أكثر من 200 فنان إسباني يوقعون بيانا ضد الإبادة الجماعية في غزة، وعمال ميناء برشلونة يرفضون شحن سفن نقل الأسلحة إلى إسرائيل
وقّع أكثر من 200 فنان وشخصية ثقافية إسبانية، بما في ذلك ماريسا باريديس، وخوان دييغو بوتو، وإيما سواريز، ورامونسين، وروزالين، على بيان “يدين المذبحة في غزة والتقاعس عن وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”.
وسيقدم “بيان الثقافة الإسبانية ضد الإبادة الجماعية في غزة” اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي لمنتدى الفنانات ضد العنف الجنسي وجمعية القدس الإسبانية الفلسطينية في مقر السفارة الفلسطينية في مدريد بمشاركة السفير، حسني عبد الواحد. وسيحضر حوالي ثلاثين من الموقعين في هذا الحدث، وفقا لبيان صحفي أرسلته يوم الجمعة منصة الفنانات ضد العنف الجنسي.
ويطالب البيان بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية بشكل عاجل في غزة، ويطلب من الحكومة الإسبانية التحرك من أجل فرض عقوبات على جميع انتهاكات حقوق الإنسان، ويرفض أي تهجير قسري للشعب الفلسطيني.
وقف الهجمات في الضفة الغربية
كما يطالب الفنانون الإسبان أيضا بوقف هجمات المستوطنين في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية على الفور، ويدينون “جرائم القتل في فلسطين وخاصة غزة والضفة، التي حدثت في الأشهر الأخيرة بطريقة مثيرة للقلق، وسط صمت دولي وإعلامي”.
ومن بين الموقعين على هذا البيان وأولئك الذين سيأتون لتقديمه، من بين آخرين، بالإضافة إلى المذكورين أعلاه، مونتكسو أرمينداريث؛ إسماعيل سيرانو؛ كريستينا ديل فايي؛ آنا فرنانديز؛ لويس باسكوال؛ إيتزيار كاسترو ناتشو كامبيلو بياتريس ريكو؛ سيرجي لوبيز؛ نوريا غالاردو؛ كوكي ماياك؛ كيتي مانفير؛ سيلفيا مارسو؛ كارمن باريس؛ لويس باستور؛ مروان؛ أمبارو سانشيز (أمبارانويا) وليديا كاتشو.
عمال الشحن بميناء برشلونة يحتجون على إبادة غزة
قرر اليوم عمال الشحن والتفريغ في ميناء برشلونة الإسباني “عدم السماح بنشاط السفن التي تنقل أسلحة أو ذخائر أو مواد حربية” إلى إسرائيل أو فلسطين. جاء ذلك في بيان صدر عقب اجتماع لجنة العمل بالميناء الإسباني.
وتشير نقابة عمال الشحن والتفريغ في ميناء برشلونة (OEPB)، وهي نقابة الأغلبية بين عمال الشحن والتفريغ البالغ عددهم 1200 في برشلونة، إلى أنها اتخذت هذا القرار “لحماية السكان المدنيين، بغض النظر عن المنطقة”. وبذلك يؤكد العمال “الرفض المطلق لأي شكل من أشكال العنف“، ويعتبرون أنه “واجب والتزام” بالدفاع “بشدة” عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ويضيفون أن حقوق الإنسان “تُنتهك” حالياً في مناطق مثل أوكرانيا أو إسرائيل أو في الأراضي الفلسطينية.
ويتفق العمال على عدم تحميل أو تفريغ أو تسهيل مهام أي سفينة تحتوي على أسلحة. ورغم هذا الموقف، إلّا أنه ليس لدى عمال الشحن والتفريغ “القدرة على معرفة حمولة الحاويات”، كما تؤكد الصحافة الإسبانية.
وناشد العمال المساعدة من المنظمات غير الحكومية والهيئات الإنسانية التي قد تكون لديها معرفة بشحنات الأسلحة القادمة من ميناء برشلونة. وبذلك، يتذكرون المقاطعة التي قاموا بها بالفعل في عام 2011 في سياق الحرب الليبية، والتي تعاونوا خلالها مع جهات مختلفة لعرقلة شحن المواد الحربية، مقابل تسهيل شحن المياه والغذاء.
وعلى الرغم من أن الحكومة الإسبانية أكدت أنها لا تخطط لتصدير أسلحة فتاكة إلى إسرائيل يمكن استخدامها ضد قطاع غزة، فإن عمال الشحن والتفريغ في ميناء برشلونة يدركون أنه في عام 2023 وحده، اشترت إسبانيا مواد عسكرية من إسرائيل بقيمة 300 مليون يورو، بالإضافة إلى 700 مليون يورو أخرى مُخصصة للحصول على الأسلحة للسنوات القادمة.
ويصرّ العمال على أنهم بهذا البيان لا يتخذون موقفاً سياسياً في الحرب ضد غزة، بل يدعون ببساطة إلى وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات الإنسانية. وأضافت النقابة “إنه ليس بياناً سياسياً، نريد فقط استنفاد كل سبل الحوار قبل استخدام العنف”، وفق وصف البيان.
وبهذه المبادرة، ينضم عمال الشحن والتفريغ إلى مجموعات أخرى من عمال الموانئ، مثل البلجيكيين، الذين أعلنوا أيضاً أنهم لن يسمحوا بشحن المواد العسكرية إلى إسرائيل أو فلسطين. إن المقاطعة هي استراتيجية ليست جديدة، فقد قام عمال الشحن والتفريغ من مختلف أنحاء العالم بتنفيذها بالفعل في لحظات الصراع الخام في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، خلال الصراع في قطاع غزة في عامي 2008 و2009، رفض عمال الشحن والتفريغ من إيطاليا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة بالفعل التعامل مع الشحنات القادمة من إسرائيل.
المصدر: إسبانيا بالعربي – وكالات.