متفرقات

ما هي مخاطر تعرّض الأطفال لشاشة الهاتف والأجهزة الإلكترونية؟

أصبحت الهواتف الذكية في متناول الجميع حتى الأطفال، ولا يستطيع أغلب الآباء منع أطفالهم من مشاهدة مقاطع الفيديو، حتى إن بعضهم يفقد السيطرة على الأمر، بينما يحاول آخرون التخلص من صراخ الأطفال بشراء أجهزة خاصة تمكنهم من تصفح الإنترنت طوال اليوم؛ ويأتي ذلك متلازماً مع جدل علمي مستمر حول أضرار التعرض للشاشات فترات طويلة، لتبقى الحيرة: هل تعرض الأطفال للأجهزة الإلكترونية ضار أم مفيد؟

في دراسة حديثة نسبيا نفذتها مجموعة البحث في مجلس المملكة المتحدة من أجل سلامة الأطفال على الإنترنت، لوحظ أن نسبة تعامل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و16 سنة مع الإنترنت بلغت حوالي 94%، وأبرزت الدراسة المخاطر التي واجهت الأطفال، حيث قال واحد من كل عشرة أطفال إلى واحد من كل خمسة مراهقين إنهم واجهوا مواد أثارت مخاوفهم، أو مواقع إباحية، بالإضافة لتعرضهم للتنمر الإلكتروني والابتزاز الجنسي.

كما بين استبيانان أجريا على نحو نصف مليون مراهق أميركي، أن الأطفال الذين يستخدمون هواتفهم ثلاث ساعات يوميا أو أكثر كانوا أكثر عرضة للشعور باليأس والتفكير في الانتحار بمقدار الثلث، بينما ارتفع معدل الانتحار للنصف عندما كانوا يستخدمونها أكثر من خمس ساعات، وبحسب دراسة لجامعة جلاكسو يؤدي الإفراط في استعمال الهاتف المحمول لزيادة معدلات أمراض القلب والسرطان.

و قالت دراسة أميركية حديثة إن المراهقين الذين يقضون فترة زمنية صغيرة في الاتصال الإلكتروني هم الأكثر سعادة، على الرغم من أن اقتراح تحديد وقت الشاشات بساعة واحدة يوميا يعتبر أمرا مثيرا للضحك لأي شخص يحاول السيطرة على معدل استخدام المراهقين للشاشة.

وعلى النقيض من كل ذلك، أكدت دراسة أجرتها مؤسسة أكسفورد للإنترنت شملت عشرين ألفا من أولياء الأمور، عدم وجود علاقة بين الحد من استخدام الأجهزة ورفاهية الأطفال النفسية، بل إن الفكرة الأساسية تكمن في طريقة تعامل الآباء مع أبنائهم فيما يخص كيفية استخدام الشاشة، وليس مدة الاستخدام، وهو ما أثبتته دراسة أخرى أجرتها جامعة ميتشغان الأميركية شملت أشخاصا تتراوح أعمارهم بين 4 و11 عاما.

لكن مؤلفي الدراسة قالوا إن القلق بشأن استخدام الأطفال للشاشة له ما يبرره، عندما يؤدي إلى سوء السلوك أو فقدان الاهتمام بالأنشطة الأخرى، أو اضطراب علاقة الطفل مع الأسرة، أو الانسحاب من الحياة الاجتماعية، أو ممارسة الطفل الكذب والخداع.

الأمر أصبح معقدا، ما الأضرار الأكثر تعقيدا؟ وكيف يُمكننا السيطرة إذن؟

متلازمة الشاشة الإلكترونية

متلازمة الشاشة الإلكترونية من الأمراض التي يمكن أن تُصيب طفلك جراء التعرض للشاشات، وتؤدي تلك المتلازمة إلى زيادة الضغط على المخ، وهو ما يؤدي إلى خلل في النُظم البيولوجية، ومن ثم خلل في الجهاز العصبي للأطفال. وتشمل أعراضها عادةً ضعف التركيز والعصبية والسلوك العدواني، كما أن الأطفال المُصابين بها يشعرون بالإحباط والبكاء والغضب بسهولة، ويقل مستواهم التعليمي.

