هل تعرّض فعلا رئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة دفاعه للتجسس ببرنامج بيغاسوس الإسرائيلي؟
اخبار اسبانيا بالعربي/ بشكل مفاجئ، أعلنت الحكومة الإسبانية تعرض هواتف رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، ووزيرة الدفاع، مارغاريتا روبليس، لعمليات تنصت “خارجية” و”مخالفة للقانون بواسطة برمجية بيغاسوس الإسرائيلية، وفقا ما أعلنت الحكومة صباح الاثنين.
وقال وزير الشؤون الرئاسية، فيليكس بولانيوس، خلال مؤتمر صحافي عقد على عجلة “هذه ليست افتراضات” متحدثا عن وقائع “خطرة للغاية” سجلت في العام 2021.
ويأتي الإعلان قبل أيام قلائل من مثول وزيرة الدفاع أمام البرلمان لاستجوابها على خلفية فضيحة “كتلان غيت”، التي تتهم فيها حكومة سانتشيث بالتجسس على أكثر من 60 ناشطا حقوقيا وسياسيا ومحاميا من مؤيدي استقلال كتالونيا.
وفي أول ردود الفعل، قال زعيم المعارضة، آلبيرتو نونييث فييخو، أن هذا الإعلان هو “مصادفة غريبة”، تتزامن مع الشكوك حول تورط الحكومة في التجسس على قادة كتالونيا. وشككت باقي الأحزاب في مصداقية مزاعم الحكومة بتعرضها للتجسس، مؤكدين أن الأمر في أحسن الأحوال يتعلق بفجوة خطيرة في أمن الدولة.
تشكيك الأحزاب الاستقلالية
من جانبها، شككت الأحزاب الاستقلالية، وهي حليف للحكومة ضمن معسكر الموالاة، في صحة ادعاءات الحكومة بتعرض الوزراء للتجسس، وشككت جميع الأحزاب والكيانات الاستقلالية الرئيسية، من أحزاب Esquerra وJunts وCUP إلى ـومنيون وANC، دون استثناء.
وقالت الأحزاب الكتلانية أن إعلان الحكومة يرجع إلى محاولة السلطة التنفيذية للتخلص من اتهامات التجسس على المواطنين وتهربها من تحمل المسؤوليات. وتساءل، أوريول جونكويراس، رئيس حزب اليسار الجمهوري، “ما هي المصداقية التي يمكن أن تتمتع بها الحكومة” مع “ضعف وعدم تناسق في الرواية، والتي تبنيها باستمرار لتجنب تحمل المسؤولية”. لهذا السبب، وصف زعيم الجمهوريين التجسس على رئيس الوزراء والوزير بـ “ذر الرماد في الأعين”. وشدد على أن “مصداقيته ضئيلة”.
تساؤلات عالقة
وحتى وإن صحت هذه المزاعم، فإن ذلك يكشف عن الفجوة الخطيرة في أمن الدولة. ولم تجب الحكومة على أبزر الأسئلة: من يريد التجسس على اسبانيا ولماذا؟ ما هي المعلومات التي حصل عليها؟ لماذا استغرق الأمر وقتا طويلا للكشف عن قضية التجسس هذه؟ كيف يتم حماية الهواتف المحمولة لأعضاء الحكومة؟ وسؤال آخر، هل هو عرضي أم لا، أن تقدم الحكومة نفسها الآن كضحية للتجسس ببرنامج بيغاسوس الإسرائيلي بعد اتهامها بالتجسس باستعمال نفس البرنامج؟ ولماذا اختارت الحكومة اسم وزيرة الدفاع من كل بين جميع الوزراء لإظهارها كضحية لعملية التجسس؟
كل هذه الأسئلة في انتظار أجوبة، وستكشف الأيام المقبلة مدى نجاح إستراتيجية حكومة سانتشيث في إظهار نفسها إلى كضحية.
المصدر: الصحافة الإسبانية/ موقع إسبانيا بالعربي.