شؤون إسبانية

صراع البيت الملكي الإسباني: انتقام الملكة ليتيثيا بعد سنوات من إذلال خوان كارلوس لها

تحت هذا العنوان، نشر موقع “الإسبانيول” تحقيقا يتحدث فيه عن أزمة داخل القصر الملكي الإسباني تتعلق بتصفية حسابات بين الملكة، ليتيثيا، ووالد زوجها، الملك السابق، خوان كارلوس الأول.

وينقل الموقع عن صديقة مقربة من الملكة أنها “جد قلقة ليس بشأن الفخري الذي لا تشعر تجاهه بأدنى عاطفة، وإنما القلق كله بشأن زوجها فيليبي”.

وتقول الصحفية، كريستينا كورو، في تقريرها نقلا عن مصدر مقرب من الأسرة المالكة أنه “عندما وصل خوان كارلوس إلى قصر ثارثويلا، عقب آخر رحلة له أين استضافه صديقه رجل الأعمال، بيبي فانجول، بداية في منزله بجمهورية الدومينيكان، وبعدها بقصره في بالم بيتش بفلوريدا”.

لهذا لو استقر الملك الفخري بجزيرة الكاريبي، فإنه لا أحد داخل القصر كان سيتفاجأ. المشكلة هي أن الصحافة متأكدة من أنه أجبر على المغادرة، لكن في الحقيقة، هو أخذ الأمر على أنه مجرد إجازة، حسب المصدر المقرب من الملكة ليتيثيا.

وكان “الملك الفخري يريد أن يسافر نحو الخارج في شهر أغسطس/ آب، مثل باقي الأعوام، فقط هذه المرة اغتنم الضغط الذي كان يحوم حوله للمغادرة”.

ويضيف مصدر مقرب جدا من الملكة ليتيثيا والذي أفصح عن ذلك لموقع “الاسبانيول”، قائلا: “لأنه إذا ذهب في إجازة قد يقبضون عليه وهو يستمتع بحمامات الشمس في منطقة البحر الكاريبي وفي غمرة هذه الظروف تعتبر فضيحة أخرى تضاف إلى رصيده”.

وهكذا كان عليه الإعلان بأنه سيغادر حتى يستفيد من خروج كان في وقت مضى يعتبر إجازة، كل هذا حتى يقدم نفسه على أنه المضحي لتخفيف الضغط على المؤسسة الملكية، حسبما يذكر المصدر المقرب من الملكة نقلا عنها.

وتضيف الصحيفة “لكن ها هو يقول أنه سيعود شهر سبتمبر/ أيلول. وهذا ما يدفع ليتيثيا إلى الجنون، فالحل الذي اتخذه حسبها غير عادل، يردف قائلا نفس المصدر المقرب من ليتيثيا”.

“هي تقول لا أريد أن أعرف شيئا عن الموضوع لأنها أخبرت زوجها أنه مهما فعلنا سنتأذى كثيرا”.

وعلى الرغم من وجود العديد من الناس ممن قالوا أنه على ليتيثيا أن تفرك يديها، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، إنها جد قلقة ليس من أجل خوان كارلوس لأنها لا تحمل تجاهه أية مودة، وإنما هي قلقة بشأن زوجها فيليبي، الذي يمر بوقت عصيب. هي واعية بأن فيليبي كان يريد توجيه ضربة مع هذا، لكنها تعلم أيضا أن الطلقة يمكن أن تأتي بنتائج عكسية.

وتستطرد الصحيفة أن “القضية هي أن الملوك يشرعون خلال هذا الأسبوع في أخذ أيام للراحة في جزيرة مايوركا، ليصبح هذا الصيف الأكثر غرابة للعائلة الملكية”.

وكان مبرمجا أن تستقر العائلة الملكية بماريفانت مدة 10 أيام، لكن لا يوجد تاريخ محدد في العرف التقليدي للعائلة، وبالطبع بسبب الجائحة لن يكون هناك استقبال للسلطات السياسية والثقافية لجزر البليار”الجميع يعيش على الأعصاب”.

لن يسمحوا لأي شخص بالاقتراب من الملك والملكة، لن يقبل بأن تطرح عليهما الأسئلة حول جديد الملك خوان كارلوس.

هذا ما جرى أيضا طوال الجولات الماضية التي شملت معظم الأقاليم الإسبانية شهر يوليو/ تموز، حتى الصحافة المعتادة لم يسمح لها بالتقرب أكثر من 20 مترا.

كانت هناك خرجات متفرقة لم يتم إعلام أي أحد بشأنها، كما كانت هناك نزهة أو شيئ من هذا القبيل مع الملكة صوفيا هذا كان كل شيء.

وساعد فيروس كورونا ساعد على اجتياز هذه العاصفة، يقول مصدر مقرب من الأسرة المالكة، مضيفا أن الملكة “ليتيثيا لم تكن تستهويها تلك الأيام التي كانت تقضيها في مايوركا، فهي لا تعتبرها أياما للراحة، وإنما هي عبارة عن نقل المكتب للعمل هناك.

لكن مع مرور السنوات، الأمور تغيرت الأمور خاصة لزوجة فيليبي السادس، لأنه في السابق كان عليها أن تقضي الأسبوع في البليار رفقة حماتها الملكة صوفيا، حماها خوان كارلوس، شقيقات زوجها وأولادهم .وأزواجهن، لا سيما زوج الأميرة إيلينا عقب الإفراج المشروط عنه في قضية يعرفها الجميع. لكن صيفا بعد صيف وعقب الأحداث التي ميزت ماريفانت تغيرت المعطيات والمكونات لتبقى بمفردها مع حماتها الملكة صوفيا.

