إلقاء القبض على عنصر في الحرس المدني الإسباني متورط في تهريب المهاجرين بسيارته الخاصة
ألقت الشرطة الإسبانية القبض على عنصر في الحرس المدني (الدرك الوطني) بتهمة تهريب المهاجرين من سبتة إلى عمق الأراضي الإسبانية. وقالت مصادر مقربة من التحقيق أن الأمر يتعلق بـ “بيثينتي” البالغ من العمر 56 سنة. وحسب ما أوردت صحيفة “الباييس”، فإن بيثينتي كان يستغل سيارته الخاصة وانتسابه للجهاز، برفقة زوجته لتهريب المهاجرين المغاربة من سبتة إلى ميناء الجزيرة الخضراء (ألخيثيراس).
كاميرا المراقبة ترصد خروج المهاجرين
وكانت آخر رحلة للمتهم في 10 مارس/ آذار عندما أدخل سيارته إلى مرآب المركبات في العبّارة التي تغطي المسار بين سبتة والجزيرة الخضراء. وسجلت كاميرات المراقبة خروج مهاجرين من سيارة بيثينتي بعد ركنها في المرآب.
وبعد ثلاثة أشهر وتسعة أيام من تلك الرحلة، تم القبض على عنصر الحرس المدني، الذي يعمل في الفرقة المالية بسبتة، مع زوجته واثنين من معاونيه، المتهمين بارتكاب جريمة ضد حقوق المواطنين الأجانب والتنظيم الإجرامي.
ويعتقد المحققون أن الموقوف كرر عمليات نقل المهاجرين بواسطة سيارته 23 مرة على الأقل منذ فبراير/ شباط 2019، وفقا لمصادر قريبة من القضية.
وعثر المحققون في منزل المتهم على جدول المداومات اليومية لزملائه في جهاز الحرس المدني والشرطة الذين عملوا في ميناء سبتة منذ ذلك الشهر.
تفاصيل الرحلات
وتمكن الحرس المدني من الكشف عن تفاصيل أربع رحلات. وفي كل رحلة، كرر الموقوف ومعاونيه طريقة العمل نفسها.
ويعتقد الوكيل أن بيثينتي كان يستغل عدم وجود شكوك حوله بعد صعوده على متن العبّارة كونه عنصر أمن، واختياره ساعات الفجر الأولى واستغلال سيارة خاصة برفقة زوجته، للتمويه وإخفاء المهاجرين في الجزء الخلفي من السيارة.
وتختار المافيا، في الغالب، تهريب المهاجرين من أصول مغاربية على متن العبّارة التي تربط سبتة بشبه الجزيرة الإيبيرية لتجنب الرحلة الخطيرة على متن القوارب.
المقابل المالي
ويوضح مصدر قريب من التحقيق أن بيثينتي كان يقوم بتهريب المهاجرين مقابل مبالغ مالية كبيرة. فبعد التنصت على اثنين من معاونيه، تم الكشف عن كيقية توزيع الأموال من عائدات إحدى عمليات التهريب.
وعلى الرغم من أن الحرس المدني لم يذكر بالتفصيل المبلغ الذي كان يتقاضاه من كل مهاجر، إلّا أن مصادر قريبة من التحقيقات تؤكد أن المافيا تطلب عادة ما بين 5000 و6000 يورو مقابل تهريب كل مهاجر.
مخطط الرحلة
ويشتمل هذا المبلغ على مصاريف النقل في الجزء الخلفي من سيارة بيثينتي وزوجته. وخلال آخر رحلة تهريب له، وبمجرد صعودهم على متن العبارة، انتقل الثلاثة إلى منطقة الركاب حيث كان أحد المعاونين في انتظارهم لتسليمهم المبلغ المتفق عليه.
وبعد وصولهم إلى الجزيرة الخضراء، غادر الزوجان المحطة دون إثارة الشكوك، بينما تم نقل المهاجر إلى نقطة أخرى في مدينة كاديث. ومن هناك، تم نقله بواسطة مركبة أخرى إلى مدينة مالاغا.
تكرار عملية التهريب
وأكد الحرس المدني أن عنصره شارك في أربع عمليات لتهريب المهاجرين في الأشهر من يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار، وهو الشهر الذي قام فيه بما يصل إلى رحلتين.
وتم تنظيم آخر رحلة تهريب قبل خمسة أيام فقط من إعلان حالة الطوارئ بسبب أزمة فيروس كورونا. وتمكن المحققون من كشف كل خطوات المافيا بفضل المراقبة والتتبع والتنصت ومشاهدة كاميرات أمن الموانئ والسفن، والتي تظهر دائما كيف يقف المهاجر المُهرَّب دائما بين بيثنتي وزوجته.
إصدار الحكم
وفي 19 يونيو/ حزيران، أصدرت محكمة التحقيق رقم 2 في سبتة حكما بالسجن غير النافذ وكفالة قدرها 6000 يورو للأربعة الذين تم التحقيق معهم، بناء على طلب مكتب المدعي العام.
وبعد بضعة أيام، تم الإفراج عن اثنين من المتهمين، لم يتم الكشف عن هويتهما، بعد إيداع المبلغ. وفي الوقت الراهن، لا يزال عنصر الحرس المدني في السجن، كما أشارت مصادر مطلعة على القضية. وبعد خروجه من السجن، سيواجه بيثينتي عقوبة تأديبية قد تنتهي بطرده من الجهاز.
تابعونا على
إنستغرام