وبحسب دراسة أجريت بجامعة جالكوري بكندا، فإن تعض الأطفال للشاشات أوقاتا طويلة، يعتبر شديد الخطورة عليهم، خاصة من سن سنتين إلى خمس سنوات، وهي المرحلة المصاحبة لعملية تطور الدماغ، حيث تتأثر خلايا المخ بطول فترة الاستخدام، كما تؤدي لضعف المهارات اللغوية والتعلم، وتضعف حصيلته اللغوية، مما قد يفقده القدرة على الكلام في كثير من الأحيان.

متى يجب القلق؟ فقط أجب عن هذه الأسئلة لتكتشف ما إذا كان طفلك مصابا بهذه المتلازمة:

هل يبدو طفلك غالبا مفرط الحركة؟

هل أصبح طفلك غير منظم ومعارض؟

هل لديك صعوبة في منعه من مواصلة استخدام الشاشات بأنواعها؟

هل لاحظت أن نطاق اهتمامات طفلك قد تقلص إلى الشاشات فقط؟

هل هبط مستواه التعليمي؟

هل يمكن أن تصف طفلك بأنه كسول وغير حيوي وغير مهتم بالتفاصيل؟

هل يفضل طفلك التواصل عبر الإنترنت على التفاعل وجها لوجه؟

إذا رددت بالإيجاب عن معظم الأسئلة، فمن المحتمل أن يكون طفلك عرضة لخطر الإصابة بمتلازمة الشاشة الإلكترونية.

وقد حددت الجمعية الأميركية لطب الأطفال الوقت المسموح به لتعامل الأطفال مع الشاشات بحسب الآتي:

– يُمنع استخدام الأطفال للشاشات قبل إتمام 18 شهرا، لما تسببه من متاعب في النوم، ومشكلات أخرى خاصة بمنع نمو الدماغ، وفقدان القدرة على تحفيز الطفل بمؤثرات أخرى.

– بين عامين وخمسة أعوام، يفضل استبدال الشاشات بالخروج في الأماكن المفتوحة والاحتكاك بالعالم الخارجي، على أن يكون استخدام الشاشة مكافأة ولمدة ساعة واحدة فقط، مع التحكم في نوع المواد التي يشاهدها.

– في عمر ست سنوات، لا يوجد حد معين للشاشات، لكن استمر في التركيز على الأنشطة الإنتاجية، مثل الأنشطة البدنية (كاللعب في الخارج)، والأنشطة التعليمية (كالقيام بالواجبات المنزلية)، والأنشطة الاجتماعية (كالذهاب إلى المعسكرات والوجود مع الأصدقاء).

حيل للسيطرة على وقت المشاهدة للأطفال أكبر من 6 سنوات

– الحرص على الاجتماعات العائلية لوضع خطة لبدائل استخدام الشاشات، وإشراك الأسرة بأكملها بمن فيها من الأطفال، لاقتراح أشياء تفعلونها سويا.

– تخصيص سلة أو محطة شحن في موقع مركزي بالمنزل، يضع فيه أفراد الأسرة كلهم أجهزتهم الإلكترونية في أوقات معينة من اليوم.

– تحديد وقت من اليوم يكون خاليا تماما من استخدام الشاشات (فليكن وقت العشاء مثلا) ويمكن زيادة هذا الوقت دوريا ليشمل أوقاتا أخرى من اليوم.

– البقاء قرب الأطفال بتكريس وقتٍ خاصٍ لهم، مما يجعلهم يصغون لقواعد الحد من استخدام الشاشات.

– التعامل مع القواعد بحزم لا يخلو من العواطف واللين في بعض الأوقات، حتى يصبح الأمر عادة يومية.

– حماية الأطفال من المحتوى الواضح على التلفزيون وعبر الإنترنت، باستخدام أدوات الرقابة الأبوية التي تسمح بمراقبة ما يشاهدونه على التلفزيون وما يفعلونه عبر الإنترنت.

– منع استخدام الأجهزة الإلكترونية في غرفة نوم الأطفال، ويمكن التحكم بالإنترنت عن طريق ضبط “كلمة المرور” بأوقات محددة.

المصدر : الجزيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *