قصة 27 عائلة «أندلسية» هاجرت من غرناطة إلى مصر
أخبار إسبانيا بالعربي – على مدار القرنين الـ16 والـ18 كانت مصر دائمًا أرض الملاذ وأرض الفرص والأحلام، تستقبل التونسيين الباحثين عن فرص أفضل للتجارة والاستثمار، وتحتضن الجزائريين الفارين من الهجمات الإسبانية والهادفين للانخراط في الأعمال الحربية ولا مانع من بعض التجارة والاستثمار أيضًا، لكن المحروسة لم تغلق أبوابها على هؤلاء بل كانت أيضًا موطنًا بديلًا لعائلات حضرت إليها من بلاد الإسبان التي عرفت حينها بالأندلس، بداية من سقوط غرناطة في القرن الـ15 ومع طرد المورسكيين في القرن الـ17.
3 عوامل عقدت التعرف على ذوي الأصول الأندلسية في مصر
ورغم أن العائلات التي هاجرت إلى مصر كانت كثيرة إلا أن التعرف عليها كان صعبًا جدًا، كما يروي كتاب «العائلة والثروة» للدكتور حسام محمد عبدالعاطي والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2008، نظرًا لعدة عوامل، أولها أن معظم العائلات التي حضرت إلى مصر بعد سقوط غرناطة فقدت مع الوقت لقبها المغاربي أو الأندلسي، وانخرطت في المجتمع المصري، كعائلة «الرويعي».
العامل الثاني كانت هجرة الأندلسيين بشكل فردي، فكثير منهم لم يصطحبوا معهم عائلاتهم إلى مصر، لذا فتشير كثير من الوثائق إلى الأشخاص الأندلسيين بلقب الأندلسي وليس لقب عائلته الحقيقي، أما العامل الثالث فتتعلق بالهجرة الأولى بعد سقوط غرناطة، فتركزت في القطاع الريفي والمدن الصغيرة وتحديدًا في الغربية والفيوم، ما جعل التعرف عليهم صعبًا لغياب الوثائق في هذه القطاعات
واستقرت العائلات الأندلسية في عدة مناطق في القاهرة، أولها باب الشعرية، والتي كانت تعتبر حينها توسعًا للعاصمة أشبه بالتجمع الخامس ومدينة السادس من أكتوبر حاليًا، كما سكنوا مناطق بين القصرين والسبع قاعات والتي كانت مناطق لإنتاج السكر وهو ما برعوا فيه في الأندلس، ولعبوا دورًا حقيقيًا في تطوير آليات هذه الحرفة في مصر.
كذلك عملت عائلات أندلسية في تجارة التوابل، خاصة في النصف الثاني من القرن الـ16، كما يروي الكتاب، كعائلات «ابن سويحه» و«المعاجيني»، كما عمل بعضهم أيضًا في تجارة تراب الذهب مع منطقة غرب إفريقيا التي شهدت تواجد مهاجرين أندلسيين بدورها، ومن أشهر العائلات التي عملت في هذا المجال عائلة «الصباغ» في القرنين الـ16 والـ17.
وفي رشيد، استقرت عائلات آخرى عملت في التجارة بين مصر وإسطنبول وأقاليم الدولة العثمانية مستغلين ما أطلق عليه الكاتب «غياب العنصر التجاري المصري وضعف النشاط الاقتصادي للأتراك» ليقوموا بدور فعال في هذه القطاعات.
المصدر: خزانة الأندلس/ موقع إسبانيا بالعربي