حقائق مخفية من التاريخ الأندلسي: الثورة التي فضحت مزاعم الطرد الكامل للأندلسيين
أخبار إسبانيا بالعربي – أراد الاسبان الترويج لمقولتهم الرسمية بالطرد الكامل للمسلمين من الأندلس عام 1609-1614، لكنهم بين الفينة و الأخرى يكذبون ذاتهم، حين تتحدث وثائقهم عن التاريخ الآخر، ذلك التاريخ الواقع الذي اخفي قرونا.
مرسوم الحمراء.. 530 عامًا على قرار ملك إسبانيا بطرد مسلمى ويهود الأندلس
أحد هذه الوثائق ما ذكره المؤرخان أنطونيو دومينيكيز هورتز و برنارد بنثنت في كتابهم تاريخ مسلمي الأندلس المورسكيون و ترجمها عبد العال صالح طه عام 1988 م، حول ثورة الموريسكيين في غرناطة عام 1650 م، أي بعد حوالي أربعين سنة من الطرد الكامل المزعوم.
كان تمرد شعبي و اتهم فيه من جهات عدة المورسكيون كمحرضين و مدبرين له، و يقال أنه كان لديهم ثمانية آلاف من الرجال مجهزين من داخل و خارج المدينة من أجل نهب منازل الأغنياء في المدينة، و طبعا هذا الهدف كان الإدعاء الرسمي في الوثائق، و عندما تم إكتشاف المؤامرة، صدرت أحكام ضد أربعة أشخاص بالشنق، و حكم آخر بضرب العنق ضد شخص خامس ( لا شك أنه كان أحد النبلاء)، إلى جانب الكثيرين من المدانين بعقوبات مختلفه.
قصة العبارة الجميلة التي ملأت جدران وأسقف دور الأندلس بمختلف المدن “لا غالب إلا الله”
و هناك رواية أخرى معاصرة للأحداث تقول: ( أن المثيرين المحرضين كانوا موريسكيون، و أغلبهم من سكان حي البيازين، و هو اليوم خال من سكانه بسبب سجنهم أو هروبهم هم و غيرهم من الدخلاء و الأجانب )، و أن من بين هؤلاء المحرضين كان الونسو فردينانديث دي ماهاندون و هو رجل غني موريسكي كان يعمل في مجال الصباغة.
و الحقيقة أن هذه الوثيقة المهمه التي تدل على الأسلوب الدعائي الإسباني حينها، تزعم أن هدف الثائرين نهب الأغنياء في حين أن قادتها كانوا من نبلاء و أغنياء المدينة.
كما لا يجب أن تمر دون ملاحظة معلومة أن بين الثوار من أهل حي البيازين الأندلسي المورسكي كان هناك دخلاء و أجانب، فإن كان هذا الإدعاء صحيحا فهو إشارة على استمرار تواصل الأندلسيين الباقين مع مناطق أخرى إسلامية خارج الأندلس، و إن لم يكن صحيحا فأنه سيكون استمرارا للدعاية الإسبانية الرسمية في أن الوجود الأندلسي الإسلامي و لو بعد التنصير هو خطر و طابور معادي داخل إسبانيا يعمل لصالح أعدائها و بالتنسيق معهم.
المصدر: خزانة الأندلس/ موقع إسبانيا بالعربي