ما الذي دار في لقاء سانتشيث وبايدن خلال قمة الناتو؟

اخبار اسبانيا بالعربي/ التقى رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، بالرئيس الأمريكي، جو بايدون، وتحدثا لفترة وجيزة خلال قمة الناتو التي عقدت في بروكسل. والتقطت الكاميرات الزعميان وهما يمشيان بجانب بعضهما البعض ويتحدثان بعد الصورة العائلية في أروقة مقر التحالف الأطلسي أثناء السير إلى الغرفة التي يُعقد فيها الاجتماع العام. وعلى الرغم من أنهما لم يجلسا واستمرا الحديث بضع دقائق فقط، إلا أن مصادر من الرئاسة الإسبانية ألمحت إلى أن هذا هو الاجتماع الذي تم التخطيط له وأنه لن تكون هناك مقابلة رسمية بين القائدين. وأجرى رئيس الحكومة ورئيس الولايات المتحدة محادثة قصيرة بعد الصورة العائلية. وأراد كلاهما تحية بعضهما البعض، واللقاء شخصيا كأول اتصال بينهما. هذه هي الطريقة التي اتفقت بها فريق الرئيسين ليتم أول اجتماع بينهما. وأشارت مصادر من قصر لا مونكلوا إلى أنه تم الاتفاق، من بين أمور أخرى، على أن تلتقط الكاميرات اللقاء كدليل على العلاقة الممتازة القائمة بين البلدين.

وكان هذ اللقاء القصير هو أول اتصال بين الزعيمين، اللذين لم يعرف كل منهما الآخر شخصيا ولم يتحدثا منذ وصول الأمريكي إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي.

لقاء بوريس جونسون

وفي الصباح، التقى سانتشيث، هذه المرة رسميا بسفارة المملكة المتحدة لدى الناتو، برئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في أول لقاء بينهما منذ مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، في يناير الماضي.

وخلال الاجتماع، الذي شاركت فيه وزيرتا الخارجية والدفاع، أرانتشا غونثاليث لايا ومارغريتا روبليس، أبدى سانتشيث وجونسون “اهتمامهما المشترك في تعميق مجالات مثل الأمن والدفاع”، بحسب لا مونكلوا، في إشارة إلى التفاوض على اتفاق ثنائي في هذا الشأن.

بالإضافة إلى ذلك، شددا على الحاجة إلى تعزيز الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وجبل طارق الذي من شأنه أن يلغي الضوابط عند البوابة ولا يزال معلقا في المفاوضات.

إزالة إسبانيا من قائمة البلدان غير الآمنة

ووفقًا لما ذكرته مصادر من قصر الحكومة “لا مونكلوا”، فقد عالج الوفدان أيضًا القضايا المتعلقة بمكافحة وباء كوفيد 19 والتقدم في التطعيم، والتي لم تحدد ما إذا كان سانتشيث قد طلب من جونسون إزالة إسبانيا (أو على الأقل إلى الأقاليم ذات أدنى معدل إصابة بفيروس كورونا من قائمة الدول غير الآمنة (اللون البرتقالي في نظام إشارات المرور الخاص بها)، مما يجبر السائحين البريطانيين على المرور بالحجر الصحي عند عودتهم إلى بلادهم.

وزيرة الخاراجية تلتقي نظيرها الأمريكي

وعقدت وزيرة الخارجية، أرانjشا غونثاليث لايا، لقاءً مع نظيرها الأمريكي، أنطوني بلينكين، يوم الجمعة الماضي، تمهيدا للقاء الذي سيعقده رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، والرئيس الأمريكي، جو بايدن يوم الاثنين.

وخلال المحادثة، اتفق الطرفان على الحاجة إلى دعم الهجرة “المنظمة والآمنة والنظامية”. الهجرة ليست فقط قضية ذات أهمية قصوى لإسبانيا، خاصة بعد الهجوم على حدود سبتة في 17 ماي، ولكن أيضا لإدارة بايدن، التي ترى كيف تعبر قوافل المهاجرين أمريكا الوسطى مع حلم الوصول إلى الحدود الأمريكية المكسيكية.

قمة الحلف الأطلسي

وكانت القمة نفسها قصيرة للغاية، بالكاد استمرت ثلاث ساعات، وسمحت للرئيس الأمريكي الجديد بإقامة أول اتصال له مع معظم زعماء الحلفاء الـ 29 المتبقين. ويعمل الاجتماع على إعطاء الضوء الأخضر لخطة 2030، وهي وثيقة تحدد المبادئ التوجيهية لإجراءات الناتو طوال هذا العقد. النقطة الوحيدة المثيرة للجدل – مقدار الزيادة التي ستحصل عليها ميزانية المنظمة، والتي تزيد قليلا عن  ملياري يورو – تم حلها بصيغة غامضة: سيكون لهذا “زيادة تدريجية” وليس “كبيرة” كما أراد الأمين العام، ينس ستولتنبرغ.

الأهمية بالنسبة لمدريد

بالنسبة لإسبانيا، فإن قمة يوم الاثنين مهم بشكل خاص لأنها تعطي الضوء الأخضر للاحتفال في مدريد بقمة الناتو لعام 2022. في ذلك الاجتماع، الذي سيتزامن مع الذكرى الأربعين لانضمام إسبانيا إلى الناتو، سيتم طرح المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف وسينتخب أمين عام جديد ليحل محل ستولتنبرغ في سبتمبر. وقالت الصحافة الإسبانية أنه تم التطرق بين رئيس الحكومة والرئيس الأمريكي للنقاط الرئيسية في الملفات بين البلدين، بينما تم تأجيل النقاش المعمق في القضايا ذاتها إلى غاية عقد لقاء ثنائي بينهما في زيارة رسمية قد يؤديها أحد الزعيمين للآخر.

المصدر: الباييس/ موقع إسبانيا بالعربي.