الجيش الإسباني يتوقّع موجة خريفية لكورونا ويضع خطة لمواجهتها
في تقرير لفيرناندو لاثارو، تحدّثت صحيفة “الموندو” عما اعتبرته الخطر المحتمل جراء عودة الناس إلى حياتها الطبيعية. وتقول الصحيفة أن التجمهر والتجمعات قد تتسبب في موجة ثانية لانتشار فيروس كورونا المستجد.
تطبيقات الهواتف لمراقبة التحرّك
وفي الوقت الذي يُستبعد فيه وجود لقاحات للجائحة، من المتوقع حدوث حالتي تفشي هذا العام، مُتوقعاً – التقرير – أن تصبح تطبيقات الهواتف المحمولة مفتاحاً لإبطاء التوسع والتقليل من انتشار الفيروس.
الموجة الثانية
ويعمل الجيش الإسباني بالفعل، يضيف التقرير، على التعامل مع الموجة الثانية من فيروس كورونا المتوقعة نهاية الخريف المقبل، حيث أطلق الجيش تحرّكه الأكبر بشكل موحد في ما يسمى بعملية “بالميس” للعمل ضد الوباء.
أسبوعاً بعد أسبوع، شرع الجيش في تقليص حضوره نتيجة تراجع تأثير الفيروس في البلاد بشكل عام.
حالياً، يتواجد حوالي 1500 جندي فقط يقومون بأعمالهم اليومية، بالإضافة إلى أولئك الذين تم دمجهم في الخدمة الصحية بكل أشكالها، والذين يتجاوز عددهم 3000 جندياً.
لكن الجيش يطرح بالفعل على طاولة التحليل اليومي للتطورات وكيفية تحسين أدائه، توجساً من حدوث وضع مشابه للذي نعيشه الآن.
فعالية اللقاح وتوفّره
وحذر التقرير من أن اللقاح المرتقب “لن يوفر حماية بنسبة 100٪”. وفي حال توفره، مع العلم أنه لن يكون هناك لقاح حاهز قبل شهري يناير وفبراير 2021، فإنه قد لا يكون متاحاً للجميع.
ويستطرد التقرير أن الجيش يؤكد أنه ستكون هناك موجتان إضافيتان من الوباء. في الصيف سينخفض عدد الإصابات في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي من المنتظر ان تبطئ وتيرة التوسع لكنها لن توقفه بالكامل.
ويطرح الجيش بالفعل سيناريو الموجة الثانية نهاية الخريف المقبل، ما يُنذر بعودة وضع مشابه لما عاشته البلاد، ويرسم صودة قاتمة عما قد تواجهه الشتاء القادم.
ويدرس الجيش الآن فعلياً كيفية الانتشار في جميع أنحاء إسبانيا من أجل معرفة مدى قوة الموجة الثانية، أو محاولة توّقع عدد المصابين.
وإذا لم يكن هناك الكثير من المصابين، فإن الموجة الثانية لن تكون واسعة النطاق وقاتلة كالأولى. ويُرجع الجيش سبب ذلك إلى إجراءات الحجر القوية التي سيتم اتخاذها قريباً وتحضير الوسائل والعلاج.
تأخر العودة للحياة الطبيعية
وتُشير تقديرات الجيش إلى أن الأمر سيستغرق ما بين عام وعام ونصف للعودة إلى الحياة الطبيعة.
خطورة انهيار النظام الصحي
ويقول خبراء الجيش الإسباني أن المشكلة لا تكمن في ارتفاع عدد الإصابات أو الوفيات، لكن في تراكمها في نفس الوقت، ما يُسبب انهيار النظام الصحي. ويضيف الخبراء أن العزل لا يوقف الفيروس لكنه يُبطئه.
وتعتمد خطة الجيش الأساسية على اليقظة الدائمة تحسباً لأي طاريء والاستعداد للموجة التالية. ولذلك، يعتبر الجيش أنه من الأهمية بمكان إيجاد تطبيق للهواتف المحمولة للتحكم في الحركة تفادياً للموجات التالية.
ويخلص التقرير إلى أن تدابير الحجر تساعد على إضعاف الوباء لكنها لن تقضي عليه، مؤكداً أن الخطر الأكبر مستقبلاً يظل في عودة الحشود والتجمعات.