شؤون إسبانية

للمقبلين على امتحان نيل الجنسية الإسبانية: هذا هو تاريخ العلم الإسباني الحالي

تقع مملكة إسبانيا في أقصى الجنوب الغربي لقارة أوروبا في شبه الجزيرة الإيبيرية، ويحدها من الغرب البرتغال ومن الشمال الشرقي فرنسا، كما يحدها جبل طارق من الجنوب، وتطل على البحر الأبيض المتوسط من الشرق والمحيط الأطلسي من الشمال الغربي.

وتتميز إسبانيا بتنوع مناخي، إذ تجمع بين المناخ البحري الرطب والمناخ القاري والجبلي

وتوالت الغزوات والحملات الاستيطانية على إسبانيا فسكنتها أعراق مختلفة من الفينيقيين والإغريق والقرطاجيين والمسلمين، الأمر الذي أدى إلى تنوع اللغات فيها.

وتعد الإسبانية القشتالية اللغة الرسمية التي يتحدثها غالبية السكان الذين بلغ عددهم 46 مليون نسمة في العام 2019.

وتتميز إسبانيا بتنوع ثقافي إذ تشتهر بمهرجان رمي الطماطم السنوي الذي يسمى “لا توماتينا” والذي تستضيفه بلدة بونول، إضافة إلى الحفلات الفلكلورية بالأندلس أو سان فيرمين لمطاردة الثيران، ضمن آلاف المناسبات التراثية. وتقوم إسبانيا على دولة ملكية دستورية بمجلسين تشريعيين.

تاريخ علم إسبانيا

وفي ظل وجود ممالك مختلفة، كان مفهوم العلم الوطني غير متداول في العصور الوسطى، فكان رمز إسبانيا متمثل في الدرع الملكي، أما العلم أو الراية فكان في غالب الأحيان يتكون من مجموعة رموز وصور تمثل القيم أو الديانة أو الملوك الذين تدافع عنهم القوات، وقد مر العلم الإسباني بعدة مراحل عبر التاريخ، تتمثل فيما يأتي:

شعار الملوك الكاثوليك

وكان عبارة عن مزيج من أعلام ممالك قشتالة وليون وأراغون التي اندمجت في القرن السادس عشر، وهو عبارة عن ثلاث قلاع ذهبية وثلاثة أسود حمراء ترمز لمملكتي قشتالة وليون، بالإضافة إلى علم أراغون المتكون من أربعة خطوط حمراء وأربعة صفراء.

صليب بورجوندي

وهو من أهم الأعلام في تاريخ إسبانيا، وقد ظهر بعدما تزوجت ملكة قشتالة، خوانا الأولى، بأرشيدوق النمسا فيليب عام 1946، ويسمى أيضا بصليب القديس أندروس أو ريشة بورجوندي، وهذا العلم هو عبارة عن سيفين أحمرين متقاطعين مطرزين على راية بيضاء أو صفراء.

هابسبورغ الإسباني

في ظل مملكة هابسبورغ في أواسط القرن السادس عشر، اتخذت كل كتيبة عسكرية علما خاصا بها، لكنها استخدمت علما موحدا لتمثيل الملك تشارلز الأول، وهو علم أصفر ملكي من الحرير بالإضافة إلى الدرع الامبراطوري، ثم أمر الملك فيليب الثاني بإضافة صليب البورجوندي الأحمر إلى العلم الأصفر الملكي.

علم بوربون الجديدة

فور تقلد الملك فيليب الخامس الحكم في العام 1700م، أعطى إسبانيا رمزا موحدا جديدا، وهو عبارة عن قطعة قماش بيضاء تضم صليب بورجوندي وشعار النبالة الملكي، وكانت هذه المحاولة الأولى لتقديم علم وطني موحد لدولة إسبانيا، كما عرفت هذه المرحلة ظهور العلم العسكري والراية البحرية، بالإضافة إلى العلم الملكي.

العلم الإسباني الحالي

اعتمدت دولة إسبانيا العلم الرسمي الحالي في دستور 1978، ويعود أصله إلى الرايات البحرية التي كانت تحملها السفن الحربية في عهد الملك تشارلز الثالث، وقد اختاره في العام 1785 من بين 12 علما من تصميم، أنطونيو فالديث إي باثان، وظل هذا العلم يعلو السفن الحربية والبواخر لمدة 50 عاما حتى جعلته الملكة إيزابيلا الثانية العلم الرسمي للبلاد.

علم إسبانيا وألوانه ومعانيه

ويتكون علم إسبانيا الوطني من ثلاثة خطوط أفقية: الأحمر والأصفر والأحم، ويشكل الخط الأصفر في الوسط ضعف حجم كل شريط أحمر، ويضم في يساره شعار النبالة الإسباني.

وتتعدد القصص والأساطير حول معاني ورموز العلم الإسباني، ولعل أكثرها شيوعا هو التقليد الإسباني العريق في مصارعة الثيران.

ووجب التذكير هنا أنه وبالرغم من عدم وجود أي رمزية رسمية لألوان العلم الإسباني، يرى بعض المؤرخين أنه تم اختيار هذه الألوان الفاقعة لتمييز السفن الحربية الإسبانية عن غيرها:

اللون الأحمر

يرى بعض المؤرخين أنه يرمز إلى الدم المتسرب من الثيران في الحلبة أثناء المصارعة، بينما تزعم إحدى الأساطير أنه يرمز إلى دماء الشعب الإسباني المراقة في الحروب، وبالنسبة للبعض يمثل القوة والشجاعة والصلابة التي يفخر بها الشعب الإسباني.

اللون الأصفر

وهو لون أصفر ذهبي يمثل الرمال الذهبية المكونة لأرضية الحلبة التي يتصارع فيها الثيران، وفي رواية أخرى يرمز اللون الأصفر إلى الشمس الساطعة في سماء إسبانيا ويمثل أيضا الكرم والجود اللذان يميزان الشعب الإسباني، حسب أساطير أخرى.

شعار النبالة الإسباني

تم اعتماد شعار النبالة الرسمي الحالي في العلم الإسباني في العام 1981، وهو مزيج من الرموز والأعلام التي يحمل كلا منها مجموعة من الدلالات والمعاني والتي تتمثل فيما يأتي:

الربع الأول: وهو عبارة عن قلعة ثلاثية تمثل قلعة مملكة قشتالة.

الربع الثاني: وهو الأسد المسلح الذي يحمل تاجا ذهبيا فوق رأسه، وهو رمز مملكة ليون.

الربع الثالث: وهو عبارة عن خطوط عمودية حمراء وصفراء، وتمثل تاج أراغون في مملكة صقلية.

الربع الرابع: وهو درع ذهبي يضم مجموعة من السلاسل الذهبية المتصلة ببعضها البعض في نقطة مركزية خضراء، وهي ترمز إلى مملكة نافار.

زهرة الرمان: وهي تقع في أسفل الشعار، وهي زهرة رمان منصفة تحملها ورقتان خضراوتان، وتتمثل بمملكة غرناطة.

ثلاثي زهرة الزنبق: ويقع في وسط الشعار بين ربوع المملكات، وهو عبارة عن ثلاثة أزهار زنبق ذهبية ترمز لبيت بوربون أو ما يسمى مقاطعة أنجو نسبة إلى حاكمها أنجو.

أركان هرقل: أو أعمدة هرقل، وهما عمودان متوازيان يلتف حولهما شريط أحمر مكتوب عليه الشعار الوطني الإسباني وهو “لا شيء أبعد من ذلك”، ويعود أصل التسمية إلى العهد الروماني، إذ أطلق الاسم على مضيق جبل طارق، وتروي الأسطورة أن البطل هرقل نصب الأعمدة في إحدى رحلاته البطولية.

التاج الإمبراطوري: وهو التاج الأكبر في شعار النبالة الإسباني، ويسمى تاج إسبانيا أو تاج تشارلز الأول، وهو أيضا تاج الملك تشارلز الخامس حاكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

التاج الملكي الإسباني: وهو التاج الأصغر في الشعار، إذ يتربع فوق أعمدة هرقل ويسمى بتاج الشعار ولا وجود له على أرض الواقع، بينما سمي التاج الحقيقي، والذي يستخدم في المراسم الملكية بتاج الهالة.

تحية العلم الإسباني

يتوجب على المكاتب الحكومية رفع العلم على مدار 24 ساعة، كما يرفع العلم في حالات الحداد إلى نصف السارية أو بإضافة شريط أسود إليه، يعد النشيد الوطني الإسباني والذي يسمى أيضا بالنشيد الملكي من القلائل في العالم الذين لا يحتون على كلمات فهو عبارة عن لحن يعزف فقط.

المصدر: مصر اليوم.

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *