شؤون قانونية

إسبانيا: جائحة كورونا تعمّق فجوة الأجور بين الرجال والنساء إلى مستويات قبل عقد تقريبا

بمناسبة الاحتفال، هذا الإثنين، باليوم الأوروبي للمساواة في الأجور، نُشرت  دراسات مختلفة حول فروق العمل بين الرجال والنساء في إسبانيا. واتفقت جميع التقارير على أن وباء فيروس كورونا قد أدى إلى تفاقم الوضع حتى وضع الفجوة عند مستويات لم تشهدها إسبانيا منذ عام 2013 على الأقل. وأثرت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الأزمة الصحية على العاملات بشكل خاص وزادت من تفاقم عدم المساواة القائمة.

دق ناقوس الخطر

ينعكس هذا، على سبيل المثال، من خلال دراسة أجرتها النقابة المستقلة في إسبانيا (CSIF)، والتي تشير إلى أنه خلال العام الماضي كانت النساء أكثر من عانى من البطالة وكان عليهن مواجهة مسؤوليات أسرية أكثر من الرجال. وتذكر النقابة أن فجوة الأجور بين الجنسين في إسبانيا كانت عند 22٪ في عام 2019، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن مصلحة الضرائب، وتقدر المصالح الحكومية أنها تتجاوز اليوم 23٪. وحذرت النقابة في تقريرها من أن البلاد قد “عادت ثماني سنوات إلى الوراء نتيجة لانعدام الأمن الوظيفي الذي تسبب فيه فيروس كورونا”.

عمالة الإناث

واستنادا إلى أحدث مسح للقوى العاملة، يُظهر تقرير CSIF أيضا أن عمالة الإناث أقل بنسبة 15.2٪ من عمالة الذكور. ومن بين البيانات الأخرى، يشير التقرير أيضا إلى أن 94٪ من الأشخاص الذين يعملون بدوام جزئي لرعاية القصر أو المعالين أو الالتزامات الأسرية هم من النساء وأن الفجوة في التوظيف المؤقت قد تضاعفت بمقدار ستة في عام 2020. وينطبق الأمر أيضا على الإدارات العامة للدولة، حيث تكسب الموظفات ما بين 1 و1.5 يورو في الساعة أقل من الموظفين الذكور وحوالي ضعف عدد النساء اللائي يعملن عن بعد لرعاية الأطفال أو البالغين.

المزيد من التقارير المقلقة

ويرصد المحاكاة وأداة المقارنة Acierto.com، إلى بيانات مماثلة، والذي يؤكد وجود انتكاسة في فجوة الأجور لمدة تصل إلى ثماني سنوات. واستنادا إلى إحصائيات البرنامج، فإن النساء يكسبن حوالي 4900 يورو سنويا أقل من نظرائهم الرجال، “وهو رقم يصل إلى أكثر من 6000 يورو في بعض الأقاليم مثل الأندلس ومدريد”.

وتماشيا مع تقرير CSIF، تسلط المؤسسة الضوء على أن النساء يكرسن ما يقرب من 38٪ ساعات إضافية لرعاية وتعليم أفراد الأسرة وأنهن يمثلن حوالي 92٪ من طالبي إجازة لرعاية الأطقال في الربع الثالث من العام الماضي.

ازدياد فجوة الأجور مع السن

ويحدد الخبراء أن فجوة الأجور تزداد مع زيادة العمر، حيث تبدأ أبرز الفروق في سن الخمسين، أين تزيد عن 20٪. والشيء نفسه ينطبق على الأمومة، التي تثير الاختلافات.

وبالمثل، يحدث ذلك على جميع المستويات التعليمية، وهو أمر يلفت الانتباه بالنظر إلى أن 52٪ من العاملين الحاصلين على تعليم عال هم من النساء. ومن المفارقات أن 67٪ من المناصب الإدارية والقيادية يشغلها رجال. يستغرق الأمر ما يصل إلى خمس سنوات أطول لحصول النساء على ذات الوظائف.

جهود حكومية

ويشير مرصد المساواة والتوظيف في إسبانيا إلى أن معدل بطالة الإناث بلغ 18.33٪ في الربع الأخير من عام 2020، بينما بلغ معدل بطالة الذكور 14.17٪، وهي أرقام لم يتم تسجيلها منذ عام 2007.

واقترحت الحكومة الإسبانية محاربة انعدام المساواة. ووافق مجلس الوزراء في أكتوبر الماضي على لائحتين لتطوير مرسوم مارس 2019، والتي تلزم الشركات بنشر جداول الرواتب ووضع خطط المساواة. وأمهل الشركات ستة أشهر للتكيف مع تلك الالتزامات.

المصدر: 20 مينوتوس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *