ثقافة

المسلمون في إسبانيا.. أقلية تجمعها قضايا وتحديات مشتركة

رغم التاريخ الطويل للمسلمين في إسبانيا الا انهم لا يشكلون اليوم سوى أربعة بالمئة من سكان البلاد ما جعلهم أقلية تجمعها قضايا وتحديات وتطلعات مشتركة وشهد عدد المسلمين في إسبانيا تناميا مطردا خلال الاعوام الماضية ليبلغ 2،091،656 نسمة في نهاية 2019 لكنهم على الرغم من تنوع أصولهم وتعدد مشاربهم اقلية تجمعها تحديات لاسيما فيما يتعلق بمسائل الاندماج الاجتماعي وتعليم الديانة الإسلامية وممارسة شعائر الدين الحنيف.

وفي هذا الإطار قال رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا رياج ططري لوكالة الانباء الكويتية، أن المجتمع الاسباني متسامح يقبل التعددية ويرحب منذ اعوام طويلة بالمسلمين واستقبلهم واحتضنهم.

وأضاف ططري، أنه رغم تعرض بعض المسلمين في إسبانيا لاعتداءات لفظية وتهديدات الا ان ظاهرة «اسلاموفوبيا» ليست متفشية في البلاد ولا يوجد تنظيم مناهض للاسلام قائم بحد ذاته كما في دول أوروبية أخرى.

وأكد في هذا السياق، أن الجالية الإسلامية تشعر في حقيقة الأمر بقلق خشية امتداد ظاهرة رهاب الإسلام في إسانيا بعدما ظهرت في دول أخرى بينها فرنسا وألمانيا ما قد يؤثر سلبا على المسلمين في إسبانيا.

وأشار إلى أن اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا يحرص على المشاركة في جميع المحافل والفعاليات بشتى المجالات والاندماج في المجتمع الإسباني بهدف إعطاء الصورة الصحيحة للمسلمين معتبرا أن ذلك يؤثر إيجابيا في التقرب من شرائح المجتمع المختلفة ويساهم في التعريف بحقيقة المسلمين
وفيما يتعلق بتدريس الدين الإسلامي في المدارس الإسبانية.

قال ططري، أنه يتم تعليم الدين الاسلامي في بعض المناطق ذات الحكم المستقل في إسبانيا ومنها سبتة ومليلية والأندلس واراغون وجزر الكناري وكذلك منطقة إقليم الباسك الشمالي غير انه لا توجد مبادرات بهذا الصدد في المناطق المستقلة الأخرى وهناك صمت إداري من قبلها.

وشدد على أن الاتحاد بصدد إعادة فتح ذلك الملف لاسيما وان هناك أعدادا متزايدة للمسلمين يدرسون في المدارس الإسبانية في عدد كبير من مناطق البلاد، مشيرا في هذا السياق إلى أن الاتحاد يرفع شعارا هاما يتعلق بضرورة توحيد الرؤية لتعليم الإسلام حتى لا يكون هناك أي دخيل يؤثر سلبيا على تكوين أبناء المسلمين.

أما فيما يتعلق بالمقابر الإسلامية التي تعد قضية هامة تشغل منذ أعوام طويلة بال المسلمين الإسبان والجمعيات الإسلامية المختلفة، قال ططري أن البلديات الإسبانية تعاني أصلا من مشاكل وصعوبات في تنظيم وإدارة المقابر الأمر الذي يزيد من صعوبة تحقيق التطلعات المرجوة.

إلا أنه كشف عن تطورات تحققت في الفترة الأخيرة بينها طرح مشروع لتهيئة مقبرة إسلامية واحدة على الأقل في كل إقليم اسباني مستقل، مشيرا إلى انه سيتم في وقت قريب جدا تهيئة مقابر إسلامية في العاصمة مدريد وغاليثيا واكستريمادورا
وبمناسبة شهر رمضان، قال ططري أن الاتحاد استقدم نحو 200 إمام من عدة دول عربية للمشاركة في إحياء الشهر المبارك واحياء فعاليات دينية مختلفة في عدة مدن.

وفي سياق متصل، تناول ططري احصائيات دورية يصدرها المرصد الأندلسي المتهم برصد أحوال المسلمين بهدف تقديم إحصائيات تجسد الواقع الإسلامي في إسبانيا مع هامش خطأ لا يتجاوز ثلاثة في المئة.

وأوضح أن إحصائيات المرصد الأندلسي الصادرة في الفترة الأخيرة تظهر أن 779 ألف مسلم أي ما يمثل 41 في المئة من العدد الإجمالي هم من المسلمين الاسبان سواء من الأصليين والمجنسين وأحفادهم ومسلمي سبتة ومليلية.

وقال أن عدد المسلمين الأجانب معظمهم من المغرب العربي ويبلغ عددهم حوالي 750 شخص يليهم الباكستانيون ثم السنغاليون. ويعد إقليم كتالونيا الواقع في شمال شرقي البلاد الحاضنة الأساسية للمسلمين لاسيما وأنه يضم أكثر من نصف مليون شخص يليه لاندلس بحوالي 300 الف ومدريد (حوالي 279 ألفا) ثم فالنسيا (200 ألف).

ويدرس الدين الاسلامي في إسبانيا 48 معلما في ست مناطق إسلامية في حين ان هناك 281 ألف طالب محتمل أي أن 90 في المئة من الطلاب المسلمين لا يتلقون الدروس الدينية
يذكر أن عدد المسلمين في إسبانيا لم يكن يصل إلى 200 ألف مسلم في عام 1992 غير انه تنامى تدريجيا ومعه تنامت أعداد المساجد التي بلغت اليوم 1200 مسجد فيما ينخرط المسلمون تحت مظلة 1427 جمعية إسلامية.

إسبانيا بالعربي.

أخبار جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *