ألقاب الجزائريين الأندلسيين في كتاب د. علي المنتصر الكتاني
أخبار إسبانيا بالعربي – وصلت إلى الجزائر أعداد كبيرة من الأندلسيين عبر العصور, لا تقل عن الأعداد التي نزحت إلى المغرب و تونس.
انتقل منهم أيام صولة الإسلام بالأندلس, قبل سقوط غرناطة, عدد كبير من العلماء, منهم
أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن عبي النجيبي, من أهل إشبيلية, تجول بلاد الأندلس ثم حج ثم استقر بتلمسان حيث توفي بها في جمادى الأولى سنة 611 هـ, و له تأليف كثيرة.
و منهم أبو بكر محمد الزهري, المعروف بـابن محرز, ولد ببلنسية سنة 539ه, ثم هاجر إلى مصر, وبرع في الفقه و الأدب و الشعر ثم قدم بجاية حيث استقر بها, و غيرهما كثير,
ووصلت إلى الجزائر أعداد كبيرة من الأندلسيين بعد سقوط غرناطة, و بعد طرد سنة 1609م, منهم
غارسيا دياس (من طليطلة)
و ربدان رودريكز (كان راهبا بأركش بإسبانيا و تابعته محاكم التفتيش)
و لويس الأستجي (من أستجة), و غيرهم كثير.
و يمكن تقدير عدد الجزائريين من أصل أندلسي بعشر السكان على الأقل, او مليونان و نصف جزائري, لازال الكثير منهم يتذكر أصوله الأندلسية, خاصة في
العاصمة
و تلمسان
ووهران
و بجاية
و بليدة
و عنابة و غيرها من المدن.
و كان للحقبة الإستعمارية الفرنسية التي عملت على القضاء التراث الجزائري, أثر سيئ على التراث الأندلسي الجزائري. و تنتمي اليوم شخصيات جزائرية مؤثرة إلى أصول أندلسية, منها
الشيخ أحمد المدني مثلا الذي أجاب الأمير شكيب أرسلان سنة 1930 م عن سؤال مماثل لهذا بقوله إن بعض العائلات الجزائرية لازالت تحافظ على أصولها الأندلسية, ذكر من بينها
عائلة الشيخ أحمد بن أبي الركايب المنبثقة عن عائلة
ابن عمر التي هي في الحقيقة عائلة المدني نفسة باسمها القديم. ومن بين هذه العائلات كذلك
ابن سوسان و
المسرار و
السيستي و غيرها.
و يحتاج الوجود الأندلسي المعاصر في الجزائر إلى دراسة معمقة.
فهناك كثير من العائلات التي تنتمي إلى عائلات أندلسية شهيرة, بما فيها
بنو الأحمر, ملوك غرناطة. كما أن الهجرة الأندلسية إلى الجزائر تركت أثارا واضحة في اللباس و الطبخ و اللهجة, خاصة في تلمسان و المدن المجاورة لها.”
المصدر: كتاب “انبعاث الإسلام بالأندلس” للأستاذ علي المنتصر الكتاني رحمه الله. الصفحة 400-401.
موقع إسبانيا بالعربي