اليورو يتراجع لأدنى مستوى له أمام الدولار والشركات الإسبانية تسجل خسائر بالميارات
اخبار اسبانيا بالعربي – لأول مرة منذ 20 عاما، هبط سعر اليورو إلى ما دون دولار واحد، الثلاثاء، وسط أزمات الطاقة التي تدفع أوروبا إلى الركود، وزيادة الطلب على العملة الخضراء كملاذ آمن.
في المقابل تلقى الدولار دعما من توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع وأقوى من أقرانه.
وأوروبا هي الأكثر معاناة من الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أشعلت فتيل أزمة طاقة تكوي دول القارة، ويمكن أن تؤدي إلى ركود طويل وعميق.
وعلى مدار سنوات مضت، كان صانعو السياسة الأوروبية يرحبون بضعف العملة كوسيلة لتحفيز النمو الاقتصادي، لأنه يجعل صادرات الكتلة أكثر قدرة على المنافسة. لكن الآن، مع ارتفاع التضخم في منطقة اليورو إلى أعلى مستوياته منذ بدء مثل هذه الأرقام القياسية، فإن ضعف العملة لم يعد مرغوبا فيه لأنه يعزز ارتفاعات الأسعار بجعل الواردات أكثر تكلفة.
وفي يونيو الماضي، قفزت أسعار المستهلكين في منطقة اليورو 8.6 بالمئة عن العام السابق. وسلط بعض صانعي السياسة النقدية الضوء على ضعف اليورو باعتباره خطرا على هدف البنك المركزي لإعادة التضخم إلى 2 بالمئة على المدى المتوسط.
وسجل اليورو 0.999 مقابل الدولار عند الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش في تعاملات اليوم، وهو أقل مستوى منذ عام 2002.
ويعاني اليورو من عدة أزمات في مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية التي ساهمت في ارتفاع أسعار النفط والغاز والأغذية، بالإضافة إلى تأخر البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة رغم معدلات التضخم الأعلى منذ نحو 40 عاما.
خسائر بالمليارات في إسبانيا
وأدى الإعلان عن قيام الحكومة بفرض ضريبة خاصة على الأرباح غير العادية التي حصلت عليها البنوك الإسبانية الكبيرة خلال أزمة التضخم إلى انخفاض حاد في سوق الأوراق المالية لكيانات الائتمان الرئيسية. انخفاض أدى إلى سحب الانتقائية الإسبانية إلى أقل من 8000 نقطة بعد خسارة 2.1٪ من قيمتها.
وبعد الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، بعد نصف ساعة من إعلان رئيس الحكومة خلال المناقشة حول حالة الأمة، سجلت البنوك الإسبانية المدرجة في البورصة IBEX 35 انخفاضا حادا يتراوح بين 6 و12٪ مقارنة بالإغلاق السابق.
وكان بنك ساباديل قدر تراجع نسبته 12.7٪، وهو الكيان الذي تلقى الضربة الأكبر، يليه بانكينتر الذي خسر 10.6٪ مقارنة ببيانات الإغلاق يوم الثلاثاء. بالإضافة إلى ذلك، خسر بنك كايشا بنك 10.4٪؛ وبنك بي بي أوبي 6.5٪ وسانتاندير 6٪.
ومع ذلك، فإن الإعلان عن ضريبة خاصة على الأرباح التي جنتها شركات الطاقة (ضريبة أعلنت السلطة التنفيذية في السابق عن نيتها في تطبيقها) كان أقل وضوحا بين هذه الشركات. كانت شركة ريبسول، قدر تراجعت بنسبة 4.5٪، هي شركة الطاقة الأكثر خسارة. وبالكاد انخفض سهم إنديسا 1٪ وخسرت إيبردرولا 0.4٪. على العكس من ذلك، انخفض سهم ناتورجي بنسبة 0.85٪ وإيناغاز بنسبة 0.1٪.
الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة اليوم لم يسر المستثمرين الذين أطلقوا بيع أسهمهم في البنوك. قال الرئيس إن الحكومة “لن تتسامح مع وجود شركات أو أفراد يستغلون الأزمة لتكديس ثروة أكبر على حساب الأغلبية” وأصر على أن “صعوبات الأغلبية لا يمكن أن تكون أفراح الأقلية”.
بالإضافة إلى ذلك، طلب سانشيز من الشركات الكبيرة إعادة “أي منفعة تكميلية” للعمال والمستهلكين وأن هذا الربح الإضافي “لا يثقل حسابات الأرباح أو رواتب كبار مديريها”.
أدى الانخفاض في أسواق الأسهم إلى سحب مؤشر IBEX 35 إلى أقل من 8000 نقطة، وهو حاجز كان قد تجاوزه آخر مرة يوم الأربعاء الماضي. على الرغم من أنه بعد الثانية والنصف بعد الظهر، كانت معظم أسواق الأسهم الأوروبية تتحرك في المنطقة الحمراء بالخسائر، إلا أن سقوط IBEX كان الأكبر في القارة العجوز بأكملها. وهبط مؤشر داكس الألماني 0.9 بالمئة، وخسر مؤشر فوتسي 100 البريطاني 0.25 بالمئة، وهبط مؤشر كاك الفرنسي 0.4 بالمئة.
ضريبتان خاصتان لجني 7.5 مليار يورو
جاء رد فعل الأسواق بعد أن أعلن سانشيز عن نيته إدخال ضريبتين جديدتين خاصتين ومؤقتتين من شأنها فرض ضريبة على “الأرباح غير العادية” لبعض شركات بورصة إيبكس.
الأولى، الذي كانت الحكومة تدرسها منذ أسابيع، هو ضريبة لشركات الطاقة الكبيرة (الكهرباء والغاز والنفط). ستكون هذه الضريبة سارية المفعول بين عامي 2023 و2024 وستفرض ضريبة على الأرباح التي حصلت عليها هذه الشركات بين عامي 2022 و2023. وبهذا الرقم، تتوقع السلطة التنفيذية الحصول على 4 مليار يورو في غضون عامين.
والثانية، فرض ضريبة على أرباح المؤسسات الائتمانية الكبيرة لمنعها من الاستفادة من الزيادات في أسعار الفائدة الرسمية التي تنفذها البنوك المركزية حول العالم. إنشاء هذه الضريبة، التي كشفت عنها الحكومة يوم الثلاثاء، هو ما فاجأ المستثمرين، الذين أطلقوا بيع حصصهم في الكيانات المصرفية. تتوقع السلطة التنفيذية جمع 3 مليار يورو يورو في العامين المقبلين لهذا التكريم.
المصدر: موقع إسبانيا بالعربي.