تحليل: الجزائر والرحلات الجوية السرية للحكومة الإسبانية
اخبار اسبانيا بالعربي/ في الأشهر الأخيرة، تكثفت الزيارات السرية للحكومة الإسبانية إلى الجزائر، خاصة بعد توقيع اتفاقيات بين الجزائر وإيطاليا، ورفض السلطات الإيطالية إرسال الغاز الجزائري سواء عبر السفن ناقلات الميثان أو إنشاء خط أنابيب غاز مع فرنسا وإسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط.
وكانت الزيارة الأخيرة هي الأكثر رواجا عبر الإعلام، بعد التقاط طائرة “فالكون” تابعة لسلاح الجو الإسباني كانت متجة إلى الجزائر العاصمة.
ولفهم السبب وراء هذه الرحلة، التي أرادت الحكومة إظهارها علانية، بدلا من الحفاظ على نفس خط الرحلات الجوية عبر شركات الطيران التجارية كما تم القيام به حتى الآن، لا بد من الإشارة إلى أن السر يكمن في خط الغاز “ميدكات” MIDCAT والرسوم التي طالبت بها السلطات الفرنسية. وجب التذكير هنا أن فرنسا عارضت دائما بناء أنبوب الغاز ميدكات، وفي الفترة 2018-2019 اقترحت أن تكون إسبانيا هي الدولة التي يتعين عليها تغطية تكاليف التشييد وأن مفتاح الصنبور يجب أن يكون للدى الفرنسيين من خلال الحق في إغلاق الضخ في الأنبوب المذكور، وهو أمر رفضته إسبانيا.
وتطفو على السطح الآن محاولات إحياء بناء المشروع المذكور، وتراهن ألمانيا بقوة أكبر عليه على أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن، وهنا تبرز المشكلة التي تفسر الرحلات الجوية المتوالية للحكومة الإسبانية إلى الجزائر ومحاولة التوقيع على اتفاق قبل زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر في 25 أغسطس الجاري.
تريد فرنسا التفاوض مع الجزائر على حصة غاز بسعر ثابت للسنوات الأربع القادمة، لأنها تفضل الغاز الجزائري المعاد تحويله إلى غاز بالفعل على الغاز الذي يأتي من الولايات المتحدة والذي يحتاج إلى إعادة تحويل الغاز إلى غاز بعيدا، هذا فضلا عن زيادة أسعار النقل وجميع الجوانب اللوجستية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تريذ فرنسا الاستفادة من مبيعات القمح واستعادة حصتها في السوق الجزائرية.
قد لا تؤثر حصة الغاز التي اتفقت عليها السلطات الجزائرية مع الفرنسيين على قدرة الحكومة الإسبانية الحالية على المناورة فحسب، بل تؤثر أيضا على سوق الطاقة الإسبانية نفسه، ومن هنا جاءت الزيارات رفيعة المستوى التي قامت بها سلطات مونكلوا إلى الجزائر العاصمة منذ أبريل الماضي.
الدكتور بابا أحمد مولاي
أستاذ الجغرافيا السياسية والموارد المائية في جامعة الأدميرال خوان دي بوربون – مدريد.