متفرقات

حتى لا تقع ضحية للمتصيدين في وسائل التواصل الاجتماعي.. 6 طرق للتخلص من إزعاجهم

يمكن للإنترنت أن يبرز أسوأ ما في البشر، وقد يصل في حالات التطرف إلى التصيد، تلك الرغبة الغريبة لإيذاء الآخرين والاستمتاع بإثارة غضبهم من خلف شاشات الهواتف دون عواقب.

من هم المتصيدون؟

قبل انتشار الإنترنت، كانت كلمة “تصيد” أو “ترول” (Troll) تعني “الصيد عن طريق رمي طُعم”، وهكذا أصبح تعريف التصيد الإلكتروني بأنه “فعل متعمد لنشر تعليقات عشوائية أو غير مرغوب فيها أو مثيرة للجدل على منصات الإنترنت المختلفة، وذلك بهدف إثارة رد فعل عاطفي من القراء للانخراط في جدال”.

غالبا ما تشبه هذه التعليقات التنمر كنشر تعليقات سلبية حول مظهر شخص ما، أو إهانة وظيفته، أو كتابة رسائل كراهية أو السخرية من مشاعره، ويمكن أن تكون النتائج قاتلة، كما يتضح من الحالات التي دفع فيها المتصيدون الشباب إلى الانتحار، أو نتائج مشابهة لتلك الناتجة عن التنمر، الذي غالبا ما يؤدي إلى الاكتئاب والقلق الاجتماعي وتراجع الثقة في النفس.

ما مبررهم؟

هناك نتائج أولية يمكن استخلاصها من دراسة أجراها باحثون بجامعة مانيتوبا (University of Manitoba) الكندية، أظهرت أن للمتصيدين سمات شخصية تعيق قدرتهم على بناء علاقات صحية والعمل المفيد للمجتمع؛ الشخص المتصيد متلاعب واندفاعي ولا يعرف الخوف، وفي مقابل ذلك فهو شخص غير اجتماعي نظرا لأن سلوكياته تتصف بالعدوانية.

يستمتع المتصيدون بإيذاء الآخرين وترهيبهم لدرجة أن الباحثين وصفوا المتصيدين بأنهم “الساديون النموذجيون لهذا العصر”، فيطلق التصيد العنان لدوافع الأشخاص من خلال توفير ميزة إخفاء الهوية، وبالتالي حتى لو لم يكن الشخص ساديا في حياته، فإن التصيد قد يبرز الجانب الأسوأ فيه عن طريق رفع القيود الأخلاقية والآداب الاجتماعية التي تحكم سلوكه في المواقف العادية.

من بين جميع مقاييس الشخصية، أظهر التصيد ارتباطا قويا بالشخصية النرجسية والسادية والسيكوباتية (الاعتلال النفسي)، وفي معرفة تلك النتيجة يكمن الحل، فالتصيد نشاط يشعر المتصيد بمكانته وتأثيره من خلال جذب انتباه القراء، وإزعاج الناس، وإثارة نقاشات ساخنة، واتباع الكثيرين لفكرته؛ مما يشعر المتصيد بأهميته، وربما أكثر بكثير مما هو عليه في حياته الحقيقية، وبالتالي فإن التصيد نشاط آخر على الإنترنت يعزز الدوافع النرجسية، حيث من المتوقع أن يكون المتصيدون أقل نجاحا في جذب انتباه الناس في العالم الواقعي.

من هم الضحايا المثاليون؟

قاس الباحثون سمات معينة في شخصية “المتصيد”، بما في ذلك مهاراته الاجتماعية واضطراباته النفسية، ونوعين من التعاطف: المعرفي والشعوري؛ فالتمتع بدرجة عالية من التعاطف المعرفي يعني ببساطة أنه يمكنك فهم مشاعر الآخرين، أما التعاطف الشعوري يعني أنه يمكنك استيعاب تلك المشاعر والاستجابة لها.

