أزمة الحزب الاشتراكي الإسباني الصامتة تُجبر الأمينة العامة للحزب على الاستقالة
اخبار اسبانيا بالعربي/ أعلنت نائبة الأمين العام للحزب الاشتراكي، أدريانا لاسترا، أنها ستترك منصبها في الحزب وتستقيل من جميع المهام. تم الإعلان عن ذلك من قبل المسؤولة الاشتراكية نفسها من خلال بيان.
وفي البيان تبدأ أدريانا لاسترا بالقول: “بالنسبة لمناضل اشتراكي، كونه نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي من أجمل المسؤوليات الموجودة، كما أنها مهمة شاقة للغاية من حيث الوقت والجهد والرعاية. كانت هناك تغييرات مهمة في حياتي الشخصية تتطلب الهدوء والراحة”.
بالإضافة إلى ذلك، تتابع موضحة أنه “في الأشهر الأخيرة، حدثت تغييرات كبيرة في حياتي الشخصية تتطلب الهدوء والراحة، وقد أجبرني ذلك، في الأسبوعين الماضيين، على أخذ إجازة ستستمر لبعض الوقت”.
لهذا السبب، فإن الشخص الذي كان حتى الآن نائبا للأمين العام لحزب العمال الاشتراكي يؤكد أنه “نظرا لصعوبة التوفيق بين مطالب الراحة والرعاية، وهو أمر ضروري في الوضع الحالي، وبالشدة التي تتطلبها قيادة الحزب، لقد قدمت استقالتي من منصب نائب الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي الإسباني”.
السنوات التي قضتها في الحزب
وعلقت لاسترا بأنها قد أعلن ذلك بالفعل لبيدرو سانشيز قبل أيام، وتستغل الإعلان عن خبر الاستقالة اليوم لشكر “ثقته طوال هذه السنوات سارت في طريق يعتقد الكثيرون أنه مستحيل وأننا حققنا الواقع خطوة بخطوة”.
وبحسب أدريانا لاسترا، “من الصعب العثور على أشخاص يتمتعون بمثل هذا التفاني والكفاءة. فهم مصدر فخر لهذا الحزب، الذي سيكون معهم دائما في أيد أمينة”.
وحتى وإن كانت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي قد عزت استقالتها لأسباب شخصية، إلا أن الوقائع تؤكد وجود أزمة داخل الحزب، إذ تشير الصحافة إلى رغبة سانتشيث في إجراء تغيير حكومي وشيك قد يشمل خصوم سابقين لرئيس الحكومة من بينهم أنطونيو هيرنانديث، البرلماني الذي انقلب على سانتشيث خلال أزمة الحزب سنة 2016. وتم ترجيح اسم أدرسانا لاسترا، الأمينة العامة للحزب المستقيلة أكثر من مرة لتولي حقيبة وزارية، لكن في كل تعديل حكومي يسقط اسمها، وهو ما يكون قد شكل خيبة بالنسبة لها، لا سيما بعد تعيين سانتشيث لأشخاص من خارج الحزب لتولي حقائب مثل الداخلية والخارجية والدفاع وغيرها.
وتعيش الحكومة الإسبانية أزمات مستمرة بين شريكي السلطة، الحزب الاشتراكي وحزب بوديموس اليساري، حيث كانت آخرها الإنفاق العسكري الذي تعهد الاشتراكيون برفعه إلى 2 بالمئة من الناتج المحلي، كما تطالب الولايات المتحدة، بينما يرى حزب بوديموس أن التعليم والصحة والبنى التحتية أولى بتلك الأموال.
وترجعت شعبية رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، لأدنى مستوياتها، كما فاز حزب اليمين المحافظ بجميع الانتخابات الإقليمية في السنتين الأخيرتين، بعضها بأغلبية مطلقة كمدريد والأندلس.
ولتدارك تراجع شعبية الحكومة حوالي سنة من الانتخابات التشريعية المقبلة، أعلن سانتشيث عن حزمة مساعدات اجتماعية وإجراءات شملت دعم أسعار الوقود وثمن تذاكر النقل العام وغيرها.
المصدر: إسبانيا بالعربي.