سلايدر

بلدة وادي عبد العزيز: قصة القرية الأندلسية التي حافظت على اسمها رغم هزيمة المسلمين

تعود تسمية بلدة Valle de Abdalajís إلى اللغة العربية، وتعني “وادي عبد العزيز”. وتشير المصادر التاريخية الإسبانية إلى أن الاسم الحالي للبلدة مشتق من اسم عبد العزيز بن موسى، الأمر الذي يعني أنها اكتسبت اسمها العربي في السنوات الأولى لوجود المسلمين في شبه الجزيرة الإيبيرية. وظلت بلدة وادي عبد العزيز تحت السيطرة الإسلامية لمدة 699 عاما. خلال هذه الفترة الطويلة من الزمن، لم يكن هناك سكان في منطقة وادي عبد العزيز. لقد عاش سكان البلدة والجبال المحيطة بها، متناثرين في بساتين وبيوت زراعية، دون وجود نواة حضرية على هذا النحو.

ولم يتبق من آثار تلك الحقبة سوى بقايا قلعة هينز-ألمارا (قلعة النساء) التي بنيت على أنقاض مدينة أيبيريا والتي كانت جزءًا من الحزام الدفاعي لمدينة أنتقيرة.

في السنوات الأخيرة تم إثبات وجود العديد من التجمعات السكانية العربية. يقع أهمها بالقرب من بلدة “بلاطياو. وبالمثل، تم العثور على تمائم عربية من الرصاص، بها نقوش باللغة العربية وزخارف غنية.

لكن دون شك، حظي وادي عبد العزيز بمكانة بارزة في زمن عمر بن حسون وفي المعارك التي دارت رحاها بين المسلمين والمسيحيين.

وبحلول عام 1492 هُزم العرب بالكامل وتم طردهم من بلدة وادي عبد العزيز، التي كانت حينها لا تحظى بأية أهمية إستراتيجية، ولكنه خروج المسلمين كان يعني نشأة المدينة الحالية، وظهور حقول وادي عبد العزيز على يد باتشيلر خوان ألونسو سيرانو.

وبعد الانتهاء من استعادة مقاطعة ملقة، احتل سكان مدينة أنتقيرة، جزءًا كبيرًا من بلدة وادي عبد العزيز. ويمكن اعتبار هذا حجر الزاوية لأصل السكان الحاليين لبلدة وادي عبد العزيز، وظلت المدينة تحت سلطة المسيحيين من عام 1559 حتى إقرار دستو قادس في عام 1811، وهو ما اعتبر أول دستور لإسبانيا الحالية.

ولمدة 149 عاما، أي حتى عام 1559، ظلت بلدة وادي عبد العزيز تابعة لمنظقة أنتقيرة (Antequera)، واعتبارا من هذا التاريخ أصبحت بلدية مستقلة بذاتها، لها حاكم، ومجلس المدينة المعين.

في القرن السابع عشر، بدأت تسمية الشوارع بالمدينة وأسمائها مثل الساحة العامة، الشارع الملكي، شارع ألاميدا، شارع فريسكا، حي الوسط، كاستييخو، كاييخون، شارع البيازين.

بلدة وادي عبد العزيز الأندلس

في هذا الوقت، ظلت بلدة وادي عبد العزيز ملكا للسادة الاقطاعيين، وكان سكانها خاضعين لنظام التبعية. كانت المنازل المملوكة لسكان المدينة تخضع للضرائب لصالح الإقطاعيين والمجالس البلدية يعينها السيد الذي يملك البلدة. اقتصر نشاط البلدة على الزراعة والثروة الحيوانية. وينقسم سكان البلدة إلى ملاك ومستأجرين وحرفيين وعمال. كان الكاتب والكاهن والطبيب وبعض السكان أصحاب المستوى الثقافي العالي يشكلون المؤسسة المستنيرة.

في القرن التاسع عشر حدث تحول سياسي واجتماعي واقتصادي عميق أدى إلى تعديل بنية المدن، وتم إلغاء نظام الإقطاعيين وقد تأثرت بذلك بلدة عبد العزيز. وبذلك، انتهى عهد تملّك بلدة وادي عبد العزيز من عام 1812 إلى عام 1814، وفقا لاتفاقية برلمان قادس، ليتم إعادة تأسيسها في عام 1814 مع المرحلة الاستبدادية لفرناندو السابع.

بعد وفاته عام 1833، نجحت الملكة ريجينتا ماريا كريستينا في إلغاء سياسة التبعية. وهكذا، أصبح دون، أيسيدورو ميسياس دي فارغاس، كونت كونت لوس كوربوس، اللورد الأخير لبلدة وادي عبد العزيز، الذي توفي عام 1880.

حاليا، تتبع البلدة لمحافظة ملقة، يبلغ عدد سكانها 2859 نسمة، ولا تزال تحتفظ بالعديد من الشوارع والنوافير الجميلة.

أخبار إسبانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *