الجيش الإسباني في انتظار مدرعات لم تصل منذ 10 سنوات (صور)
كانت القوات البرية في الجيش الإسباني تُعوّل على مشروع إنتاج عربات VCR 8×8 Dragón، لكن التأخيرات والشكوك الكبيرة التي تحوم حول المشروع جعلته يتحطم قبل حتى أن يبدأ. وسعت وزارة الدفاع الإسبانية من خلال هذا المشروع إلى تزويد القوات البرية بمركبة ذات عجلات حديثة وفعالة وآمنة لتحل محل المدرعة BMR.
وأدت التأخيرات، وإعادة النظر، والإلغاء، وإعادة التفعيل إلى سلسلة من الشكوك التي انتهت بوزارة الدفاع إلى إعطاء الضوء الأخضر لصفقة جديدة، لكنها لم تفلت من الجدل والعراقيل، حسب صحيفة “الكونفيدينثيال” الإسبانية.
عقد جديد وعراقيل قديمة
وأعلنت وزارة الدفاع عن عقد اتفاقية جديدة مع مجموعة الشركات التي ستتولى تصنيع المركبة الجديدة. وفي هذا العقد الجديد، تم الاحتفاظ بذات التفاصيل السابقة: 348 مركبة مقابل 2100 مليون يورو مع كونسورتيوم مكون من شركات سانتا باربارا سيستماس، إندرا وسابا.
ويضاف إلى القائمة اسكريبانو أم اند أي، وهي شركة عمومية أخرى تساعد في تحقيق 70٪ المطلوبة من المشاركة الإسبانية في المشروع. لكن هل سيكون هذا هو الأمر النهائي هذه المرة؟
وبدأ مشروع 8×8 مباشرة بعد الأزمة الاقتصادية السابقة (2008) تزامنا مع إطلاق مشروع تحديث وعصرنة الجيش الإسباني.
وأعيد إطلاقه بعد بضع سنوات، وحينها بدا أن كل شيء يسير على ما يرام، لكن الشركات المصنعة لم تكن قادرة على الوفاء حتى بالمواعيد النهائية لمركبات العرض، وهي مرحلة رئيسية في المشروع.
وكان يُفترض أن يتم تسليم العربات في نهاية عام 2018، لكن لسبب ما لم يتم ذلك، وبعد تأخيرات متتالية، تم الاتفاق على أن يكون ذلك في سبتمبر/ أيلول 2019. وفي ديسمبر/ كانون الأول، في قرار مفاجئ، تم الإعلان عن إلغاء الصفقة وفتح مناقصة جديدة.
وبدا هذا الإعلان غريبا للغاية لأن عقود العرض والنماذج الأولية مع الشركة المصنعة سانتا باربارا، سيستيماس، المدمجة في مصانع جنرال دايناميكس الأوروبية للأنظمة الأرضية، كانت لا تزال سارية وكانت على وشك التنفيذ، لذلك تم تفسير هذا القرار في ذلك الوقت باعتباره “إنذار أولي” للشركات المصنعة، التي تمّت مطالبتها بإعادة النظر في التصميم.
ويُقصد بإعادة التصميم ثلاثة أشياء: تبسيط العربة عن طريق الإنقاص من كفاءتها وهو ما يعني خفض التكلفة، أو تقليل عدد النماذج أو عدد الوحدات.
نظام جديد
وبعد الإعلان عن توقيع العقد الجديد، تم الحفاظ على نفس العربة التي كانت القوات البرية تعمل عليها سابقا، والتي سيتم تجهيزها ببرج أو محطة أسلحة مختلفة حسب نسختها.
أما الأبعاد فهي ذاتها أيضا، أي بطول 8 أمتار و3 عرض و2 ارتفاع (باستثناء الأسلحة) والوزن الذي يمكن أن يصل إلى 30 طنا، اعتمادا على الإصدار والحماية المعيارية المخطط لها والمقدرة بـ 30 طنا.
نماذج مماثلة
لقد نوقش الكثير حول وزن العربة وسيستمر النقاش أيضا. و لن تصل جميع المركبات إلى الوزن المعلن عنه، حيث سيقتصر ذلك على تلك التي تتطلب حماية أكبر على حساب الحد من حركتها، على سبيل المثال تلك التي يستخدمها خبراء الصف.
من ناحية أخرى، فهي أوزان موجودة لدى المركبات المماثلة الأخرى. على سبيل المثال، تتمتع عربات “ستيكر” الأمريكية أو “لاف 3” الكندية بمكانة كبيرة ضمن ذات الفئة، وتصل أوزانها إلى 28 طنا.
أما عربات “بوكسير” الألمانية، والتي تُعتبر اليوم واحدة من أفضل النماذج في العالم، فيزيد وزنها على 38 طنا وقد تم اختيارها من قبل الجيش الأسترالي.
سلاح العربة
ولم يتم الاتفاق بعد على نوعية الأسلحة التي ستحملها مدرعة “التنين أو دراغون” الإسبانية. وبالنسبة للنسخ ذات الأسلحة الأخف، تم التفكير في مجموعة RCWS “Mini Samson” في البداية بسلاح 12.7 ملم مصنوع في إسرائيل. وهو سلاح معروف جيدا للقوات الإسبانية لأنه مثبت على مركبات RG-31 التي يستخدمها الجيش الإسباني.
وتم تزويد المدرعة بمحطة Guardian 2.0 البعيدة المدى. وهو نظام يتمتع بسمعة جيدة، وبالتالي سيعزز إمكانية مضاعفة المبيعات في الخارج.
الصواريخ وأنظمة الحماية
أما بالنسبة للصواريخ، فإن المصادر تؤكد أن نظام الصواريخ الإسرائيلي SPIKE هو الأكثر ترجيحا لتثبيته على مدرعات الجيش الإسباني “التنين”. وبخصوص أنظمة الحماية النشطة، والتي على الرغم من أنها أنظمة معقدة للغاية ومكلفة، لكنها ضرورية اليوم لأنها تكشف عن هجوم العدو (بشكل رئيسي الصواريخ) وتتفاعل ضد الهجوم قبل الارتطام.
وستتنافس العديد من الشركات للفوز بصفقة تزويد عربات “التنين” بأنظمتها: TROPHY (إسرائيلي)، AMAP-ADS (ألماني) أو Galix (فرنسي).
وكان الجيش الإسباني قد أعلن أنه يميل إلى تفضيل نظام TROPHY، لكنها أنظمة تزيد من التكلفة كثيرا، وهو ما يطرح سيناريو الاكتفاء بتجهيز بعض الوحدات بهذا النظام وليس كل العربات.
عراقيل لا تنتهي
ولا تزال هناك الكثير من الشكوك حول تصنيع مدرعات “التنين”، ولكن الجدل الكبير يتعلق برغبة سلاح المشاة في إجراء تغييرات على السلاح الرئيسي للعربات. وبدلا من مدفع 30 ملم، فإنه يفضل عيار 40 أو أكثر.
مشكلة برنامج مدرعات 8×8 هو أنها، لسبب أو لآخر، راكمت تأخيرا يتجاوز 10 سنوات. وهي فترة كانت كافية للعديد من الجيوش لتطوير وتحديث قدراتها.
وتتمتع الآن معظم المركبات القتالية ذات العجلات (والسلاسل) بحماية فعالة ضد الأسلحة عيار 30 ملم، وهو التهديد الأبرز الذي يواجه مثل هذه المركبات في الميدان.
إن تثبيت البرج HITFIST المأهول بـ 30 ملم، والذي يبلغ وزنه ما يقرب من 3 أطنان، يشكل وزنا زائدا للمركبة، حيث يترواح وزن البرج المسلح المزود بمدفع عيار 40 مم بالإضافة إلى الصواريخ، بين 3.5 و4 أطنان.
وتتطلب هذه الزيادة في الوزن (التي تزيد أيضا من مركز الجاذبية) مراجعة أنظمة التعليق الميكانيكية ومحاور العربة (تطوير جديد ومكلف)، على الرغم من أنه يمكن تعويضها عن طريق خفض الوزن الإجمالي مع انخفاض طفيف في الحماية، مقابل زيادة عناصر الرؤية عن بعد والتنقل.
ويواجه مشروع إنتاج عربات الجيش الإسباني VCR 8×8 Dragón عقبات كثيرة، ليس أقلها رغبة سلاح المشاة في أن تكون مدرعات 8×8 مزودة ببرج مأهول ومدفع عيار 40 مم (الحد الأدنى)، مع 2 أو 4 صواريخ SPIKE، مع القدرة على نقل جنديين من واحدات الاستطلاع (على غرار عربات VEC) وأنظمة رؤية بعيدة متطورة. وهو ما يضيف صعوبات وتأخيرات جديدة للبرنامج الذي يعاني أصلا من متاعب لا تنتهي.
تابعونا على
إنستغرام