خيبة أمل إسبانية: فرنسا تعارض إقامة خط الأنابيب “ميدكات” الذي تعول عليه إسبانيا لنقل الغاز الإفريقي لأوروبا
اخبار اسبانيا بالعربي/ لم ترحب فرنسا بحماس بتطلعات إسبانيا لبناء خط أنابيب غاز عبر جبال البرانس لربط إسبانيا بأوروبا ورأت أن المشروع، المعروف باسم MidCat، “سيستغرق وقتا طويلا حتى يصبح جاهزًا للعمل” و”لذلك، لا تستجيب للأزمة الحالية”، بحسب وزارة انتقال الطاقة الفرنسية.
معارضة السكان
وأكدت فرنسا أن مثل هذا المشروع سيستغرق “سنوات عديدة حتى يتم تشغيله” بين وقت إجراء الدراسات وأعمال التهيئة، ناهيك عن الطعون المحتملة التي قد يقدمها السكان المحليون ضد قرارات اقتطاع الأراضي التي سيمر عبرها الأنبوب.
الجدوائية الاقتصادية
وفي هذا الصدد، ذكّرت فرنسا أنه عندما تقرر التخلي عن فكرة أنبوب الغاز MidCat في عام 2019 تم ذلك لأن ربحيته الاقتصادية بالنسبة للشركاء الفرنسيين والإسبان لم تكن كافية، فقد كانت موضوع “معارضة محلية قوية” في وادي الرون ومن قبل الجمعيات البيئية.
ارتفاع التكاليف
وبعبارة أخرى، على الرغم من أن الوزيرة الإسبانية للتحول البيئي، تيريزا ريبيرا، قالت إنه يمكن تشغيله على الجانب الإسباني في “ثمانية أو تسعة أشهر”، إلا أن الأمور ستكون مختلفة تماما على الجانب الفرنسي. وتعترض باريس أيضا على التكلفة “الكبيرة جدا” التي قد يصل إليها المشروع “ثلاثة ملايير يورو على الأقل”.
إعادة تحويل الغاز
لهذا السبب، تعتبر باريس أن بناء وحدات إعادة تحويل الغاز إلى غاز في شمال وشرق أوروبا (خاصة في ألمانيا) لاستقبال سفن الغاز من الدول المنتجة التي تحل محل الواردات الروسية “يمثل استثمارات أصغر وأسرع”، خاصة إذا تم استخدام محطات عائمة مؤقتة كحل أرخص، مثل المحطة التي ستنشئها فرنسا في ميناء لوهافر، والتي من المتوقع أن تكتمل بحلول سبتمبر 2023.
الوقود الأحفوري
وتتساءل فرنسا، من ناحية أخرى، عن ملاءمة الشروع في البنية التحتية التي يجب أن تكون في الخدمة لتكون مربحة لعدة عقود مخصصة للغاز، أي للوقود الأحفوري الذي يولد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عندما يكون التحدي المناخي هو تقليل إلى صفر من هذه الانبعاثات بحلول عام 2050.
التزامات فرنسية
وتضيف باريس أنه يجب أن نضع في اعتبارنا أن الحكومة الفرنسية قد قطعت التزاما قويا للغاية بالاعتماد على الطاقة النووية، والتي تمثل حاليا حوالي 70٪ من توليد الكهرباء، مع برنامج لتجديد المفاعلات الذرية التي تعمل حاليا اعتبارا من عام 2035، مما يعني تخصيص عشرات المليارات من اليورو لهذه العمليات.
الهيدروجين
بالإضافة إلى ذلك، لدى فرنسا شكوكا في إمكانية تحويل خط أنابيب الغاز في المستقبل لنقل الهيدروجين الأخضر، المنتج بواسطة الطاقات المتجددة، لأسباب فنية (بعض المعدات، مثل الضواغط عالية السعة، لم يتم تطويرها بعد) ولكن أيضا بسبب عدم اليقين الاقتصادي بشأن مستقبل تلك الطاقة.
“كل هذه العناصر يجب أن تكون موضوع حوار بين الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) المعنية لمراعاة كل من تحديات التضامن الأوروبي الضرورية، وكذلك أهدافنا المناخية”، تؤكد وزارة التحول البيئي التي يرأسها الوزير الجديد، أجين بانيير روناشير.
الخطوط الموجودة حاليا
يوجد حاليا خطان لأنابيب الغاز بين إسبانيا وفرنسا في الطرف الغربي من جبال البرانس، أحدهما في بيرياتو والآخر في لاراو، اللذان يعملان بكامل طاقتهما منذ بداية الحرب في أوكرانيا لمحاولة تعويض قطع في العرض بسبب من طرف روسيا.
لكن خطي أنابيب الغاز هذين لهما قدرة محدودة للغاية (225 جيجاوات ساعة في اليوم) وهما بعيدان عن أن يكونا كافيين لتغذية بلدان وسط وشرق أوروبا بالغاز الذي يمكن معالجته في محطات إعادة تحويل الغاز إلى غاز في شبه الجزيرة الأيبيرية.
خيبة الأمل الإسبانية
جاء رد فعل فرنسا المخيب لآمال الحكومة الإسبانية، التي ستكون مسؤولة عن نقل هذا الغاز إلى وسط القارة، بعد أن أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن بلاده كانت تطالب منذ “وقت طويل” بإعادة تنشيط مشروع الأنابيب الذي كان يفترض أن ينقل الغاز الجزائري عبر إسبانيا إلى باقي أوروبا، لكن حتى الجزائري لإسبانيا لم يعد مضمونا، حيث استغلت إيطاليا الأزمة بين مدريد والجزائر واستحوذت على كل الحصص والزيادات التي كانت مقررة لإسبانيا، وهو ما جعل موقف حكومة سانشيز ضعيفا أمام شركائه الأوروبيين ودفع باريس إلى رفض فكرة هذا المشروع.
المصدر: لاراثون/ إسبانيا بالعربي.