احتمالية توظيف المرأة المسلمة في إسبانيا، ألمانيا وهولندا تقل بنسبة 37٪ مقارنةً بالنساء الأخريات
اخبار اسبانيا بالعربي/ إذا تقدمت امرأتان – إحداهما مسلمة والأخرى غير مسلمة – لإجراء مقابلة عمل للتنافس على شغل نفس المنصب وكلتاهما لديهن نفس السيرة الذاتية، فإن احتمالية توظيف الأولى تقل بنسبة 37٪ عن الأخرى. ويتضح ذلك من خلال دراسة رائده تدرس التمييز الوظيفي لأسباب دينية وثقافية في إسبانيا وألمانيا وهولندا، كما يُظهر البحث أنه على الرغم من وجود تحيز إحصائي ضار للمسلمات في البلدان الثلاثة، إلا أنه أكثر وضوحا في إسبانيا.
أثبت الباحثون علميا أن الأشخاص من أصل أجنبي يواجهون تحيزات وصعوبات كبيرة للتنافس على قدم المساواة مع المواطنين، وذلك كان حدسا للباحثين. نُشرت الدراسة في مجلة “المراجعة الاجتماعية الأوروبية” والتي تقوم لأول مرة بتحليل مفصل ومقارن بين مختلف البلدان حول التمييز الوظيفي ضد النساء المسلمات.
ويأتي نشر الدراسة في الوقت الذي وافقت فيه الحكومة الإسبانية على إصلاح قوانين الهجرة لتسهيل وصول الأشخاص من أصل مهاجر(أجنبي) لعقد عمل، وهذا سيؤدي بشكل متوقع إلى اندماج آلاف الأشخاص من أصول أجنبية، وبعضهم نساء مسلمات، في سوق العمل بطريقة منظمة.
توجد حتى الآن بحوث حول احتمالية أن ينتهي المطاف بالنساء اللواتي يرتدين الحجاب للعمل أو لا يعملن بأجر أو استقلالية مقارنةً بالنساء المسلمات اللائي لا يرتدين الحجاب، أو دراسات محددة عن حالة ألمانيا، وهي دولة ذات تقاليد عريقة في الهجرة، والتي أظهرت دليلا على أن النساء التركيات تقل نسبة توظيفهن عن النساء ذوات الأصل الألماني.
وتجمع الدراسة الحالية بين هذين الأمرين وتقيسهما على المستوى العالمي؛ فهي تقيس بين كل من الاختلاف ما بين ارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه، وتفعل ذلك في ثلاث دول مختلفة.
خمسة وعشرون بالمائه من النساء غير المسلمات في إسبانيا اللاتي يتقدمن لإجراء مقابلات العمل ينجحن في التوظيف، في حين تنخفض النسبة المئوية لتوظيف النساء المسلمات إلى 15.7٪، وهي أكبر فجوة مُكتشفة مابين الثلاث اقتصادات المحللة من قبل المؤلفين، كما أنه لا يكاد يوجد فرق مابين النساء ذوات الحجاب واللاتي لا يرتدينه، فكلاهما تقل احتمالية توظيفهن، بالتساوي، على الرغم من أنه يمكن إضافة تحيزات أخرى لتأثير التركيب إلى المكون الديني الذي لم تحدده الدراسة.
الكثير من الظهور العام.. الكثير من التمييز
تركت الدراسة استسناج آخر وهو العلاقه السلبية بين الدين الإسلامي وكثير من الظهور العام، أي أنه كلما زاد الاتصال المطلوب مع العملاء للوظيفة، قلت فرصة وصول المرأة المسلمة إليها، لدرجه أن معتنقين دين الإسلام تبلغ إحصائيات فرصهم إلى نصف الشخص المسيحي ثقافيا أو دينيا أو من ديانات الأقليات الأخرى في إسبانيا.
وأشار الباحثون إلى أن معدل الاستجابة المنخفض في إسبانيا (مابين جميع الفئات) يعكس التنافس القوي على الوظائف في سياق ارتفاع معدل البطالة، على الرغم من وجود تحيز ضار في ألمانيا وهولندا ضد النساء المسلمات، إلا أنه تزداد فرصة عثورهن على عمل حتى في ظل “الإعاقة/البطالة” أكثر من المرأة غير المسلمة في إسبانيا، ففي ألمانيا نسبة عثورهن على عمل تصل إلى 45٪ فأكثر، وفي هولندا إلى 64٪، وليس عبثا في إسبانيا حيث تصل البطالة إلى 12.5٪، وفي ألمانيا إلى 6.7٪، وهولندا إلى 3.4٪.
كان الاكتشاف الذي فاجأ الباحثين هو التمييز ضد المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب مقارنة باللاتي لا يرتدينه، مشابها لما يحدث في هولندا وكذلك ألمانيا، النتيجه التي وصفوها بأنها “غير متوقعه بالنظر إلى التعددية الثقافية الأقوى تقليدياً لنموذج المواطنة الهولندية والمواقف الأقل سلبيه تجاه الحجاب المُسجلة في هولندا” .
المصدر: 20 مينوتوس/ إسبانيا بالعربي.