وكانت ليتيثيا لا تلتقي مع صوفيا إلا للضرورة، سواء في العطل أو في مدريد، وهكذا كانت تقضي أياما أحسن في الجزيرة. ومنذ توقف الملك خوان كارلوس عن الذهاب أصبحت تشعر أنها أفضل، يضيف نفس المصدر.

المعركة الشخصية

المعركة الشخصية بين خوان كارلوس وليتيثيا، الصحفية السابقة التي كانت تقدم الأخبار في التلفزيون العمومي، بدأت سنة 2003، فبالنسبة للملك الفخري، خوان كارلوس، المرأة المطلقة ليست “الأفضل” لإبنه وخاصة بالنسبة للتاج الملكي، وهكذا تولدت الأحقاد.

هو صدع لا يمكن التغلب عليه ظهر في اليوم الذي أعلن فيه ابنه عن نيته في الزواج من ليتيثيا أورتيث روكاسولانو.

حينها أبلغ مسؤول البلاد ابنه “ستثقل كاهل المملكة إن تزوجت بها”. القليل من كان يتخيل أنه في ظرف عقدين من الزمن، سيتسبب في تعريض المؤسسات إلى الخطر بصفقاته تلك.

الأشخاص المقربون من القرين (الزوج) يعترفون أن ما لا يغفره لخوان كارلوس هو الضرر الجسيم الذي سببه للمؤسسة التي تعمل من أجلها كل العائلة بما فيها ليتيثيا.

وتعاني الملكة ليتيثيا من فكرة أن الأميرتين ليونور وصوفيا تم استخدامهما بطريقة معينة كآلات لتنظيف وتجميل صورة التاج الملكي في هذه الفترة الصعبة.

والآن وفي وقت بدأت ابنتا الملك تشقان خطواتهما الأولى أمام العامة، تصطدمان بالسخط الذي تتعرض له المؤسسة بسبب مشاكل كان لخوان كارلوس ضلع فيها.

ويضيف الموقع أن هذه القصة تفاصيلها بعيدة، ليتيثيا كانت توصف “على أنها باردة، متغطرسة، ومحتسبة تجاه خوان كارلوس وأخوات زوجها”.

وكانت الصدمة الكبيرة للملكة ليتيثيا عندما انتقلت للعيش في قصر ثارثويلا نوفمبر/ تشرين الثاني 2003 لأسباب أمنية، لكن صادفت حقيقة مفادها أن الإسبان لا يعرفون سوى السطحيات عن العائلة الملكية التي هي في الواقع عائلة غير منظمة.

ويقول المصدر الذي تحدث إلى صحيفة “الإسبانيول”، وهي شخصية أخرى مقربة من الملكة ليتثيا أن “الأمور كانت مكهربة وزادت تعقيدا عقب فضيحة خوان كارلوس في بوتسوانا 2012، والتي أنتجت سلسلة من الأخبار المخزية عن الملك، والتي لا زالت مستمرة في الظهور حتى اللحظة دون التمكن من السيطرة عليها، إلى أن حدث التنازل عن التاج واستبداله في العام 2014”.

وتذكر الصحيفة أن الملكة ليتيثيا عاشت في محنة انعكست سلبا على حياتها الزوجية وكان ذلك واضحا عام 2013.

عليهم أن يُطلقوا

غادرت ليتيثيا جزيرة مايوركا، بطريقة غير منتظرة تاركة زوجها وابنتيها في قصر ماريبان دون أدنى تفسير. حدث هذا عندما طلب وأصر الملك خوان كارلوس على إبنه فيليبي أن يطلق الصحفية السابقة (ليتيثيا) .

وكانت تلك الأسابيع صعبة للغاية لكليهما، خاصة لخوان كارلوس الذي كان يرى أن أحسن حل هو الطلاق، وأنه ما كان يتوجب أن تتزوج بها أصلا.

ويشير المصدر إلى ان الملك خوان كارلوس كان يصرح بذلك أمام الجميع لم يكن يعر اهتماما لا للخدم ولا للأمن أو حتى للضيوف، كان حينها لا زال ملكا، يؤكد نفس المصدر.

وعندما تولى فيليبي السادس العرش، كانت العلاقة جافة وباردة أو منعدمة بين الملكة ووالد زوجها إذ كان من المستحيل إصلاحها.

ولم تخفِ ليتيثيا ذلك لكنها كانت تقوم فقط بما يلزم منها حتى أنها لم تكن تظهر إلا في المناسبات الخاصة جدا.

وكانت ترفض الظهور مع والد زوجها وظهر هذا الموقف سنة 2016؛ عندما احتفل آل بوربون بعيد ميلاد 80 الأميرة بيلار. وكانت الملكة تعلم أن غيابها سيكون ملفتا، لكنها لم تأتِ.

وحتى في عيد ميلاد خوان كارلوس نفسه الـ80، كانت حاضرة في الاحتفال الذي نظم  في قصر ثارثويلا، لكن كان فقط من أجل التقاط الصورة العائلية، أين ظهر خوان كارلوس مشلولا.

وبعد التقاط الصورة العائلية، سرعان ما اختفت ليتيثيا مع ابنتيها في جناح الأمير. ومن الفضائح أيضا تلك الأزمة التي طبعت العلاقة بين ليتيثيا وصوفيا. وكان ذلك في ختام حضور أفراد العائلة لقداس عيد الفصح سنة 2018، حينها قال خوان كارلوس لفيليبي أمام كاميرات التلفزيون “إذا كانت لا تريد أن تأتي فلا تأتي”.

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *