“صخرة بلاي” من بين الأسباب في سقوط الأندلس..
أخبار إسبانيا بالعربي – حين بدأ فتح الأندلس في عام 92 هـ لم يمضِ سوى ثلاث سنوات وبضعة أشهر فقط، حتى فتح المسلمون كل منطقة شبه الجزيرة الإيْبِيرِية “إسبانيا والبرتغال حاليًا” ومعها جنوب فرنسا كذلك. ففي أواخر عام 95هـ تم توحيد الأندلس بالكامل على يد القائدين موسى بن نصير وطارق بن زياد، باستثناء بقعة صغيرة تستطيع أن تتأملها في الخريطة تُسمى “صخرة بلاي” أو “مغارة كوفادونجا”.
وهذه البقعة الصغيرة لها تأثير قوي جدًا على تاريخ الأندلس.
بعد انتهاء الفتح الإسلامي للأندلس كان من المفترض أن تقضي الخطة بالقضاء على فرقة عسكرية صغيرة هربت من المعارك التي كانت ضد المسلمين، وهذه الفرقة بقيت من فلول القوط الغربيين، وكان يرأس هذه الفرقة العسكرية القائد “بلاي پلاجيوس“ والذي تسمت هذه المنطقة بـ اسمه، ولم تستطع الجيوش الإسلامية الوصول لها لوعورة تلك المنطقة.
ذكرت بعض المصادر الإسلامية أن من كان برفقة القائد القوطي “بُلاي پلاجيوس“ لا يتجاوز عددهم ثلاثين شخصًا، منهم عشرة فرسان والباقي نساء وأطفال.
أرسل طارق بن زياد سريةً لتتبع هذه الفرقة فهرب “بلاي” ومن معه وتسلقوا جبلًا وعرًا، واختبؤوا داخل مغارة تسمى “كافادونجا“، فحاصرهم المسلمون بضعة أشهر حتى دخل فصل الشتاء ببرودته القاسية فقال قائد السرية مقولته الشهيرة:
( ثلاثون عِلْجًا ما عسى أن يجيء منهم )
غادر وتركهم وشأنهم، إنه وبلا شك أكبر خطأ عسكري بتاريخ الأندلس وربما بالتاريخ الإسلامي كافة، فهذه البقعة الصغيرة التي لا تخضع لحكم المسلمين.
كانت الثغرة التي أصيب المسلمون من خلالها، فقد كانت كالفايروس بالجسد سرعان ما توسعت شيئًا فشيئًا حتى استحلت بلاد الأندلس بالكامل، فمنها بدأت قصة النهاية، والتي سطرت فصولها على مدى ثمان قرون، وختمت آخر ملاحمها بسقوط غرناطة
واليوم يعتبر “بلاي” أحد أشهر رموز إسبانيا فتجد تماثيله وصوره في كل مكان في إسبانيا والبرتغال.
كما تعد “مغارة كوفادونجا” أو “صخرة بلاي“ مزارًا مقدسًا عند الأسبان والبرتغاليين فيزورها سنويًا الآلآف من السياح، وقد بنيت بجانب الصخرة كنيسة ضخمة تخليدًا لذكرى “بلاي پلاجيوس”.
المصدر: المسلمون في الأندلس/ إسبانيا بالعربي.