الحكومة الإسبانية: عودة العاملات الموسميات المغربيات ستكون بعد فتح الحدود
أشارت مندوبة الحكومة الإسبانية في الأندلس، ساندرا غارثيا، يوم الثلاثاء إلى أن العاملات المؤقتات المغاربيات اللائي لا يزلن في الإقليم بسبب إغلاق حدود بلادهن سيبقين في محافظة ويلبا حتى يتم إعادة فتح الحدود، وبالتالي عودتهن التدريجية لبلادهن.
وأكد نائب مندوبة الحكومة، مانويلا بارالو، أن مجموعة صغيرة من هؤلاء العاملات قد عادت بالفعل إلى المغرب. وأضاف أن العودة النهائية والكاملة لكل العاملات ستكون ممكنة بعد فتح المغرب حدوده.
وفي هذا السياق، شددت مندوبة الحكومة على أنه “يجب إدارة هذا الملف بأفضل طريقة ممكنة” بين الحكومة والمنظمات الزراعية وجميع المؤسسات، “من خلال التعاون، بحيث تقضي هؤلاء النساء أفضل وقت ممكن هنا في انتظار عودتهن إلى بلدهن، بفضل التعاون والتآزر بين الجميع”.
وعادت المندوب للتأكيد على أنه “حتى يتم فتح الحدود، لا يمكن الحديث عن نقل جميع العاملات المؤقتات في الحقول”.
نقابات الزراعة تنتقد الوضع
جاء ذلك بعد أن أشارت اتحادية “إنترفريسا” يوم الخميس الماضي إلى أن القطاع يواجه سيناريو “أزمة إنسانية واضحة” بسبب استحالة إعادة العاملات المغربيات المؤقتات إلى بلادهن، على الرغم من الجهود التي تقوم بها الشركات المهنية من أجل ذلك.
وأفاد رئيس اتحادية الفراولة، خوسيه لويس غارثيا بالاثيوس، أن منظمته التقت، الأسبوع الماضي، نائب المندوب الحكومي على أساس البحث عن “حل عاجل” لإنهاء قطاع الفاكهة الحمراء عقود كل العاملات في الميدان بعد انتهاء الموسم.
وطالبت اتحادية الفراولة “إنترفريسا” وزارة الهجرة بإيفاد بعثة إلى محافظة ويلبا في أقرب وقت ممكن من أجل التعرف على واقع العاملات الموسميات المغربيات. وأعربت الاتحادية عن أملها في ممارسة وزارة الهجرة الضغط على الحكومة بهدف طلب المغرب فتح الحدود جزئيا لإعادة العاملات العالقات.
ممر إنساني
واستنكرت فيدرالية الصناعة والبناء والزراعة في ويلبا “اللامبالاة” التي يعامل بها المغرب مواطناته العاملات في الفراولة، بعد رفض فتح الحدود والسماح لهن بالعودة إلى بلدهن.
وأشارت الفيدرالية إلى أن الاتصالات مع القنصلية والسفارة المغربية باءت بالفشل، بعد أن قابلت القنصلية في إشبيلية والسفارة المغربية في مدريد طلبات الفيدرالية بالصمت وعدم إيجاد حلول لهذه المشكلة. وأضافت الفيدرالية أن المشكلة قد “تتحول إلى أزمة إنسانية من الدرجة الأولى”.
وناشدت الفيدرالية الحكومة الإسبانية مطالبة المغرب بإنشاء ممر إنساني يسمح بإعادة هؤلاء العاملات بأقصى سرعة ممكنة.
وفي أثناء ذلك، أكدت الفيدرالية على ضرورة اعتماد “خطة طوارئ خاصة، بحيث يكون لدى مجالس المدن المختلفة التي توجد فيها أماكن إقامة العاملات المؤقتات موارد لتلبية الاحتياجات الأساسية لهذه المجموعة”.
مصير مجهول
وتواجه حوالي 7200 امرأة مغربية عاملة في حقول الفراولة مصيرا مجهولا، لا سيما بعد انتهاء موسم جني الفراولة وبقائهن دون عمل، ومواصلة المغرب غلق الحدود وعدم السماح لهن بالعودة إلى بلدهن.
وتعيش هؤلاء النسوة ظروفا صعبة في المنازل العشوائية التي أقيمت لهن في المزارع. وتفاقمت الأزمة بعد نفاذ الأموال التي جنينها من العمل في الحقول وبقائهن دون عمل.
وتكسب هؤلاء النسوة مبلغ 42.02 يورو في اليوم لمدة ست ساعات ونصف الساعة، وفقا للاتفاقية السارية بين إسبانيا والمغرب.
وتحدثت الصحافة الإسبانية طيلة الأسابيع الماضية عن معاناة بعضهن، بما في ذلك اللائي جئن إلى إسبانيا وهن حاملات، حيث اضطررن لقضاء فترة الحمل في ظروف مزرية مع انعدام أي مدخول أو رعاية خاصة.