إن التهديد الأمريكي بفرض رسوم جمركية يفرض على شركاء الولايات المتحدة التجاريين إعادة التنظيم وتحديد الاستراتيجيات. ولهذا السبب، التقى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأربعاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، في اجتماع دعا إلى توثيق العلاقات التجارية بين المنطقتين وتكثيف العلاقات الثنائية.
في مناقشة حول التجارة العالمية والرسوم الجمركية التي أعلنتها الولايات المتحدة، ركز الاتحاد الأوروبي وكندا على علاقاتهما التجارية والرابط الوثيق بين الاستثمارات على جانبي المحيط الأطلسي. وجدت كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نفسيهما في مرمى التهديدات التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وكان هذا الموضوع محور الحوار، حيث اتفق القادة على أن المشكلة الحقيقية في الرسوم الجمركية التي أعلنتها الولايات المتحدة على الصلب والألمنيوم تكمن في الإفراط في الإنتاج في الصين، وتؤثر على جميع الشركاء العالميين.
وفي هذا السياق، يصبح تنويع علاقات العمل مع شركاء متوافقين في القيم والأهداف أمراً ضرورياً لكلا الطرفين. وأيضاً بسبب عدم الاعتماد على مورد واحد. ولذلك قال رئيس الوزراء الكندي إنه يرغب في تعزيز العلاقات التجارية الثنائية مع الاتحاد الأوروبي، بحسب مصادر دبلوماسية.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية إن “التاريخ بين الاتحاد الأوروبي وكندا هو تاريخ من الاستثمار والتجارة المفيدة، وتاريخ من الحلفاء الجيدين وتاريخ من الثقة”، مؤكدا على أهمية هذه الثقة “في عالم لا يمكن التنبؤ به”.
وسلط الزعيم الكندي الضوء على الاجتماع السنوي بين الاتحاد الأوروبي والدولة الواقعة في أميركا الشمالية من أجل
“تعميق العلاقات بين الاقتصادين، وبين الشركاء، وبين الأصدقاء“. ويهدف الاجتماع إلى تعميق العمل في مجالات “الأمن والدفاع والديمقراطية وسيادة القانون”.
وعلى المستوى التجاري، قال رئيس الوزراء “لقد قمنا بتحسين علاقاتنا بشكل كبير” بعد توقيع اتفاقية ثنائية بين المنطقتين. وأعرب ترودو عن تأييده للاتحاد الأوروبي في الدفاع عن أوكرانيا، مشيرا إلى أن العلاقة بين المنطقتين تعمقت في السنوات الأخيرة بفضل القيم المشتركة في بناء المستقبل.
وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا: “نحن حلفاء أقوياء في السلام والأمن، وداعمون لأوكرانيا منذ اليوم الأول، وشركاء تجاريون مقربون، ومروجون للعمل المناخي، وشركاء في الابتكار الرقمي”.
وناقش الزعيمان خلال لقائهما أهمية العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي وأبرزا العلاقات التجارية والاستثمارية القوية التي تجمع بين المنطقتين. ولهذا السبب، فقد التزموا “بتعزيز وتنويع جهودهم التجارية”.
وقد زعم الجانبان في إشارة واضحة إلى موقفهما من الحرب في أوكرانيا، لصالح نظام متعدد الأطراف يقوم على قواعد الأمم المتحدة، والذي يدعو إلى السيادة والسلامة الإقليمية وحرمة الحدود.
بعد مرور ثلاث سنوات على بدء الصراع، أعاد الزعماء الأوروبيون والكنديون التأكيد على دعمهم لكييف، واعتبروا وقف إطلاق النار في غزة إيجابيا، واتفقوا على ضرورة تنفيذ حل الدولتين لإنهاء الصراع.
إسبانيا بالعربي.