برلمانهم المحلي في اختبار أملت السلطة والمعارضة على حد سواء في تحويله إلى انتصار قبل سنتين من الانتخابات العامة. المصدر: إسبانيا بالعربي.