شؤون إسبانية

فوكس المتطرف هو الأكثر جذبا لتبرعات الإسبان ويتفوق على جميع الأحزاب

بالنسبة لأنصار اليمين المتطرف في إسبانيا، فإن حزب Vox لم يكن قبل سنوات أكثر من مجرد حلم صغير بالكاد يعرفه الكثيرون في البلاد. وفشل الحزب في حشد الأنصار للمسيرات التي كان يدعو لها زعيمه، سانتياغو أباسكال. ولم يكن الحزب يملك حتى فاتورة غداء قادته والصحفيين الذين يدعوهم قصد التقرب منهم. ومع ذلك، وبعد ست سنوات من تأسيسه، أصبح Vox الآن الحزب السياسي الأكثر جذبا للمتبرعين في إسبانيا، وهو الحزب الذي يتلقى تبرعات خاصة تفوق من كل الأحزاب الإسبانية الأخرى مجتمعة.

تأسيس مركز صناعة التفكير

ويعيش حزب اليمين المتطرف الإسباني عصره الذهبي هذه الأيام. وخلال الأسبوع المنصرم، قدّم الحزب اليميني المتطرف مركز أبحاثه الذي أطلق عليه اسم Disenso، بعد الإعلان عن تأسيس نقابة عمالية تابعة للحزب باسم Solidaridad، أي تضامن، بالإضافة إلى إطلاق جامعة بديلة.

ومع كل هذا الإنزال التنظيمي والأكاديمي، تحاول التشكيلة اليمينية المتطرفة، ليس فقط النمو على حساب الأحزاب الأخرى، ولكن التغلغل أيضا في مختلف شرائح وطبقات المجتمع الإسباني المتعددة التي لا تزال بعيدة المنال بالنسبة للحزب.

امتلاء خزائن الحزب

وفي السنة المالية 2019، حصل الحزب اليميني المتطرف على أرباح لا تقل عن 5.3 مليون يورو، أي خمسة أضعاف أرباح العام السابق، متفوقا حتى على الحزب الاشتراكي الحاكم PSOE، الذي حلّ ثانيا بـ 4.9 مليون يورو.

وتقدم الحزب المتطرف بمسافة كبيرة على باقي الأحزاب الإسبانية، فقد خسر حزب Podemos لأول مرة 2.6 مليون، في حين عانى الحزب الشعبي PP هو الآخر من الانهيار المدوي بعد تراجعه من كسب 3.5 مليون في 2018 إلى خسارة 5.7 مليون يورو في العام التالي. من جانبه، أنهى حزب Ciudadanos العام بأرباح 820 ألف يورو.

من أين تأتي الأموال؟

وبالإضافة إلى التبرعات، التي ينتقدها الحزب لكنه لا يرفضها، كسب Vox الكثير من المال بفضل إقناع رجال الأعمال الإسبان المقربين منه فكريا.

وفي العام الماضي تلقى الحزب اليميني المتطرف 1.5 مليون يورو في شكل تبرعات من أفراد مجهولين، وهو ما يعزز الغموض حول حجم عائدات الحزب.

وتلقى كل من PSOE وPP ما يزيد قليلا عن 270.000 يورو من مانحين من القطاع الخاص.

طموح الحزب

وبعد تحقيق أرباح كبيرة، بدأ حزب Vox اليميني المتطرف في إعداد تصور طويل الأمد لكسب الشعبية من خلال جعل خطابه يصل إلى الفئات التي لم يصلها حتى الآن: الطبقة العاملة والتأسيس الفكري لعقيدة اليمين المتطرف داخل المجتمع الأكاديمي الإسباني.

الماضي القاسي لزعيم الحزب

وبعيدا عن سانتياغو أباسكال الذي بذل كل جهده عام 2007 لإنشاء حانة في فيتوريا (بلاد الباسك)، لكن مشروعه فشل وانتهى بإغلاقها وخسر منزله بسببها، حسب موقع “الإسبانيول”، فإنه بعد تركه الحانة ودخوله معترك السياسة، أصبح له راتب رسمي، لا سيما بعد تحقيق حزبه مداخيل بقيمة 5.3 مليون يورو.

واستمرت حانة، سانتياغو أباسكال في العمل ثلاث سنوات فقط. وفي عام 2010، انهار المشروع في سياق الأزمة الاقتصادية، لينتهي الأمر بأباسكال مع طلاق زوجته وبالتالي فقدان منزل مساحته 200 متر مربع كان يملكه في بلدة Zuya وهو المنزل الذي كان قد قدمه كضمان لمشروع الحانة.

وبعد الإفلاس، قرر سانتياغو أباسكال الذهاب إلى مدريد وإن بخفي حنين، حيث تم تعيينه في مناصب سياسية عندما كان لا يزال منتسبا للحزب الشعبي PP.

وإلى يومنا هذا، يتذكر زعيم Vox تلك الحقبة باعتبارها واحدة من أكثر الأحداث سوادا ومأساوية في حياته.

5265f96d 6c86 4dff 99ad 26e270e08d10 2

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *