بلدة شبرانة الأندلسية وأسطورة الملكة المسلمة
أخبار إسبانيا بالعربي – تقع بلدة شبرانة بالإسبانية ثيورانا دي برادس (Siurana de Prades) في إقليم كتالونيا في إسبانيا, وتحديدا شمال غرب مدينة تركونة. كانت تُعرف إبان العصر الإسلامي بثغر شبرانة.
تُعدُ بلدة شبرانة من أجمل المناطق القطلونية أروعها, و تقع في موقع استراتيجي منيع للغاية فقد ضربت منذ الأزل أوتادها في أعلى صخرة جبلية عظيمة يحيط بها وادي إستوبينيا و تَحُفُها الأخاديد العميقة من كل جانب.
أبوحيان الأندلسي الغرناطي وكتابه البحر المحيط
تتوفر بلدة شبرانة على العديد من المواقع الطبيعية والتاريخية البديعة التي تستحق الزيارة, أهمها على الإطلاق مَطل “مقفز الملكة المسلمة” Salto de la Reina Mora, وهو موقع طبيعي ساحر مرتبط في الذاكرة الشعبية الإسبانية بنهاية الوجود الإسلامي وسقوطها بيد حاكم برشلونة عام 1154.
تقول الأسطورة أن القوات المسيحية عجزت في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي عن اقتحام حصن شبرانة, الخاضع للمسلمين آنذاك, بسبب مناعته. كانت لوالي شبرانة المسلم ابنة في غاية الجمال. اطمئنان ابنة الوالي إلى مناعة الحصن جعلها تُقيم احتفالا في إحدى غرف القصر حَضَره أعيان البلدة رغم الخطر المحدق بهم خارج الأسوار. لم تكن تعلم أن أحد الحراس الخونة كان قد فتح أبواب الحصن للقوات المُعادية التي اجتاحت البلدة وأتت على الأخضر واليابس.
فتنت بأسقف كنيسة في برشلونة.. ظهور المليحة صاحبة الخمار الأسود في إسبانيا
سهم طائش دخل عبر النافذة إلى غرفة الاحتفال وانغرس في المائدة. حينها علِمَ المُحتفلون بهول ما جرى, ووسط حالة الهلع التي عمت الجميع, أيقنت ابنة الوالي أن حصنها سقط وأن الأَسرَ ينتظرها فخرجت مسرعة وامتطت صهوة جوادها الأبيض واتجهت نحو الجرف الشاهق القريب من هناك. كانت المطاردة خلفها حثيثة فاستفزت حصانها ليسرعَ أكثر, وعندما اقتربت من الجرف خشيت أن يشعر جوادها غريزيا بالخوف مما هو آت, فأغمضت عينيه بيديها وزادت من سرعته, لكن الجواد استشعر الخطر أمامه فحاول التوقف مفرملا حوافره بقوة في الأرض, إلى درجة أن آثار حوافره لازالت بادية إلى اليوم في ذلك الموقع. لكن الأوان كان قد فات, فهوت ابنة الوالي وجوادها من أعلى الجرف ولقيا حتفهما. فسُميَ ذلك الموقع بمقفز الملكة المسلمة.
المصدر: إسبانيا بالعربي / موسوعة الأندلس.