نبذة عن العالم محمد بن أسلم الغافقي.. طبيب العيون الأندلسي الشهير
أخبار إسبانيا بالعربي – محمد بن قسُّوم بن أسلم الغافقي، طبيب أندلسي، لم يذكر المؤرِّخون تاريخ ولادته، ولكنه كان من أطباء العرب في القرن السادس الهجري الموافق للقرن الثاني عشر الميلادي، ويقال أنه ولد في بلدة اسمها (Belcazar) أي القصر الجميل وهذه البلدة أو القرية تتبع قرطبة.
كان والده طبيباً مشهوراً في الأندلس، وكان عالم الأقرباذين، ووالده هو صاحب كتاب «الأدوية المفردة».
وهو طبيب وجراح العيون و الصيدلي البارع، الذي قال عنه العالم الألماني مايرهوف: “الغافقي أعلم أطباء المسلمين في العصور الوسطى بالأدوية والأعشاب”
في إسبانيا النظارة تسمى (Gafas)، وهي مشتقة من إسم الطبيب ومخترع النظارات العالم الأندلسي القرطبي” محمد بن أسلم الغافقي”.
كما صنع أوّل نظارة طبيّة إنتشرت عند الكثير من الأندلسيين خاصة طلبة العلم، كما إبتاعها العديد من الأوربيين في ذلك الوقت، ونظارته الأصلية هي الآن من مقنتنيات متحف غرناطة.
محمد بن أسلم الغافقي وكتابه المرشد
وقد ترجم “مايروهوف” (للغافقي) مؤلفه الشهير “المرشد في الكحل” وهو أهم كتاب للغافقي:
الذي ينتقل فيه من تشريح العين وخصائصها وأمراضها وأمزجة أصحابها، وصولًا إلى ربط لون العين بالجغرافيا والمناخ، كما تحدث عن أسباب ضعف النظر، وأسباب إنعدام الرؤية نهائيًا، وبعض الأمراض وعلاجها كالرمد، وبياض العين والقرحة. كما برع الغافقي في عمليات إزالة المياة البيضاء من العين “الساد Cataract”.
فإن كتابه “المرشد في الكحل” يعتبر بحق كتابا موسوعيا مستوعبا لما قبله ومتفوقا على عصره ومستشرفا لمستقبل صناعة طب العيون في الأندلس، وما شهادة لجنة مناقشة أطروحة حسن علي حسن في حق الغافقي إلا دليل على ما أقرره في هذا المقام المبارك.
يشرح لنا “الغافقي” كذلك كيف أن مزاج العين ومزاج غيرها من أعضاء الجسم، يتغير حسب عدة ظروف:
السن والجنس ومكان الإقامة والعادة والمهنة. ويقول الغافقي إن كحولة العين تكون من سبعة أسباب:
نقصان النور الباصر؛ كدورة النور الباصر، صغر الرطوبة الجليدية، انخفاض الرطوبة الجليدية، كثرة الرطوبة البيضية، تكاثف الطبقة العنكبوتية وغلظ الطبقة العينية. أما أضداد هذه الأسباب السبعة فتعطي اللون الأزرق.
طالع أيضا : تعتبر رمزًا رئيسيًا لشركة والت ديزني.. ماذا تعرف عن قلعة شقوبية التي شيدها المرابطون ؟!
وجامعات الطبّ في العالم تعتبر (الغافقي) سابق لعصره، خاصة كتابه (المرشد في الكحل) الذي تم ترجمته لعدة لغات، وهو من المصادر الأصلية لطب العيون في العالم.
وقد كرًّمت حكومة (قرطبة) محمد بن أسلم الغافقي بمناسبة الذكرى المئوية الثامنة من وفاته، في عام (1965م)، وشيّدت له تمثال نصفي وفاءً له، في ساحة “ديل كاردينال سالازار” بقرطبة.
المصدر: موجز دائرة المعارف الإسلامية (24/ 7549) /إسبانيا بالعربي.