سجل “المتصيد” في الدراسة درجات أعلى من المتوسط ​​في صفتين: السيكوباتية والتعاطف المعرفي. لذا، على الرغم من أن “المتصيد” يظهر نوعا واحدا من التعاطف، فإن اقترانه بالسيكوباتية يجعله بارعا في إدراك ما يزعج شخصا ما، ومعرفة متى يهاجمه، لكن لن يتمكن “المتصيد” من استيعاب المعاناة العاطفية لضحاياه لعدم تمتعه بالتعاطف الشعوري.

تحفز تلك السمات السيكوباتيين على التنمر على الأشخاص الذين يجذبون انتباههم وفرائسهم بقصد استخدامها لمصلحتهم الخاصة والشعور بالتفوق، مثلما يحدث عند التنمر وابتزاز أفراد مشهورين من أجل تزويدهم بمشاعر المتعة المستمدة من توجيه الأذى لأشخاص ينافسوهم على جذب الجمهور.

وهكذا، فإن التنمر على الأفراد الضعفاء والأقل شعبية لا يمنح الساديين القدر نفسه من المتعة السادية كما يفعل التنمر على الأشخاص المشهورين، ببساطة لأن التنمر على الأفراد الضعفاء لا يشكل بالضرورة تحديا لهم، ولأن دافعهم الأساسي ليس بالضرورة التسبب في ضرر للآخرين ولكن لمقارنة أنفسهم اجتماعيا مع الأشخاص المهمين الآخرين للحفاظ على رؤيتهم المتضخمة لذواتهم.

كيف تقضي على المتصيد في مهده؟

لا يمكننا منع أذى المتصيدين، ولكن إذا وجدت نفسك ضحية، فهناك عدة طرق يمكنك من خلالها القضاء عليهم:

1- القاعدة الأساسية هي عدم “إطعام” المتصيدين مطلقا، بمعنى عدم الرد على تعليق المتصيد، فمن الأفضل عدم المشاركة في إنجاح خطته.

2- ربما تكون أكبر ميزة للتعامل مع مظاهر السلوك المعادي للمجتمع عبر الإنترنت هي أنه يمكننا استخدام التكنولوجيا لمعالجتها، فأصبح من الأسهل اكتشاف حساب “المتصيد” وتتبعه والإبلاغ عنه، إذا كان ذلك ممكنا، سواء كان ذلك عن طريق إبلاغ المشرف على المجموعة أو المنتدى، أو تقديم بلاغ للمنصة الاجتماعية مثل فيسبوك أو تويتر.

3- يمكنك وضع سياسة خاصة لرفض التصيد على حسابك الشخصي على منصة التواصل الاجتماعي أو مدونتك أو قناتك، تسمح لكل شخص يتفاعل معك بمعرفة أنه لن يتم التسامح مع التصيد بحظره أو حذف تعليقه أو الإبلاغ عنه، وبهذا لن يصبح حسابك جاذبا للمتصيدين.

4- خصص حسابك الشخصي للأصدقاء فقط، وامنع المتابعين من التعليق على المنشورات العامة، وافحص كل من يتابعك.

5- ترفع عن خوض معركة معه، ولا تهبط إلى مستواه، لأن هذا بالضبط ما يريد فعله؛ المتصيد عبر الإنترنت يريد تأجيج الغضب وردود الفعل الكبيرة، ويتغذى على الدراما. إذا استطعت، اسلك الطريق السريع بتجاهله أو حذف تعليقه، أو رد بلطف أو فكاهة، لأن هذا ما لا يتوقعه، أما الحديث عن مقدار الأذى النفسي الذي لحق بك فهو حديث لن يفهمه.

6- لا يجب أن يمنعك التصيد من استخدام الإنترنت؛ فأمام كل متصيد العشرات من الأشخاص اللطفاء مثلك، لذا خذ قسطا من الراحة، وابتعد عن الاتصال بالإنترنت إذا شعرت بالإرهاق، وتواصل مع أصدقاء يدعمونك، ثم عد واستعد للاستمتاع بكل المميزات التي يتيحها الإنترنت.

المصدر: الجزيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *