مهندس مساجد الأندلس.. القائد حنش بن عبد الله الصنعاني
أخبار إسبانيا بالعربي – هو من صنعاء اليمن، كان من خيرة التابعين، وكان شجاعا” جريئا”، انحاز إلى الإمام علي بن أبي طالب أثناء الفتنة الكبرى ، ونزل الكوفة وشارك في قتال الخوارج.
وبعد استشهاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه علي سنة 40هـ جاء إلى مصر، وشارك في فتح شمال أفريقيا مع رويفع بن ثابت سنة 47هـ، وشارك في فتح جزيرة جربة في تونس، ثم كان مع معاوية بن حديج سنة 50هـ
“فتح الأندلس” مسلسل تاريخي يعرض في رمضان 2022
ثم كان مع عقبة بن نافع، وبعد تغلب كسيلة على أفريقية، كان حنش الصنعاني، هو الذي قاد قوات المسلمين للعودة سالمين إلى المشرق سنة 64 هجرية.
ثم دخل الصنعاني أفريقية للمرة الثانية، فسكن القيروان، وعمل داعية إلى الله ومعلما” ومربيا”، واختط بها دارا” ومسجدا” وهو أول من ولي عشور أفريقية، ثم شارك في فتح الأندلس، مع موسى بن نصير سنة 93 هجرية.
وقد اشتهر حنش الصنعاني بتخطيط المساجد وتحديد قبلتها ووضع محاريبها، في حواضر شمال أفريقيا والمغرب والأندلس
ومن أهم تلك المساجد، مسجد قرطبة الجامع ، حيث شاطر الفاتحون المسلمون النصارى كنيستهم ، فبنوا في جانب منها مسجد ، وبقي الشطر الآخر للنصارى ، وقد تولى حنش الصنعاني وأبو عبد الرحمن الحُبلي تأسيس مسجد قرطبة بالبناء وضبط محرابه بأيديهما .
وهذا المسجد هو الذي بني عبد الرحمن الداخل عليه مسجد قرطبة الجامع ، بعد أن اشترى بقية الكنيسة من النصارى بمبلغ ضخم دفعه لهم ، وقد وسع المسجد الأمراء والخلفاء ، حتى صار من أعظم المنشـآت الإسلامية الأندلسية.
وبداخل هذا المسجد أسست مدرسة قرطبة وهي نواة جامعة قرطبة ، التي تعد واحدة من أوائل الجامعات في أوروبا ، والتي أنجبت المئات من العلماء المسلمين في الأندلس، وكانت مقصدا لطلاب العلم من كل أوروبا.
وتوفي حنش بن عبد الله الصنعاني في مدينة سرقسطة في أقصى شمال شرق الأندلس سنة 100 هجرية ، ومثواه مازال معروفا” في مدافن باب القبلة هناك، رحمه الله وغفر له وتقبل منه جهاده وعمله الصالح.
المصدر: ديوان الأندلس/ موقع إسبانيا بالعربي